سورية : سقوط.الاسد

سورية : سقوط.الاسد

سورية : سقوط.الاسد

كليك توبرس _ عامر محمد أحمد حسين

في العام ١٩٧٠م وبعد خلافات شديدة بين الرفاق حافظ الاسد وصلاح جديد  والرئيس امين الحافظ   وصل الفريق حافظ الأسد وزير الدفاع إلى رئاسة الدولة و قيادة حزب البعث العربي الاشتراكي لتبدأ مرحلة جديدة من التاريخ السوري والصراع الدموي على السلطة..قاد حافظ الأسد الدولة السورية في ظل تجاذبات سياسية وقومية في الوطن العربي وخلافات بين اجنحة حزب البعث ، تسببت بها خلافات القيادات السورية..استمرت الخلافات بين الاجنحة البعثية إلى وفاة حافظ الأسد واغتيال صدام حسين ..، منذ حرب نكسة حزيران ١٩٦٧ وسورية تعيش واقعاً مختلفاً لكل من يعرف التاريخ السوري مثل تثبيت حالة الجمود والصمت في مقابل احتلال إسرائيل لهضبة الجولان ، وكان حافظ الأسد وزيراً للدفاع وقائداً لسلاح الطيران..فترة الاسد الاب ، رغم صراعاتها فإن الدولة السورية حافظت على وجودها السياسي المؤثر في الساحة العربية وامتدت ايادي الاسد للمنظمات الفلسطينية والجبهة اللبنانية..محافظة الاسد الاب ، على حالة وقف إطلاق النار مع إسرائيل منذ العام ١٩٧٤م ، جعلت منه اللاعب الرئيس في ساحة دول المواجهة وهي ميزة ومنفعة ورثها الاسد الابن ،وظل يتلاعب بها تحت ستار محور المقاومة. إنهيار محور المقاومة بعد إنتهاء حرب جنوب لبنان سيتحول إلى حقيقة بسقوط نظام الدكتور بشار الأسد وهو ركن ركين في معادلة المحور الدائر في الفلك الإيراني ومع وصول  "مسعود بزشكيان" الإصلاحي وداعية الإنسحاب إلى الداخل الإيراني ورجوع دونالد ترمب إلى البيت الابيض فإن سياسة إيران تبدو في طريقها إلى مسار جديد، ونسيان التمدد الإمبراطوري والطوق المذهبي والتصالح مع المحيط العربي ،والتفاهم مع دول الخليج..سقط  نظام بشار الأسد، بعد ربع قرن من وصوله إلى حكم سوريا ، ببوابة التوريث، وهي حالة غير مسبوقة في التاريخ السوري ،ومن الذي اليوم يعرف ماتبقى من اسرة شكري القوتلي ، دعك من تأثير اسرة اول رئيس للجمهورية في حاضر ومستقبل سورية .شهدت فترة حكم بشار الأسد لسورية احداثاً مهمة مثل  إغتيال رئيس الوزراء اللبناني الشهيد رفيق الحريري، والخروج النهائي 

 من لبنان، ودخلت سورية تحت ذريعة حفظ الامن في لبنان ،بواسطة قرار عربي وقوات الردع العربي والمفارقة ان قوات المعارضة السورية بدأت مرحلة التخلص من حكم آل الاسد، تحت مسمى " ردع العدوان " .ومابين تغيير الدستور ،للوصول إلى خلافة والده ،وسقوط نظامة ، الالاف من القتلى، والملايين من" المهجرين  " من سورية ، وحالة من الصراع الداخلي بين الحرس القديم" عبدالحليم خدام وفاروق الشرع"  وإعلان إصلاح سياسي في العام ٢٠٠٥م إنتهى الى محطة التسويف، وقتل الوقت و الثوار ،ورفض التنازل عن السلطة الى  لحظة وصول الحركات المسلحة إلى قصره في دمشق.

الجغرافية..

  تبدا مرحلة قراءة الجغرافية الطبيعية والسياسية للعالم العربي الكبير وتقسيمه إلى دول متحكم في مصائرها ، منذ إيقاف دولة :محمد علي باشا: من التمدد على حساب السلطنة العثمانية " رجل اوروبا المريض" وإنكفاء تركيا " الاتحاد والترقي " بعد فشل سياسة " التتريك :و هو مفهوم يطلق على عملية تحويل أشخاص ومناطق جغرافية من ثقافاتها الأصلية إلى التركية بطريقة قسرية أي بالإكراه أو الإجبار والقهر غالبًا " ظهور كمال مصطفى اتاتورك " على مسرح تركيا ، تم من خلال تسوية اوروبية تقوم ركائزها على محو الدولة العثمانية، وآثارها في العالم العربي، وخصوصا بعد "ثورة العرب" ضد التتريك، وإنتهاز الامبراطورية البريطانية لمشاعر الكراهية ضد الدولة العثمانية نتيجة التخبط ،وإيقاف عجلة التطور العلمي ،والدوران في دورة التخلف ،مماساهم في ضياع مئات السنين، على العالم العربي ومع تمرير بريطانيا، وفرنسا، اتفاقية "سايكس بيكو " على حساب الوعود للشعوب العربية بالحرية والدولة العربية الواحدة، ثمناً لوقوف العالم العربي مع الحلفاء ضد المحور الالماني والايطالي ، إستغلال بريطانيا وفرنسا للحالة العربية في تلك الفترة المبكرة، من التاريخ العربي الحديث ، هو مكمل لهندسة استعمارية غربية لاتزال إلى يوم الناس هذا ، ثابتة وتعتمد الاستغلا ل _ الاستغفال ، ادوات للتعامل، ولغة الطمأنة كبديل ناجع في تغبيش الرؤية وسياسة" فرق تسد" من اجل ان تظل الحالة كماهي في" عشرينيات" القرن العشرين او"عشرينيات" قرن العولمة والصورة والقرية الواحدة. .كمال اتاتورك،  اراد مع تثبيت العلمانية  في المجتمع التركي ، إبعاد تركيا الحديثة عن العالم العربي والإسلامي  ونتيجة لذلك ،وبهدوء  وإصرار وترصد تم إنهاء نظام" الخلافة الإسلامية " مع قصائد للشعراء خلدت تلك الفترة بعد نفض " خالد الترك" يده من " خالد العرب " . وجاء في التاريخ : " وامتدت  الثورة ضد العثمانيين بعد إخراجهم من الحجاز حتى وصلت بلاد الشام، وإسقاط الحكم العثماني فيها، وفي العراق؛ وذلك نتيجة للسياسة العثمانية خلال الحرب العالمية الأولى، والتي تمثلت بالتجنيد الإجباري، ومصادرة الأملاك والأرزاق، ومن ثم مجاعة 1915، والسياسة القمعية لجمال باشا، الحاكم العسكري للولايات السورية العثمانية." ومع الدعم التركي الواضح لرحيل اسرة الاسد فإن تركيا الاردوغانية تقدم اوراق جديدة للعالم العربي عسى ولعل تكون لصالح المصالح المشتركة وترك مشاريع الهيمنة واستخدام دول الجوار ورقة في مساومات الدول الكبرى على حساب النهضة والازدهارو الاستقرار في هذه الدول. ...

تقاطعات..

الإعلام العربي في ظل الراهن هو مرآة التخثر ،والتراجع والتبعية، والذيلية.قنوات محسوبة على هذه الدولة او تلك الدولة ، تعطيك من خلال التغطية المباشرة للاحداث ، موقع دولة "القناة "من طرف في مواجهة الطرف الآخر..صراعات دولية تتحكم بما يتم بثه . الحكم السوري تحت قيادة اسرة الاسد شهد تجاذبات سياسية عنيفة مماتسبب  في صراع على مستوى المكونات السورية  منذ العام ١٩٧٠م تاريخ وصول الاسد الاب الى السلطة ووصول الابن بشار بعد وفاة الاب الى تاريخ التظاهر السلمي ضد نظام الابن في فبراير ٢٠١١م وصولاً  إلى الظهور الاخير للصراع باعتباره صراعاً مسلحاً تحركه اجندة خارجية حسب ماهو ظاهر إلى العلن وان دخول هيئة تحرير الشام ، هو دخول داعش في صورة جديدة ، امريكا واوروبا تصنف.جبهة النصرة او هيئة تحرير الشام  مصنفة حركة إرهالية وبالتالي سؤال البديل الديمقراطي السوري يتحول إلى بديل إرهابي لديه علاقات مع إسرائيل وامريكا وتركيا وهكذا يتم اختصار نضالات الشعوب لصالح اجندة الخارج ؟ ..سؤال الخسارة الروسية والإيرانية لازال بعيدا عن التناول والحقيقية ان اوكرانيا مقابل سوريا الاسد قد يكون خياراً جيداً ،ورفع العقوبات عن إيران ابضاً الخيار الافضل في مقابل نسيان محور المقاومة، هذا جانب من سيناريو في مقابل سيناريوهات اخرى بتقسيم سورية ولبنان إلى مجموعة دويلات تحت الهيمنة الأمريكية ،والتحكم الإسرائيلي في الجو والمعابر والاقتصاد والسياسة والحاكم " المطبع والمطيع " .

التجربة المرة..

السياسي العربي الراحل واحد ابرز وجوه حزب البعث العربي الاشتراكي" منيف الرزاز"، اصدر كتاباً بعنوان : التجربة المرة، سرد الرزاز احداثاً عديدة في مسار الصراع السياسي داخل سورية وليس الامر هنا للكتابة عن التجربة المرة، وإنما لوضع عنوان الكتاب بأعتباره يمثل الواقع الصعب للدولة السورية وصراعات النخب ودافع الثمن هو الشعب..تجربة حكم آل الاسد، وتجربة القوى السياسية السورية مع الحكم مع اصطحاب التدخلات الخارجية الامريكية والإسرائيلية والغربية والروسية والإيرانية ، الامر سيكون افضل إذا انتهت التدخلات الخارجية واحتكمت النخب لصندوق الاقتراع كبديل منطقي لصندوق الذخيرة..وان الشرعية الحقيقية، هي شرعية الشعب، ومن يفوضه، اما الانقلابات العسكرية  العقائدية اوالديكتاتوريات  المدنية فإنها بوابة سلب الموارد ،والعقل لصالح الاستعمار والتخلف....

مابعد سقوط.آل الاسد ..

 تحتاج سورية آلى التعافي السريع، من حقبة الديكتاتورية والاستبداد، من خلال مصالحة وطنية، لكل مكونات الشعب السوري ،بدون استثناء والصحيح ان اسرة الاسد لم تحكم بأسم الطائفة العلوية بل حكمت  بالحديد والنار والفساد والإفساد...