غياب السرد و الرواية..1
غياب السرد و الرواية..1
محمد الامين مصطفى نموذجاً..
.كليك توبرس _عامر محمد أحمد ..
ثمة مفارقة تظهر عند قراءة روايات جديدة لكتاب ينتسبون الى، الالفية الثالثة، وسنين صعودهم يمكن عدها باصابع "اليدين" والمفارقة تتلخص في اضافتهم لحقب تعود الى بدايات عشرينيات القرن المنصرم ؟ وبداية صعود الكتابة السردية في العالم العربي، ومابين صعودهم، وصعود جيل الرواد هوة سحيقة، تتمثل في محو تأثير قرن كامل، على الكتابة السردية، في العالم العربي . لاتوجد إبداعية كتابة لاتأخذ من تراكم ،وتسعى لخلق طريق جديد، وظهور صوت خاص متميز، وينسحب ذلك على الجيل كله وبصمته في الكتابة .فشل البصمة الخاصة هو فشل مزدوج للكاتب، وتأخير لمسيرة جيله ،ومثال الحركة نحو التطور هو مثال من يصر على استخدام ادوات حركة ذات علاقة بالقرن الماضي ويساهم في التعطيل.. وكما ان الامثلة ليست مرتبطة بجيل" العشرة اعوام" الاخيرة في السودان وإنما لأجيال عديدة وقفت عند التقليد للكتابة السائدة لعقود مضت كخيار سهل يعفيها من سؤال موقع كتابة جيل او موقع الكاتب نفسه. والنموذج المراد قراءة ماقدم في الكتابة السردية تجده ، يعطي النموذج غير الجيد " للناشئة "وهو منهم" تجربة وكتابة " وماهو جيد يمهد لزيادة رقعة انتشار ابداع سردي سوداني يعي المكان ،والثقافة ويضيف للابداع العربي ،و في خلق وابتكار جديد عماده الموهبة، والإبداع ،والعلم، والتواصل الوجداني والعقلي مع الفكرة ،وكيفية التعامل معها وفق معادلة في الكتابة، تضيف سهماً في" الكم والكيف "، وتعيد للقارئ ثقته بنفسه وبالكتابة..بوابة استسهال الكتابة السردية، تحولت إلى إزعاج كبير لكل مهتم بجودة الكتابة، وبأسئلتها ،ومضمار ركضها. إذا لم تستطع ان تضع اقدامك في ميدان الكتابة الجادة ،والمتقنة والرافضة، بشدة لكل اشكال العلاقات العامة والاستعراض.ومن الملاحظ ظهور فئة "طفيلية" تسعى في تحويل الكتابة إلى ماركة، تجارية رخيصة تدفع بصاحبها في ميدان تجارة الحروف ،بمايملك من دكاكين سردية، في سوق التفاخر بامتلاك" كناتين" او بالاحرى زيادة عدد الروايات، في بازار السلعة التجارية ،وتعدد الاصناف. ، وتسجيل الماركات التجارية، والتسابق لإمتلاك اكبر عدد من الدكاكين آسف( الروايات)، والمجموعات القصصية، هذا الابتذال للكتابة، ستكون لديه فوائده الوقتية، لصالح مبتذل الكتابة ،المستخف بمسؤولية الكاتب ودوره ..ونبدأ بالنموذج السارد وكلمة سارد هنا فقط لتوصيف حالة مايتوهمه، وليست مسألة محسومة ابداعياً . تسمية تلتصق بالعناوين، التي يكتب في غلافها "رواية "وسنقرا هذه الروايات بنماذج سردية روائية على نار هادئة من اجل ان تفيد "صاحبها "وتعيده إلى محطة قطار سريع ،يقوده الى محطة انطلاق جديدة، في الكتابة تساهم في تغيير كبير له، هذا إذا كان ممن ينفعهم النصح،؟ وإذا مضى في طريقه فاتمنى ان لا اعود إليه ثانية ؟..
_رواية الم القطاطي.
ومن العنوان تختبر ذكاء الكاتب في اللغة وعتبات النص ،فإن الالم الواحد مع المجموع" القطاطي" يشير صراحة إلى هوة سحيقة في فهم اللغة واستخداماتها، ابتداء من زاوية ان" الالم" يتجه صوب الكاتب، ولاعلاقة له بالقطاطي حيث الوجع الجماعي. يجب الاعتقاد ان هذا الكاتب اجتهد على قدر سعة استيعابه للكتابة السردية، وجد من يكتبون فكتب!! ووجد.من شجعه فنشر!! وفي كل توقيت من توقياته، واختياراته يحاول ان يشكل عوالمه السردية ،من عوالم مستلفة، ومخيلة ضعيفة في التلقي، والاستيعاب حتى إذا قرات له اول رواية انتظرت الثانية والثالثة والرابعة حتى اذا وجدت نفسك في انتظار" الخامسة" فإذا بها "عكاكيز" إن هذا الكاتب ووصف كاتب باعتباره كتب وليس باعتباره كاتباً مجيداً ولن يكون لراي الاقدمين في مثل حالته إلا بالأحالة إلى ازمنة "كساب افندي" وقشور الواقعية المكتوبة بمداد ضعيف، واستمداد من خواء. والكاتب يطل علينا دائماً برواية موسمية او نصف عام براوية جديدة ،والتحية له على المحاولات المستمرة للوصول الى كتابة رواية حقيقية، في تجليات كبرى تسعى لفتح طريق سردي يمتلك مع اللغة والتجربة والخيال في رسم صورة سردية لعالم "متخيل "يهزم التوقع ،والواقع والإتكاء على ذخيرة حية من الثقافة والمعرفة ،بفنون السرد، والقصص القصيرة باعتباره ايضاً كاتب قصة. ولنلق نظرة إلى " الم القطاطي" لصاحبها محمد الامين مصطفى،فإن السارد الكاتب صاحب العمل يدور ويدور في فراغ وعلى فراغ ،وخواطر تقودها خاطرة إلى خاطرة كانه في سباق محموم نحو "قطية" حتى يستريح من عناء السرد وليس من اجل تاطيره ليتصل بالمعنى الثاوي ويكشفه بابعاده الإشارية، ودلالاته الكامنة، وظاهر وباطن السرد ،ودلالات اللغة وتأويل الكلمة والأبنية السردية تماما مثل معمار لمعماري شاطر ،يشكل المبنى والمعنى، وعلى الناظر الوصول إلى معنى المعنى، وهو ينظر إلى جمالية مبدع فنان وكذلك السرد وتقنياته. والنموذج المختار لقراءة شروط كتابة جديدة في القرن" الحادي والعشرين" تبتعد عن بساطة الماضي قبل قرن من الزمان إنطوى وغادر المكان ،وتحول إلى تاريخ يحكي تطور الكتابة السردية في العالم ، المرتبط نصاً، وروحاً باسئلته وهي اسئلة كونية تشمل الساكن في لندن وفي قرية صغيرة يحمل فيها " قاريء محتمل "تلفوناً ذكياً بين يديه ويقلب، في الصفحات الأولى لرواية او قصة او مقالة سياسية.كل هؤلاء لديهم الهم المشترك والرؤية التي قد تختلف عند كل متلقي بزاوية نظر واستيعاب ولكن كلهم يشتركون في القراءة والبحث عن الجديد فماذا إذا كانت الكتابة تعيدهم الى ازمنة سحيقة وخواطرمبعثرة طريفة يتم تجميعها في صورة سردية كما يتوهم صاحبها وهي إلى" المقال" تنتسب وإلى الخاطرة والكلمات المتقاطعة اقرب؟ ولعل سؤال وجواب مثل هذه الكتابات تعيدنا إلى أن هنالك بالفعل من يستخف بالكتابة السردية ويراها مطية لركوب موجة الكتابة المنتشرة في العوالم المفتوحة ،وقد ياتيه الخاطر ولايطرده بان يوسوس له شيطان التواصل الاجتماعي، ويهتف : ايه يعني الطيب صالح؟ وماذا يمثل نجيب محفوظ ؟وماذا اضاف يوسف إدريس للقصة؟ وماهو وزن ابراهيم اسحق وعيسى الحلو في السرد السوداني؟ وحتى الاجيال الجديدة قد تأتيه اسئلة عن عبدالعزيز بركة ساكن ومنصور الصويم وعمر الصائم وآن الصافي ومحمدخلف الله سليمان وتجليات محمد خير عبدالله في مشروعه السردي في قالب الكتابة الجزلة الساخرة، وكذلك قد ينظر صاحبنا الى تجربة جيل التسعينيات ويهتف ماذا اضافوا ؟ : .وكل سؤال خواطر مشروعة لمن لديه القدرة والمقدرة والإضافة، وليس الخصم على "الكم "السردي دعك من" الكيف." وكتابة صاحبنا هذا تندرج ضمن سياق الشفاهية الملتصقة بجدار من ارادوا ان ينبشوا عن ذواتهم لكي يضخمونها وادخلوا انفسهم عمداً وترصداً ،وقوة عين في" بحورالسرد " والسؤال ما اجمل الكتابة عن المجتمع وواقعيته ونماذجه المضيئة ولكن ليست الكتابة السردية فإنها خيال ومعرفة وتجربة فإذا تجاوزت الشروط فإن مزج السرد بماهو مخالف له يمكن تسميته " سرديات" طق الحنك" يغرفون من بحر الشفاه" خمر الكلام،: ويغلفونه بالضمائر المقلوبة، فإذا استقامت عندهم الجملة اسرعوا يكتبونها بكل عوج ظاهر في اللغة ،والسرد وفي كل زاوية من زوايا حركتهم داخل النص ،وهي حالة عدم المعرفة بالسرد وفنون الكتابةو تبيان لحالة عامة ت " صناعة الدكاكين المتشابهة والروايات المتناطحة في الارفف "ثمة تحول كبير في الذاكرة ، ومصادرها تجعل من الكتابة ميداناً فسيحاً قوامه التلقي بكل ادوات الإعلام الجديد، والمؤسف حقيقة غياب القراءة عن اجندة بعض من يكتبون وينشرون وبالتالي يظهر منتوجهم "فطيراً " ولاقياس في الكتابة إلا الجودة العالية . اما تغبيش الوعي وسلب الناس عقولهم وخيالهم وتخييلهم من اجل ان يجدوا بعد مخاض قراءة متل هؤلاء الكتاب بعض السلوى بالتسلي يعقبه وضع الكتاب في: سلة المهملات "والنفس المبدعة تقود القاريء الى النور ،وتهديه معرفة واسعة النطاق وهي إذ تفعل ذلك وتعلم بانها تعمل خيراً فإنها تقف بحزم ضد كل ما يعمل على فرضية إضاعة وقت القراء فيما لايفيدهم . ومسؤولية النقد على غير مايرجوه القارئ لانها اخلاقية وادبية وفنية واداة فحص وتمحيص لأجل الكتابة الادبية ورفعتها وموقعها وموقفها من العالم..لكل ذلك فإن تاخير الوصول إلى القمة، وتقديم مايفيد هي مسؤولية الكاتب، ولعل ماساد في الساحة من نقد" الطبطبة" وتربيت الكتوف بان احسنت ؟ هو الممر الوحيد لتشكل الكتابة( الجوف) وتسلطها على القراء، وينتهى الأثر بانتهاء قراءة الصفحة الأولى .إنعكاس الافكار داخل كل نص، هو عبور الى القاريء فإذا خلت من الفكرة، واللغة، ولم تبن من خلالها الذات بالفة المكان وتوهج الزمان، مواجهة للواقع، ومتجاوزة له ، فإن هذا الكاتب المزعج هو متكلف للكتابة وبائس مايصنع..؟ يقول السارد في ألم القطاطي "( ماهل ) أحس بشيء ساخن يجري على فخذه الأيسر.
صحا من نومه مفزوعاً.
وقف مرتعداً..
ألبرد شديد.
انتابته حالة تبول لا إرادي من فرط التعب والسهر والبكاء المستمر ليومين.سقى به ساقاه اليابستان ليستقر بركة حول قدميه الحافيتين الظلام شديد إلا تلك ( المريسيلة) التي يلتف حولهما اربعة اشخاص وتتراقص بضوئهما الاحمر الباهت بمايشبه لونه الجازولين العكر الذي اوقد منها لتعكس اشباحاً من ظلالهم على حائط القطية تكبر وتصغر وتموج الاشباح يميناًوتتكسر يساراً تكاد تلتهمه فينتابه شعور بالهرب منها، همهمات متقطعة داخل الحلوق المتكلمة ورشفات عالية الصوت من اكواب الشاي السادة الثقيل زاد من وحشة المكان صوت الرياح وهي تحاول الدخول عبرالنوافذ الدائرية الضيقة للقطية ذات السماء المظلمة....رواية ألم القطاطي " هذا مايمكن تسميته سرد الفراغ ، ومتن الركاكة إن كان للمتن الركيك حواشياً ، يمكن من خلالها مساعدة السارد في لملمة ماتبعثر هنا وهناك من لغة وسرد بئيس .مقالة فيها كل البؤس في وصف حالة سردية داخل نص روائي .وصف حالة صاحب مريسيلة وحالة تبول لماهل ، من خلال النظر تشير إلى حالة تصيب الصبي وانتقال من طفولة الى اولى مراتب الرجولة .اما صورة "ماهل" فإنها تحيلك بأمرالسارد الى تبول لا إرادي، مع إشارة الى الحالة الاولى تغيير من طور، الى طور المراهقة .يصدمك الكاتب بواقعيته السحرية في تصوير حالة تبول طفل الى حالة( احتلام) مع تثبيت معكوسها في موضع السروال، ونزول الماء_" تبول لا إرادي" لطفل يعيش في مأساة حتماً ستكتشف مستقبلاً من الراوي العليم لماذا تبول البطل على نفسه ؟ وقبل ان يغيب نظرك ، يثبت في ذهنك السارد صوت طفل يكبر ويصل مبلغ الرجولة، وهو يؤكد انها نتاج ( للتعب ،والإرهاق والسهر ) وسيكلوجية الطفل وطاقته تنفذ عند وصوله حد التعب، فكيف بماهل وهو طفل حسب وصف السارد يبول على نفسه بسبب ( التعب والإرهاق والسهر ) والسارد يستلف، من عالم الكبار ،ما لايجوز به وصف طفل تبول لا إرادياً ،هذه حالة غش سردي واستلاف في غير موضعه .وهذا ذكاء سردي يحسد عليه: الراوي العليم" وعبقرية فذة ..وغش في السرد..سؤال اللغة وركاكتها تنعكس على الصورة الكاريكاتورية .
يقول السارد " جلس ( ماهل ) فوق العنقريب القصير وقد اثقل قدميه، بما حمله من طين بسبب تلك الحالة التي أتته لاول مرة .سمع صوتاً اجش _ صوت ( الفاضل) _ اين سيقيم هذا الفتى ؟
سكت الجميع متحيراً ومتجهماً ، عدا صوت رشفات الشاي العنيفة _ رد ( سليم ) الترزي الخبيث صاحب العينين الغائرتين والصلعة المحدبة :
مارأيكم ؟....رواية الم القطاطي "
..مارأيكم؟
استعين بما ختم به السارد، وصفه لحالة سردية فيما يعتقد وهي مقالة عن شخص" تبول لا إراديا" جراءالتعب، والسهر.واجتمع القوم للحديث عن مصيره، وفي تلك اللحظة التاريخية " سكت الجميع متحيراً ، عدا صوت رشفات الشاي العنيفة_ رد ( سليم ) وقبل ان نعلم رده وسط عنف شراب الشاي ، وجدنا السارد يشتم في ( سليم ) بأعتباره ترزياً خبيثاً ،" صاحب العينين الغائرتين ،والصلعة المحدبة :
.وهو وصف عجيب للصلعة ، مع شتيمته قبل معرفة رأيه والسؤال مارأيكم ؟ اجاب عن سليم ،او على حسب السرد نيابة عن الحضور السارد قائلاً: " لقد اقمنا العزاء يومين وبعثنا بخطاب لأهله في الخلاء البعيد .( الفاضل ) شيخ القرية له من النساء اربعة ، إثنتان من القرية والبقية من القرى المجاورة ، يتسابقن نحوه ويتعاركن صباح مساء وقد يستفحل الامر إلى الضرب والزعميط والسباب ، ولا باس بصراع قصيرعلى الأرض حتى يتسخن بترابها _ رواية ألم القطاطي " وقبل معرفة ( مارأيكم ) سوى انهم اقاموا ( العزاء يومين) وبعثنا بخطاب لأهله في الخلاء البعيد ..وقبول معرفة إشهار خطاب الخلاء البعيد والإشهار : إعلان عن فحوى الخطاب ولكن سردياً لانراه _ هل مات الام والاب ام ماتت الأم بغياب الاب لذلك تبول ( ماهل ) بسبب السهر والتعب والجهد..ونحن في حيرة من امر ( ماهل ) ولم نعرف بعد خبث سليم المحدودب الصلعة، قفز بنا السارد ، الى شيخ القرية ( الفاضل ) وان له من النساء (.اربعة ) وتقسيمهن كالآتي : إثنتان من القرية والبقية من القرى المجاورة .و(البقية من القرى المجاورة ) تشير إلى ان شيخ القرية هو (.زوج المئة ) ..وقبل معرفة شيخ القرية في سؤال مارأيكم : دخلنا الى حوش النساء ،ودليل الحب ( يتسابقن نحوه، ويتعاركن صباح ومساء ) ومنافسة زوجات على زوجهن وفي غيابه يتعاركن ،ولكن كيف يتعاركن صباح مساء ،وهو شيخ القرية.إشارة موجبة للسلطة وقبل إلتقاط الإشارة: تاتيك اجابة الراوي العليم " وقد يستفحل الأمر إلى الضرب والزعميط ) هكذا : الزعميط..ولمن يقرا ولايعرف اللهجة السودانية الزعميط : نتف المراة شعر صاحبتها بعدوانية..( ولابأس بصراع قصيرعلى الارض حتى يتسخن بترابها _ وقد تقراها " يتسخن بترابها " لمزيد من التعرف بسرد الركاكة :(. يتسخن بترابها _ ويعود الامر لابأس بصراع قصير على الارض ) ويؤكد الراوي العليم ،على المعركة الترابية ( وفي خضم هذه المعارك يغضب ويثور ..يفقد المنطق " عمك فقد المنطق " وبعد ان" يفقد المنطق في الكثير من الاحيان ، بعد ان يرى الابتسامات الخبيثة من اهل القرية، خلف سور المنزل المصنوع من الشوك فياخذ فرعاً منه وينزل فيهن ضرباً موجعاً حتى يتفرقن كالدجاج ويظل صوت اللعن والسباب على بعضهن عالياً بين الرواكيب وغرف الطين حتى المساء ، فيكون مرقده وسط الحوش وهو يسب ويلعن ويظل هكذا حتى ينام _ رواية ألم القطاطي" .هذا الهبوط الكبير مابين الزعمطة ، وفي خضم هذه المعركة يغضب ويثور ويفقد المنطق..تجد استلاف من افواه تدور حول المكان ،وبدلاً التعامل معها سردياً فإن كاتب المقال ، آسف كاتب الرواية، يكتب مقالاً عن ظواهراجتماعية تحدث في كل قرية ، ولأن الكاتب لايملك ادوات الكتابة السردية ولايريد ان يقرأ عن السرد لذلك ما ان يبدأ الحكاية إلا ويتقمص شخصية السائح الاجنبي ،ويكتب عن اشياء سمع بها او عايشها ، والواقعية السردية مفقودة، نقل اشياء بمسطرة ومحاولة تحويلها إلى عمل سردي ، لن يكتب له النجاح ؟ .وسؤال اللغة ينعكس على صورة الكاريكاتير الساذج ،لزوجات رجل ، يتعاركن ، في غير معترك وغياب السرد ، شتائم النسوة ، لم يعبر عنها السارد بل نقلها بانها شتائم ، والمعركة هي ( زعمطة الشعر) وكل ماهو محكي عن من شتمت ومن تقف مع اختها وبلغة العامة (.ضرتها ) من الاولى ، صاحبة السبق في الزواج ومن الاخيرة...اين السرد واسماء النساء..ينقل الكاتب بالنيابة عن النسوة ، كل مايتعلق بهن حتى التراب جراء المعركة على ملابسهن .؟
..السرد..
في كتابه ( علم السرد _ مدخل إلى النظرية السردية ) يقول ".يان مانفريد." وفي بعض امثلة عن السردية غير المتجانسة (.عالم الحكي الخارجي heterodietic narration...السرد لايكون فيه السارد شخصية في المواقف والوقائع المحكية _ المثال رواية جورج إليوت ( آدم يدي ) نشرت العام ١٨٥٩م _ سنضيف الحواشي التفسيرية إلى النص مباشرة هذه المرة _ ورشة العمل : بقطرة حبر واحدة للمرآة شرع ، يكشف اي احتمال برؤى وافدة من الماضي ، هذا ما انوي فعله ايها القاىيء ، إشارة ذاتية إلى سارد ظاهر ، اعتراف بقاريء مخاطب ، ايضاً تعليق بلغة سردية ، شارحة بمعنى انه وصف للسرد اوسرد يبحث عن نفسه .وبشكل اكثر تحديداً ، إنعكاس لطبيعة حكاية القصة نفسها ، بقطرة الحبر هذه في نهاية قلمي سوف اريك الورشة الرحيبة للسيد جوناثان برج ، نجار وبناء في قرية هايلسون كما بدت في الثامن عشر من يونيو عام ١٧٩٩م " إيضاح متعمد لوعي المخاطب بزمان ومكان الحدث ، " تمت الإشارة إليه عنوانا فرعياً للفصل " " كانت شمس المساء دافئة على الرجال الخمسة هناك ، منشغلين وسط إطارات الابواب والنوافذ والدهان ، رائحة خشب الصنوبر من كومة الواح خشبية ، تبدو كنجمة خارج الباب المفتوح ، تمتزج هي الاخرى برائحة أجمات عجوز تنشر عبيرها الصيفي قرب النافذة ( .... ) كان هناك كلب حراسة رمادي اللون_ مستلقياً على الأرض واضعاً انفه بين قوائمه الأمامية يقطب حاجبيه من حين لآخر ليرمي نظرة عجلى إلى اطول العمال الخمسة قامة الذي كان ينقش حجاباً في وسط رف موقد خشبي ، فالصوت الرجولي القوي الذي يعلو فوق صوت الفأرة او المطرقة كان لهذا العامل (.......) جورج إليوت ( آدم بيدي ) ويضيف مانفريد " يمكنني ان اتصور انك قد تعجب من اننا صغنا هذا النص بانه نص حكي العالم الخارجي ، ألايوجد ثلاث ضمائر تشي إلى الشخص الاول ، إثنين.منها (انا وواحد ( ي ) .التملك في المقطع الاول هو صحيح ، ولكن لاشيء يترتب على ذلك ، يمكن لاي سارد ان يشير إلى نفسه باستعمال ضمير المتكلم الاول بالنظر إلى ضمائر المتكلم ، ثم إلقاء نظرة اشمل إلى السياق الذي جاءت فيه ، تجد اننا في شرك او مصيدة ضمير الشخص الاول ( المتكلم سيء السمعة ) وباعادة فحص التعاريف اعلاه نتأكد ان الشيء الوحيد ذو العلاقة بتحديد ما إذا كان النص حكي الشخص الاول، او حكي الشخص الثالث ، هو علاقة السارد بقصته فإذا كان السارد ( ذكراً او انثى ) حاضراً في الحدث اوالفعل فإن النص هو حكي العالم الداخلي او حكي الشخص الاول او نصاً متجانساً ، إن لم يكن حاضراً ، فإن النص هوحكي العالم الخارجي اوحكي العالم الثالث او نص غير متجانس _ علم السرد _ يان مانفريد "
المراجع:
١/ رواية الم القطاطي _محمد الامين مصطفى _ ط اولى ٢٠١٥..منشورات معرض الكتاب الخرطوم..
٢/علم السرد _ مدخل إلى نظرية السرد _ يان مانفريد _ ترجمة اماني ابورحمة _ دار نينوي للدراسات والنشر _ سوريا