الصادق المهدي.. رحيل قائد حكيم
الصادق المهدي.. رحيل قائد حكيم الخرطوم -كليك توبرس-عامر محمد أحمد انطوت فجر اليوم الخميس صفحة حافلة بمفاخر الوطنية والإنسانية والإرادة الحرة برحيل السيد الصادق المهدي وعرف الإمام بالاستمساك بالديمقراطية خيارا واحدا للحكم . وكان معارضا للانظمة العسكرية منذ الانقلاب الاول برئاسة الفريق عبود مرورا بالعقيد جعفر النميرى
الصادق المهدي.. رحيل قائد حكيم
الخرطوم -كليك توبرس-عامر محمد أحمد
انطوت فجر اليوم الخميس صفحة حافلة بمفاخر الوطنية والإنسانية والإرادة الحرة برحيل السيد الصادق المهدي وعرف الإمام بالاستمساك بالديمقراطية خيارا واحدا للحكم . وكان معارضا للانظمة العسكرية منذ الانقلاب الاول برئاسة الفريق عبود مرورا بالعقيد جعفر النميرى وحتى انقلاب الجبهة الاسلامية بواسطة العميد عمر البشير. والإمام الصادق المهدي كتاب من العزيمة والتحدى ومجابهة الصعاب ورفض الشمولية. والإمام الصادق الصديق المهدي، عرك السياسة باكرا واستقر به المقام في دروب الفكر والاطلاع والسياسة، سياسيا ضليعا، مثقفا موضوعيا، يقرأ بين البصر والبصيرة، فيختار الوسطية منهجا و طريقا،
رحيل زعيم.
ونعى حزب الأمة القومى زعيمه الإمام الصادق المهدي في بيان جاء فيه " ينعي حزب الأمة القومي وكيان الأنصار للسودانيين جميعا و للعالم أجمع الحبيب الإمام الصادق المهدي إمام الأنصار ورئيس حزب الأمة القومي الذي انتقل إلى جوار ربه فجر اليوم الخميس 26/11/2020 بدولة الإمارات العربية المتحدة والتي لزم فيها سرير المرض حتى توفاه الله،" وكان الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل برئاسة مولانا السيد محمد عثمان الميرغني، قد أصدر بيانا نعى فيه للشعب السوداني والأمة العربية السيد الصادق المهدي معددا مناقب ومآثر الفقيد الراحل، " بمزيد من الحزن والأسي ينعى رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل ومرشد الختمية، مولانا السيد محمد عثمان الميرغني للشعب السوداني والأمة العربية، الامام السيد الصادق المهدي رئيس حزب الامة وإمام الأنصار الذي وافته المنية، بأبوظبي . واعتبر الميرغني من مقر إقامته في القاهرة، وفاة السيد الصادق المهدي خسارة كبيرة للسودان، وفقد للسياسة وعدد في بيان صادر من مكتبه مناقب الفقيد واسهاماته في العمل الوطني بالبلاد. وقال "إن حياة الفقيد كانت حافلة بالعطاء والنضال في مختلف الميادين محليا ودوليا"، ووصفه بأنه كان من القيادات الوطنية المخلصة للوطن والمواطن . واضاف " عاش المهدي حياته مناضلاً من أجل الديمقراطية والحرية وكفالة حقوق الانسان في السودان ، وقال الميرغني: " فقد السودان اليوم زعيماً وطنياً في مرحلة دقيقة كانت تحتاج إلى حنكته وخبرته ، عملنا سويا في أوقات شديدة الصعوبة خلال سنوات الحكم وسنوات المعارضة في المعتقلات وفي المنافي ووجدت منه تفهما وتعاونا مكنا من إنجاز الكثير من المهام الوطنية ".وأضاف :"إن المهدي كان من رموز السودان السياسية ومن أعلام البلاد الوطنية وظلت إسهاماته مستمرة في الشأن الوطني حتي مماته “وقال الميرغني في بيان النعي “تنطوي برحيل السيد الصادق المهدي حقبة من تاريخ السودان حفلت بالإنجازات والإخفاقات على حد سواء، وتركت بصمات من التطور والحداثة في مختلف المجالات.. السيد الصادق كان وفيا للسودان وحليفا لحزبنا ، نذكره بالخير ونسأل الله له الرحمة والمغفرة.وتابع الميرغني : "إن الحزب الاتحادي الديمقراطي الاصل ومؤسساته ولجانه بداخل السودان وخارجه ينعون الى الشعب السوداني خاصة وللامة العربية والافريقية والعالم عامة فقيد البلاد الامام السيد الصادق المهدي " واصدر حزب البعث السوداني بيانا نعى فيه الإمام الصادق المهدي زعيم حزب الامة جاء "السيد الامام الصادق المهدي : كانت حياته ملحمةً سياسيةً ، فكريةً وثقافيةً شاملة ، قضاها دعوةً بين الناس بحسن الخلق ، متمسكاً بفطرة الإنسان المجبولة على الحرية خياراً واختياراً فكانت نزعته ثم دعوته المتصلة للديمقراطية ؛ للسودانيين ولغيرهم من شركاء الانسانية ، موقفاً عليها حياته .. رحل وبلادنا في حاجة ماسة لحكمته وحسن رؤيته ، لتوازن تفكيره وتقديره لمآلات الأمور .. وبرحيله الجلل فقدنا صديقاً صادقاً وصدوقاً ، نعزي فيه شعبنا وأسرته وعموم آل المهدي ، كيان الانصار ، حزب الأمة القومي ، وبلادنا المنكوبة "
الصادق المفكر..
كان الإمام الصادق المهدي، كثير الإهتمام بقضايا العالم ولم تكن نظرته إلى مايدور في العالم، نظرة محلية أو ضيقة تكتفي فقط بمايدور في السودان، لذلك كان من اكثر السياسيين السودانيين مشاركة بالكتابة فيما يهم العالم من الدعوة إلى الوسطية إلى قضية التغير المناخي وصولا إلى مرحلة الربيع العربى وثورات الشعوب ضد الأنظمة الاستبدادية في المنطقة، وقد كانت مساهمات الإمام واضحة في تعرية نظام الإنقاذ وفي تقديم النصائح لحكامه ومطالبته باسترداد الديمقراطية. وقد أصدر الصادق المهدي العديد من الكتب فى كثير من المجالات بالاضافة إلى مايشبه السيرة الذاتية من تحرير ابنته رباح الصادق.. وقد أصدر هذه العناوين المهمة في تاريخ السياسة السودانية منذ سنوات بعيدة ." مسألة جنوب السودان." جهاد من أجل الاستقلال". يسألونك عن المهدية." العقوبات الشرعية وموقعها من النظام الإسلامي". تحديات التسعينات." الديمقراطية عائدة وراجحة.""الدين والدولة، هل الإسلام هو الحل" "نحو مرجعية إسلامية متحررة من
التعامل الانكفائي" "الحقوق الإسلامية والإنسانية للمرأة " "-السودان وحقوق الإنسان " وكتابه النادر عن مياه النيل"مياه النيل:الوعد والوعيد"
المعركة الاخيرة..
خاض الإمام الصادق المهدى، آخر معاركه السياسية من أجل اصلاح الحاضنة السياسية للحرية والتغيير وهي معركة ستستمر فصولها بعد رحيله، بعد ظهور أسئلة عديدة عن الحاضنة السياسية "الحرية والتغيير "وهل سيكون بديل حاضنة الثورة، حاضنة سياسية جديدة تضع حجر أساسها الجبهة الثورية. وكانت آخر معارك الإمام الصادق المهدى وقوفه بصلابة ضد التطبيع مع الكيان الصهيوني وهي معركة قومية كان رأيه فيها واضحا. وبرحيل الصادق المهدي، تفقد البلاد مرجعية سياسية وفكرية وقيادة فذة، كانت في دائرة الضوء والتأثير في الحياة السودانية منذ مايقارب سبعة عقود، كما حكم السودان على فترتين في الديمقراطية الثانية والثالثة في عام1966 وفي الفترة من مايو1986 وحتى 30/يونيو 1989، تاريخ انقلاب الجبهة الإسلامية المشؤوم..