الأستاذة عائشة موسي السعيد عضو مجلس السيادة في حكايات عن الشاعر الراحل محمد عبد الحي
الأستاذة عائشة موسي السعيد عضو مجلس السيادة في حكايات عن الشاعر الراحل محمد عبد الحي (الحلقة الأولي ) حوار محمد نجيب محمد علي _ عامر محمد احمد حسين (*)أنا إمرأة محظوظة لأني إبنة موسي السعيد وزوجة محمد عبد الحي (*) أول لقاء بيننا كان في محطة قطر في لندن
الأستاذة عائشة موسي السعيد عضو مجلس السيادة في حكايات عن الشاعر الراحل محمد عبد الحي
(الحلقة الأولي )
حوار محمد نجيب محمد علي _ عامر محمد احمد حسين
(*)أنا إمرأة محظوظة لأني إبنة موسي السعيد وزوجة محمد عبد الحي
(*) أول لقاء بيننا كان في محطة قطر في لندن
(*) أين قاعة محمد عبد الحي في جامعة الخرطوم ؟
ما قبل الحوار
برفقة صديقي عامر محمد أحمد _ كنا نستحث الخطي وعدا ذلك الصباح ـللقاء عائشة بت موسي السعيد أرملة الدكتور الشاعر الراحل محمد عبد الحي في (حلفاية الملوك) وأكثر من سيرة ترافقنا .. إدريس جماع ، ومحمد محمد علي ، وعون الشريف قاسم .. وآخرون ، كنت أحمل في يدي وصف المنزل مكتوبا ، وكلما سألني عامر .. أقرأ عليه .. إسم البنك .. الشارع .. الورشة .. ثم تدخل شمالا .. حتي بلغنا المنزل والشمس تهش بعصاتها من فوقنا .... أول ما لفت إنتباهنا لافته علي كتف البوابة العريضة مكتوب عليها ( منزل محمد عبد الحي ) .. قلت في سري ( هو الوفاء .. لسيرة لا تزال حية تمشي رغم مرور ( ربع قرن علي رحيل محمد ) ).. رحل من بيت لم يكن يملكه .. كان من بيوت الجامعة .. جامعة الخرطوم .. أخرجوا أبناءه منه بعد رحيله بسنوات قليلة .. كانت الأم عائشة حينها في بلاد السعودية تكافح من أجل أبنائها من محمد عملا بالوصية التي تركها لها الراحل قبل رحيله ( إهتمي بالأولاد يا عائشة ) .. يروي فيما يحكي أن الضابط المكلف بتنفيذ أمر الإخلاء حين وجد إبن محمد وأخبره برحيل والده وإغتراب والدته إنتحي ركنا وجلس يبكي ..
أول المشاهدات
علي الباب كانت عائشة بأحضان يدها وإبتسامتها ونحن نتدفق في الدخول والعيون ترمي بأصابعها في كل إتجاه اللوحات علي الجدران .. قالت لنا هي لصديقه حسين جمعان وعلي جانب الشمال من المدخل تلتقيك مكتبة محمد عبد الحي وذات ( التربيزة ) التي كان الراحل يكتب عليها .. قالت عائشة ( كانت المكتبة تحتوي علي أكثر من سبعة آلاف كتاب لم يبق منها سوي ثلاثة آلاف ونحن نكافح الحياة ما بين الرحيل والإغتراب ) وتضيف عائشة (أعدت ترتيبها الان كما ترون ) ونلمح نحتا لصورة محمد عبد الحي علي أحد جنبات المكتبة فنسألها فتقول أتي به مجذوب عيدروس ، ويقول لي عيدروس هو للنحات بشير علي إدريس .. وعلي رفوف المكتبة بعض الصور العائلية والتاريخية .. ونحن مابين زحمة الضيافة الآسرة وذكري مرور ربع قرن علي رحيل محمد عبد الحي ..
هنا كان يكتب محمد عبد الحي
حكاية قاعة محمد عبد الحي
قلنا لعائشة .. هنالك قاعة بجامعة الخرطوم تحمل إسم إسم شاعرنا الراحل ( قاعة محمد عبد الحي ) ..
ولمحت ضحكة في بطنها دمعة تخرج منها وهي تقول .. كانت هنالك قاعة تحمل إسمه في الجامعة التي أحبها ولكن الآن لم تعد ..
وجرت بيننا دمعة وهي تحكي لي ( بغير ضحكة ) .. فحين قررت الجامعة تسمية إحدي قاعات المتحف الطبيعي بإسم الراحل تكفلت عائشة بالصيانة والتجهيز ..
محبة للشاعر والإنسان والشاعر ثم الزوج ,, ذات مرة ذهبت عائشة برفقة مجذوب عيدروس والبروفسير محمد المهدي بشري للقاعة فوجدتها وقد غيرت ملامحها وإسمها وحتي اللافتة نزعت عنها .. فسألت .. أين قاعة محمد عبد الحي ؟؟ فقال لها المسئول عن متحف التاريخ الطبيعي : ( محمد عبد الحي .. دا منو ؟؟ ؟؟؟ وما علاقته بمتحف التاريخ الطبيعي ) .. وقال ( إنه خسر كم وستون مليونا في صيانة القاعة ) فسأله عيدروس : هل خسرتها من مالك ؟؟ فقال : لا ...
وقالت عائشة : طالما أنك لا تعرف من هو محمد عبد الحي فقد إنتهي الحديث ...
ما يحيرنا أين جامعة الخرطوم من كل هذا وأين كلية الآداب التي وهبها عبد الحي كل إسمه وإبداعاته .. هل يجوز أن تبخل الجامعة حتي بقاعة تحمل إسمه ..؟؟؟؟
اللقاء الأول
تقول عائشة موسي ونحن علي باب الحوار : أنا إمرأة محظوظة .. لأني بنت موسي السعيد وزوجة محمد عبد الحي .. وتتداعي ذاكرة القلب .. ونحن نسألها عن اللقاء الأول .. وفي الخاطر تعبر بنا كلمات قرشي محمد حسن وأنغام عثمان حسين فتقول عائشة : إنتدبتني ( البرتش كانسل ) بنتيجتي في تدريب المعلمات لأن أكمل الشهادة الجامعية بإنجلترا .. وذهبت إلي ( ليدز ) مع أول مجموعة من المعلمين لنتخصص في اللغة الإنجليزية في عام 66 ـ67 .. وكان محمد عبد الحي قد أبتعث من جامعة الخرطوم لنيل شهادة الماجستير .. كنت أنا سكرتيرة الجمعية السودانية .. وكان رئيس الجمعية محمد عبد الرحمن ( له الرحمة ) بعث لي رسالة من السودان قال لي فيها أن هناك شاب سوداني سيأتي لإنجلترا إسمه محمد عبد الحي وأن علي أن أساعده في أموره لانه لا يملك أي فكرة سابقة ... وتتكيء عائشة علي كتف بطن يدها وهي تقول : في ذلك اليوم كنا في إجازة ( الكريسماس ) وذهبت أنا وصديقة كندية كانت تقيم معي إلي محطة القطر في ليذز .. وقابلناه .. ربما يكون محمد قد فوجيء بي لأنه وجد ( سودانية ترتدي ثوبها ) ولم يجد ( سودانية مشنطة بي بنطلون ) .. أنا أحتفي بثوبي أينما أذهب .. ولي ثوب ( كحلي ) مشهور أنا ( لا بساه علي طول ) والخواجية كانت خواجية .. وأكرمناه في تلك الليلة .. ( أتذكر صنعنا له وجبة عشاء .. أعجبته شديد ) وبعد ذهابه عنا قالت لي الكندية : ( اقيمي معه علاقه .. أنه نموذج .. قائد ) أجبتها : لا .. لا . أنا كردفانية .. وشايفاه ( حلبي ) .. وضحكنا ..
وكان محمد نعم الأخ لنا ولم تكن بيني وبينه أي فكرة لزواج أو قصة أنذاك .. وانا بطبعي لست من العاطفيين الذين تحدث لهم قصص .. أنا كنت قد ذهبت إلي إنجلترا وأبي قد توفي .. وترك لأمي تسعة أطفال.. وكان الزهج يغازلني ..أكثر ,,