الموسيقار محمد الأمين.: زمن الفنان وازمنته.
الموسيقار محمد الأمين.: زمن الفنان وازمنته.
عامر محمد أحمد حسين...
استهلال..
رحل عن عالمنا الموسيقار السوداني محمد الامين بتاريخ ١٢نوفمبر ٢٠٢٣م بالولايات المتحدة الامريكية ولاتزال محبوبته وموطن صباه مدينة ود مدني حبيسة تبحث عن الخلاص والتحرير..والمعلوم بالضرورة ان تاريخ الغناء السوداني الحديث سلسلة مراحل ترتبط بالدولة الوطنية السودانية المدنية في تجلياتها السياسية والاجتماعية، والثقافية، ولابمكننا سبر غور المرحلة الحديثة مابعد الاستقلال، دون التوقف عند البناء الاول في عشرينيات القرن الماضي ،ومداميك خليل فرح، وصحبه في تطويع الكلمة والموسيقا بوابة النضال، ضد طمس الهوية، ومحو الذاكرة الوطنية، فارتبط الغناء للوطن برمزية المراة _الانثى_المراة الحبيبة الغائبة عن المشهد، بناء على التقاليد وانعدام التعليم ،والحجر في الدار وقد برز صوت "خليل فرح" إيذاناً ،ببزوغ فجر الحرية، وبداية انتشار التعليم، وازدياد الاهتمام بالحياة العامة والحركة الوطنية وقضية الاستقلال التي انتظمت فيها جموع الشعب بمختلف فئاته ، وقد ارتبطت المطالبة بالاستقلال في "وادي النيل: بالكفاح المشترك ،جنوباً، وشمالاً. مساهمة الحركة الفنية وروادها ساهمت.مساهمة عظيمة في وضع الفن والإبداع ضمن الادوات الناجعة في بلورة خطاب وطني راسخ وشامل في كل قضايا الشعب لم تقف عند مرحلة الاستقلال ، بل لعبت دوراً في كل مراحل بناء دولة مابعد الاستقلال، في تغذية الشعور بالوطن ،والثقافة، والتعليم ،ومثال خليل فرح تجده في تجربة" سيد درويش" وفي اغاني الموسيقار محمد عبدالوهاب للشرق ،وصحوته، ونهضته، كل هذه التواشيح اعطت للشرق الأمل في مطالبات الأمة، بالانعتاق، وطرد الاستعمار، وبناء الشخصية المستقلة، المرتبطة بجذرها الثقافي...مولد الموسيقار محمد الأمين في النصف الاول من الاربعينيات يجعل من التكوين الثقافي، والفكري والاجتماعي في ارتباط وثيق وخصوصية بكل ماتموج به الساحة العالمية والعربية و الوطنية.. قراءة مؤتمر الخريجين وتأثيره في الفضاء العام، وثورته التي اطلقها من اجل خلق" جيل متعلم" ينهض بامته، ونفسه، ووطنه ،وعنوانه الاساس هو الاستقلال..يرتبط دائماً مفهوم الاستقلال بالفعل السياسي، وصولاً الى مرحلة "رفع العلم :وخروج المستعمر إلا ان الناظر الى الحركة الوطنية السودانية يجد البداية مقترنة بالثقافة ،والفكر، وان المحطات الكبرى في قافلة الاستقلال ارتكزت على الفعل الثقافي الفني، والادبي .وبظهور نادي الخريجين تبلورت افكار نخبة المتعلمين على زيادة فرص التعليم، وازدياد الاهتمام بالحياة العامة، ودخول الوعي الوطني السوداني، مرحلة بداية تاسيس الدولة الوطنية..
*المدينة..
يقول الدكتور" عبدالسلام بنعبدالعالي" في كتابه "ميثولوجيا الواقع " "تتعين المدينة بمفهومها الحديث وفق تحديد ذي ثلاثة اوجه كما يقول م.دوسرتو :
١/ إنتاج (فضاء خاص) أي تنظيم عقلاني للفضاء يحول دون جميع أشكال التلوث البيئي ولكن أيضاً التلوث السياسي والثقافي "
٢/إحلال نظام زماني محل "المقاومة العنيدة للتراث والتقليد" وتمكين مستعملي المدينة من استراتيجيات دقيقة عوض مختلف أشكال التحايل التي من شأنها ان تفتح الأبواب امام "عتمة التاريخ "
٣/إحداث كائن معروف يحمل أسماً يعرف به الجميع هو أسم المدينة "كي يكون في استطاعة هاته ان تبني الفضاء انطلاقاً من عدد محدود من الخصائص الثابتة المتميزة والمرتبطة وتتعين مهام وتستعيد أشياء وتقبل اخرى فيه إذن تعمل آلة التحديث والعقلنة "1 لمدينة "وادمدني/مدني السني" موقعها الحضاري، وسحرها الجمالي، ومانبت فيها من وشائج بين مكوناتها تضرب به الأمثال، ولأريافها مقصد للوعي ،والتعليم، ومابينهما نشأ الموسيقار" محمد الأمين حمد.النيل " في ظل ازدياد التعليم، والاهتمام بالقضايا الوطنية، ومسرح السياسة، ونقرة اصابع الحداثة، بمداد التحديث المنتظم العالم مابعد مأساة الحرب العالمية الثانية، والتي انتهت ببداية بزوغ فجر الاستقلال، في كل الدول المستعمرة من" الامبراطورية البريطانية" التي غابت شمسها للأبد وتحولت فيمابعد إلى تابع للامبراطورية المضمحلة في راهنه،ا والموعودة بالتفكك، بمقياس الإجرام وسرقة الشعوب، واستغلالها "الولايات المتحدة الأمريكية " واذا قلنا بان كل الفنون المكتملة نشأت بعيداً عن تطرفات" الامبريالية" فإن الناظر لخارطة الغناء السوداني، يجدها تنتظم في سلسلة ذهبية ارتبطت بالهوية الثقافية والسلم الخماسي والسباعي . والجغرافية المكانية بالسلم الخماسي وثنائية الثقافة، هذه لايمكن التفكير الإبداعي بعيداً عنها او قراءة تاريخ الغناء السوداني الحديث، وحصره في هوية واحدة فقد تمثلت الخطى الواثقة من هويتها في اغنية الحقيبة"فترة تاريخية ابتدأت مع انتهاء مرحلة الطنابرة والعبور إلى مرحلة الغناء الحديث بكل ابعادها الشعبية مثلت فترة الحقيبة النبراس والأساس للغناء الحديث وقد ظلت حارسة للبناء المعماري والتشكل للاغنية الحديثة فإذا كان التأريخ للبداية الكبيرة لهذه الاغنية فإن مدرسة الاستاذ الفنان "عثمان حسين "هي منبع الدفء ،والوصول إلى الذوق الرفيع ،والكلمة، واللحن، والأداء وخطاب شعري مختلف، في مخاطبة" الحبيبة "والمراة وجمال الطبيعة الساحرة .القواسم المشتركة بين التجارب الغنائية السودانية تجدها متجاورة في القيد الزمني مع اختلاف الاعمار ،والتجارب، والمستوى التعليمي وهذا دليل على انها كل متكامل ولديه جذوره الضاربة في القدم، مع تأثير المحيط الثقافي الوطني السوداني ،والعربي في الساحة الفنية . يقول المفكر الفرنسي ادغار موران في كتابه ( في الجماليات ) " تمنحنا الأعمال الفنية التي نحبها في الرسم والموسيقى والأدب والمسرح والسينما عندما تكون في ذروة الانفعال الجمالي ،الشعور بالجلال وتقودنا إلى ابواب الوجد" 2.هذه الصورة التي ينقلها ادغار موران ،تمثل حالة الوجد الصوفي في أحوال النفس العاشقة للجمال ،وهي حالة انسجام روحي تقوده روح شفافة الى الجمال .ويضيف ادغار موران "على هذا النحو انتابتني فجأة حالة التجميل وحالة الاضطراب، وحالة الوجد تقريباً في الخامسة عشرة اوالسادسة عشرة من عمري في قاعة غافو بطريقة مبهرة عند بداية الحركة الأولى للسيموفنية التاسعة لبيتهوفن ،بقيادة بوجين بيغوت _تضعنا الأعمال العظيمة في حالة من السحر والإثارة لأننا ندخل في العمل الذي يدخلنا ويتملكنا .وهكذا باختصار يكون الشعور الجمالي طريقة اومكوناً من الحالة الشعرية والتي يمكن أعتبارها طريقة او مكوناً من الحالة الثانية التي يمكن ان تتكثف في نشوة اوتملك اووجد .هناك تواصل متبادل وعدوى متبادلة بين الحالة الثانية والحالة الشعرية والشعور الجمالي "3". وبمثلما وصف موران حالته في الاضطراب والوجد فإن الموسيقار محمد الأمين يمثل علامة فارقة في تاريخ الغناء السوداني، بما اضافه في الموسيقا واللحن، واختيار الكلم،ة ومسرحة الاغنية وكسر الحائط بين المتلقي والمطرب، وكان" العود" ووجوده ووجده، ولغته حضوره ،حتى ان الفنان محمد الامين ظل وفياً للعود به يدوزن ،ويقود ويبدا وينتهي.. والموسيقار محمد الامين ونشأته في "ود ازرق" وجواره الرائد الفنان "ابراهيم الكاشف "تحيلنا إلى البيئة ،ودورها في تثقيف الفنان ،وتغيير نظرته للفن لذلك تجد ان الحياة الاجتماعية، والفنية ،والمحيط الشعبي، والجغرافيا، كلها تلعب دوراً عظيماً في توجيه المطرب او الكاتب او التشكيلي إلى الطريق الصحيح ومن بعد اختيار طريق مختلف عن السائد و،المألوف كما هي تجربة الموسيقار" محمد الأمين" وفنه وعصره.
*زمن الفنان..
تصعب قراءة زمن الفنان "محمد الأمين" وموسيقاه بعيداً عن ازمنة المدينة الحديثة، والدولة الوطنية، وتقلبات السياسة، وصراع الحرية، والعدالة الاجتماعية ،وانظمة الحكم المستبد، وتسببها في هشاشة الواقع ،حيث الحفريات في هذا المجال قليلة وكذلك التوثيق للتجربة الكبيرة للفنانين الكبار إ،ذ تختفي ملامح تجربتهم الذاتية، والسيرة والسيرة الغيرية ،والاستثناءات قليلة تجدها عند" حسن عطية " وماكتبه الراحل الفنان والصحفي عبدالرحمن بلاص وكتابات السر قدور وكتابات عن تاريخ الغناء لمعاوية حسن ياسين، وكل هذه الكتابات لاتقع في البحث العلمي موقع السيرة اوالكتابة عن التجربة...يحتوي ارشيف الصحافة الفنية السودانية على كنوز تحكي عن تاريخ الغناء السوداني، ولكنها تحتاج الاهتمام الذي لم تجده من كل الحكومات ووزارات الثقافة، والجامعات ومع الحالة الراهنة التي نعيشها اخشى ان يختفي ارشيف الصحافة السودانية كما اختفى ارشيف العراق الشقيق يوم غزاه البرابرة ودمروا حضارته تشفياً وحقداً ،لم يعرف له التاريخ مثيلاً.. تمثل ثورة اكتوبر ١٩٦٤م الربيع الأول في تاريخ العالم الثالث، وقد سبقت ثورة الشباب المعروفة عالمياً بثورة ١٩٦٨ التي ساهمت في تكسير الكثير من البنى التقليدية، واطلقت صيحة تحرير العقل، كما تسببت في كسرالحواجز ،بين الثقافات لفترة طويلة قبل ان تصيب المجتمعات الغربية النكسة، بوصول الكاوبوي الجاهل الممثل الفاشل رونالد ريغان لحكم الولايات المتحدة الأمريكية وسبقته بعام اويزيد المرأة الحديدية" مارغريت تاتشر "ولم تنفع محاولات "فرانسوا ميتران" لعودة اوروبا، من اندفاعها المحموم نحو التسليع، وسيادة روح السوق والسوقية..بداية الموسيقار محمد الأمين يمكن توثيقها بأغنية" الملحمة"للشاعر هاشم صديق " رحمه الله فقدناه قبل ايام ليلحق برفيق دربه في نفس الشهر نوفمبر " وهي بالفعل ملحمة لم تتكرر ثانية ،ولن تتكرر حتى ان اغنية "الحلم العربي" التي اراد لها" صانعوها" ان تتحول الى "ملحمة عربية" وحدوية ماتت بالتجاهل ،واستعجال التنفيذ وبما اصاب الساحة العربية، من تراجع على كل المستويات بداية من المشروع الوحدوي، والثقافي ،وغياب روح النقد ،وتجذر الحالة الاستبدادية، وسط امة الوعي والثقافة و،هذه حالة نادرة لانظير لها بين الامم.و"الملحمة" التي كتبها هاشم صديق وشاركت فيها اصوات ذات حضور كثيف في مسرح الغناء السوداني الحديث تمثل إحدى تجليات الثورة السودانية، في التصميم على انتزاع الحرية السياسية والبناء السليم للدولة، على أسس المساواة، والعدالة والمواطنة ،وكانت الكلمات والاداء والموسيقا العنوان الكبير الواضح لمسيرة شعب ،وثورة .الملحمة علامة فارقة في مسيرة الغناء الوطني وكذلك في مسيرة الموسيقار محمد الأمين. ولم تكن التجربة الكبيرة بعيدة عن ما اصاب المجتمعات من تبدلات في التنشئةالاجتماعية والفنية وآفة التسليع التي ابتدأت مع بداية الستينيات الغنية بالفكر والغناء والموسيقى والكتابة السردية والفلسفية ..يمكن التأكيد على ان الموسيقار محمد الأمين وجيله قد ساهمت حركة الحداثة والتواصل بين الشعوب في كل انحاء العالم في تلك الفترة المهمة في تاريخ العالم على زيادة الثقافة لدى كل فرد انتظم في مجال الفن واخلص له ،ومع ذلك فإن هذه الفترة لاتصنع العبقرية ولا التفرد، او تجعل منك متميزاً والعوامل المساعدة والمحيط الواعي يمثلان الدافع من اجل ان يضع صاحب الموهبة، والمجتهد مكانه اللائق به في سجل الخلود. وقول المفكر الفرنسي ادغار موران في كتابه "في الجماليات" " يتم إنتاج الفن من خلال قدرة إلانسان على ابداع الأعمال والأشكال والألوان والأصوات التي تحدث الإنفعال الجمالي_ينتج الفنانون اشياء واعمال مستوحاة ،إن لم يكن من تصورهم للجميل ،فعلى الاقل من تصورهم للفن وتهدف إلى تأثيرات جمالية _ ص ٢٥ " "٤" وتصور الموسيقار محمد الأمين للفن يظهر بوضوح في الملمح العام لصورة الفنان امام جمهوره، ونموذج الموسيقار في ذهن المتابع والجمهور العام ومع توهج اصوات جديدة فخيمة في الفضاء العام في فترة مابعد ثورة اكتوبر ١٩٦٤م وظلت على عرش الغناء ولاتزال وتجارب محمد الامين ومحمد وردي وعبدالكريم الكابلي ومن قبلهم الاستاذ عثمان حسين فإنها تستحق الدراسة إذ كيف استطاع هؤلاء العباقرة الجلوس على عرش الغناء؟ كيف استمروا لنصف قرن يقدمون الجديد وهم في دائرة الضوء ؟ لقد كانت لتجاربهم الكبيرة في التجديد على مستوى الكلمة واللحن والحفاظ على صورة النجم اعظم التأثير في الشارع العام، ومايمثله هذا الشارع من فئات تتفاوت في تعليمها ووضعها الاجتماعي، واعمارها وقد كانت تجربتين من التجارب قد جربت الهجرة خارج الوطن لأسباب سياسية وصحية "وردي والكابلي" واستمرت تجربتي محمد الامين وعثمان حسين في الجغرافية التي ترتكز عليها التجربة ومهما كانت فترة هجرة وردي وكابلي إلا ان تجربتهما لم تغير منها الهجرة وقد تكون اضافت في توزيع اغنيات لهما في مصر او امريكا ..قد يقول قائل: المشهد الغنائي السوداني فيه نماذج اخرى وهذا صحيح و"فنانون كبار" ايضاً سيطروا على جمهور واسع وهناك ابوعركي البخيت ومصطفى سيداحمد والتجربة المختلفة للفنان محمود عبدالعزيز ولكن لاتمكن المقارنة من تبيان المسهمة إلا في حدود زمنية قصيرة صاحبت هذه التجارب وقد تمتد تحت ظلال الواقع السياسي وتبدلاته مايمكن تسميته إنقطاع التجارب هذه بالصمت او الرحيل الابدي ، ولذلك فإن القياس يحتاج الى وضع إطار متكامل للصورة لهذه التجارب الغنائية في فرادتها وموقعها وتأثيراتها.. تجربة الموسيقار محمد الامين في تجلياتها كلها القياس والقراءة تلزم تحديد متشابهات مع العمالقة وردي وكابلي، وعثمان حسين، في الجغرافية السياسية والبناء المعرفي، والعصر وبالعمر يعد الراحل ودالامين اصغرهم سناً ولكنه ظل معهم في موقع الصدارة والثبات الأصيل كنجم ظل على المسرح الكبير ومسرح مباشر مع الجمهور حتى لحظاته الاخيرة. ولايمكن تجاوز ان هذا الثبات والعطاء الوافر قد قابلته عقبات كثيرة سياسية ،واجتماعية، واقتصادية ليس على مستوى السودان بل في كل انحاء العالم والقراءة هنا عن الفنان الموسيقار محمد الامين وتجديده ،وحضوره وماقام به هندسة الفن الجميل الواثق المكتمل إذ لاتجد اغنية من اغانيه لاتمثل اضافة مهما كانت بساطة الكلمات وهي رسالة وفيض ومحبة
..بصمة
..يقول المفكر البريطاني الراحل إريك هوبزباوم في كتابه " أزمنة متصدعة _الثقافة والمجتمع في القرن العشرين " "نعيش في نهاية القرن العشرين في وسط مشبع بالموسيقى تصاحبنا أصوات اينما ذهبنا _يبدو المجتمع الاستهلاكي يعتبر الصمت جريمة ،فالموسيقى ليس لديها ماتخشاه في القرن الحادي والعشرين،اعترف ان موسيقى القرن الحادي والعشرين،ستبدو شديدة الاختلاف لأذن المستمع بالمقارنة بموسيقى القرن العشرين،فالألكترونيات أدخلت ثورة رئيسة ،مايعني انها صارت مستقلة إلى حد بعيد عن الموهبة الابداعية والمهارات التقنية للفنان الفرد .موسيقىالقرن الحادي والعشرين ستنتج أساساً وتصل إلى آذاننا من دون الكثير من التدخل البشرى" 5"كان الموسيقار محمد الأمين من المواهب الكبيرة صاحبتها مع الابداع إجادة الصنعة الفنية وتنميتها بثقافة راسخة وواثقة من ادواتها ثقافة_ ولحناً وكلمة_ وصوت وأداء وكان من اصحاب "المهارات التقنية للفنان الفرد.ويعد الموسيقار محمد الأمين من أمهر عازفي العود في الوطن العربي والعود آلة شخصية تحكي عن المهارات التقنية للفنان الفرد وهي صوت الملحن الممتاز واداة ذات حضور في الاغنية الشرقية ويقف محمد الامين في صف الكبار في عزف العود وقيادة فرقته امثال موسيقار الاجيال محمد عبدالوهاب والفنان اللبناني وديع الصافي والسعودي طلال مداح. وهؤلاء الكبار ظلوا محافظين على روح الطرب في اغانيهم وحريصون على تنظيف الاذن والوجدان من الموسيقا البلاستيكية" نسبة لغياب روح الموسيقا .ويضيف المفكر البريطاني الراحل إريك هوبزباوم إلى ماتعانيه الموسيقى الكلاسيكية " لكن ما الذي سنستمع إليه بالفعل ؟ الموسيقى الكلاسيكية تعيش أساساً على مخزون ميت ،فمن بين الستين أوبرا أو نحو ذلك التي قدمتها دار الأوبرا في فيينا في عروضها سنة ١٩٩٦/١٩٩٧م واحدة فقط ألفها مؤلف ولد في القرن العشرين " "6".وإذا نظرنا إلى خارطة الغناء السوداني الراهنة وجدنا محاولات خجولة من بعض فنانين يمتلكون الصوت ويفتقدون الثقافة وكان الاحرى بهم زيادة حصيلة الثقافة واجتراح طريق جديد يكتشفون فيه المخزون الثقافي في مجتمعاتنا وبأستثناء تجربة الموسيقار عاصم الطيب ومن قبل مصطفي سيداحمد وتجربة عقد الجلاد التي اوقفتها حظوظ النفس والتنافس بين الأعضاء عن تثبيت بصمة والوصول إلى مرحلة مؤشرات مدرسة تضيف إلى تجاربنا الفنية.تصنعو الفارق بين ازمنة متعددة وترية في ميزان الموسيقا ،ولحن الصبابة، وشباب اللحن، وعتاقة الكلمة، فتكتمل اللوحة..لعب الموسيقار محمد الامين دوراً في تثبيت الأذن السودانية وتأمينها من. الزلل، والركاكة ولايزال مكانه.شاغراً وإن ترك إرثاً فنياً عظيماً تتناقله الاجيال.لروحه.السلام والمغفرة وجنة الرضوان .