في وداع بايدن..

في وداع بايدن..
في وداع بايدن..

في وداع بايدن..

كليك توبرس _ عامر محمد أحمد حسين..

اليوم خرج جوزيف بايدن من البيت الابيض والحياة العامة رئيسا ونائبا سابقا للجمهورية في عهد اوباما ومن قبل البرلمان و بعد عقود قضاها في الساحة السياسية الامريكية ، فترتان في عهد اوباما في منصب نائب الرئيس وفترة في الرئاسة وبحسابات الزمن فإن بوش الاب، لعب نفس الدور في حياة اليميني الشعبوي دونالد ريغان ثم سقط بعد كسبه معركة تحرير الكويت وخسارته معركة خلع صدام حسين بالدبات الامريكية وهو ماحققه ابنه  المتواضع القدرات الذهنية والسياسية " بوش الابن" عاش " جو بايدن" في ردهات السياسة الامريكية ودروبها الشائكة المرتبطة باللوبيات ، اللوبي الاقتصادي والشركات العابرة للقارات واللوبي الصهيوني ولوبي الاقليات ، كل سياسي امريكي براغماتي" وفي التعريف : تتصف الشخصية البراغماتية بالواقعية والنفعية وتهتم بمجريات الواقع كما هو أكثر من الاهتمام بما ينبغي أن يكون، وهي دائمة التفكير في عواقب ونتائج كل ما تُقدِم عليه من أفعال،" ومع مانراه في المشهد السياسي العالمي تجد التأثير الامريكي واضحاً جلياً مع وجود درجات في التعامل النفعي مع الاحداث من موقع الذكاء الشديد والغباء مع الانتهازية.شخصية بايدن ، مثلت الشخصية الامريكية في اوضح صورة بتعاملها مع قضية العالم باللون الرمادي_ مطالبة إسرائيل بوقف عدوانها على غزة وتزويدها بالسلاح للقضاء على حماس وحماس هنا شعب غزة والعدوان لايفرق بين الحماسي والجبهة الشعبية وفتح وكتائب جنين ، كلهم في موقع واحد عند حكام إسرائيل " العربي الجيد هو العربي الميت" صمت جو بايدن ، عن جرائم نتنياهو دفعت ثمنه كامالا هاريس ، خسارة الانتخابات الرئاسية للحزب الديمقراطي  تضاف لتاريخ بايدن السياسي، وهي خسارة مزدوجة له ولحزبه ، تنازعات كثيرة في كل مراحل بايدن داخل دهاليز السياسة الامريكية، منها الخضوع التام لسياسة وثقافة اللوبي الاقتصادي الصهيوني في دعم الساسة وتقديمهم للمقاعد الامامية لخدمة إسرائيل..فشل بايدن في ملف غزة ومن آثار صمته عن سياسة الابادة الجماعية والتطهير العرقي والتشريد والتجويع ظهور طلبة الجامعات في المشهد السياسي والاجتماعي والثقافي الامريكي ، إذ استمرت المظاهرات والاحتجاجات في الشوارع اكثر من عام وتسببت في ظهور جيل جديد ، لايرى في إسرائيل الفتى المدلل للامبريالية الاوروبية وجناحها العسكري الولايات المتحدة الامريكية، حلف الاطلسي في ميزان القوة العسكرية والسياسية يمثل البوابة الااولى والاخيرة للهيمنة الامريكية على العالم..

امتحان اوكرانيا...

الحرب الروسية / الاوكرانية ، مثلت امتحاناً صعباً للرئيس جو بايدن ، دخلت روسيا إلى محيط تراه اوروبا الديمقراطية جزء لايتجزا من اثمان تفكيك الامبراطورية السوفياتية وهو ثمن باهظ تطالب به اوروبا لنسيان مافعله السوفيات في الحرب الباردة وحروبات المال والجاسوسية والخوف والرعب من تغلغل الشيوعية التي وصلت يوما لرئاسة الوزارة الايطالية ، ثمن تفكيك الامبراطورية السوفياتية يظل يحرك اوروبا وامريكا في اتجاه محاصرة فلاديمير بوتين، سيذهب بايدن إلى بيته وملف اوكرانيا المفتوح يجذب الرئيس المنتخب دونالد ترمب للعمل مع صديقه بوتين وخنق اوروبا وهي مصلحة مشتركة يدخلان لها من عدة ابواب اقتصادية وعسكرية ترتبط بالناى عن اوروبا كمطلب مصلحي لترمب وتأديب اوروبا لرفضها التمدد الاقتصادي للدولة الروسية في العالم والسعي للتمدد العسكري في مناطق نفوذ فرنسا في غرب افريقيا والوصول إلى الموارد في دول افريقية..تعتمد سياسة "ترمب  " على الداخل الامريكي، والحفاظ على المصالح الحيوية للامبراطورية الامريكية بواسطة الضغط السياسي والتلويح بأستخدام القوة العسكرية كما هدد ترمب ، بالجحيم في الشرق الاوسط وهو جحيم تم توجيهه نحو نتنياهو وحكومته من القتلة ونجح ترمب ، في تحقيق وقف اطلاق النار في غزة وهو مافشل فيه بايدن رغم كل ماقدمه من دعم لنتياهو عسكرياً وسياسياً ومن نافل القول التذكير بان حرب غزة والعدوان على الشعب الفلسطيني وجولات بلينكن الماكوكية الفاشلة وهي في مجملها تشجيع امريكي لإسرائيل في عدوانها وتقديم وجه رافض للحرب وضاغط على أسرائيل لتخفيف الغضب الشعبي العربي ورفع الحرج عن النظام الرسمي العربي. بلينكن الفاشل في ادارة الخارجية الامريكية والصهيوني المتعصب سيدخل التاريخ بانه اضعف وزير خارجية امريكا واكثرهم ترددا واضعفهم تأثيرا في كل قضايا العالم.

حرب لبنان..

صمتت إدارة بايدن ولم تتحرك مع العربدة الإسرائيلية في جنوب لبنان، وزودت امريكا حكومة نتنياهو بكل ماتحتاجه لتدمير جنوب لبنان والعنوان الواضح لهذه السياسة العدوانية : تدمير حزب الله ومع القتل الممنهج والمتعمد للشعب اللبناني فإن سؤال مابعد الحرب وكيفية التعامل مع سلاح حزب الله، عاد كما كان سابقاً الى مرحلة ماقبل الحرب كملف داخلي لبناني ومرتبط بالتوسع الإسرائيلي في المنطقة العربية والقضية الفلسطينية المركزية العربية وقيام الدولة الفلسطينة وعاصمتها القدس.تعيد إسرائيل في كل حرب من حروبها في المنطقة سؤال النهضة العربية ،ومقاومة الاستعمار، وسؤال الوحدة العربية ،  هوالسؤال المركزي في الفكر العربي ، اليوم والغد.

حرب السودان

 منذ اللحظة الاولى لمحاولة استيلاء قوات الدعم السريع المتمردة على   السلطة في السودان، سعت إدارة بايدن لإخراج  الاسخاص والبعثات الدبلوماسية عبر جسر جوي عمل على ترسيخ صورة ذهنية للمواطن الغربي بان مايحدث في السودان ، حرب يخوضها " الجيش والدعم _ طرفان عسكريان يتقاتلان للاستيلاء على السلطة.جيشان في دولة واحدة ، وظل هذه التعريف البائس يمثل الحجة لكثير اطراف من مصلحتها تدمير الدولة السودانية تقودهم ادارة بايد والاتحاد الاوروبي .  وقد اثبتت الحرب في السودان أن امريكا وإسرائيل  وراء كل خراب في المنطقة  تمت  هندسة  هذه الحرب بمهارة وخبث ودناءة مع اختيار  التوقيت ،وادوات التنفيذ بواسطة  دول  في المنطقة  بمخاطبة الاطماع و تقديم الوعود بانه  سيتم تقسيم السودان وتوزيعه  ويتفرق دمه بين القبائل / الدول والسيطرة على موارده ، وهو هدف امريكي قديم ولابأس من تنفيذه بواسطة راس حربة الاستعمار الغربي في المنطقة ..اظهرت حرب السودان حالة الضعف العربي بطريقة تدعو للشفقة والرثاء وكيف ان الغرب الاوروبي ،وامريكا، واسرائيل، لديهم اجندة خبيثة، وخارطة جديدة في الشرق الأوسط، دائما مايكون السودان هو النموذج لتنفيذها  بواسطة الاستعمار منذ سنوات طويلة والمثال تمرد الجنوب ١٩٥٥_ ٢٠٠٥ وصولاً الى فصله عن السودان ٢٠١١م..وترتيب حرب دارفور لصالح ترتيب فصل جنوب السودان  .الاتحاد الأوروبي، ومن خلفه وامامة ،الولايات المتحدة الامريكية وجد ان إنفصال الجنوب، وقيام دولة جنوب السودان، لايمثل المفتاح الحقيقي للسيطرة على السودا،ن فتحولت بوصلته الى دارفور منذ العام ٢٠٠٣م وبعد مايقارب " العشرين عاماً " من الحرب والعقوبات سعى بواسطة عرب الشتات الافريقي  لاقامة اسرائيل جديدة لضرب الامن القومي العربي وعلى راسه الامن القومي لوادي النيل مصر والسودان وقد نقرا اليوم او في الغد مايشير تماماً إلى ان استهداف السودان مرتبط باسرائيل واثيوبيا وجنوب السودان ودولة اقلية التوتسي الاوغندية وامبراطور الفساد يوري موسفيني ،وكاكا.دبي  والمخطط جزء من مسلسل التكالب الاستعماري على السودان، وفي كل  مراحل الحرب الراهنة في السودانو وقفت إدارة بايدن تنتظر النتيجة فإذا تم تفكيك الدولة وتفكيك الجيش وهزيمته ، ظهرت امريكا لترتيب البيت السوداني ووضعه تحت الانتداب ومع فشل المشروع فإن استهداف الجيش وفرض عقوبات على قائدة كبداية للابتزاز السياسي وتنصيب " حامد كرزاي" في قيادة السلطة التنفيذية وتحويل النصر الى هزيمة  .استهداف الامن القومي العربي " هو سياسة امريكية منذ العام ١٩٤٥_ عام نهاية الحرب العالمية الثانية وافول نجم الامبراطورية البريطانية _ والمرحلة الراهنة هي الابشع والاكثر وضوحاً في تنفيذ المشروع القديم ،وبواسطة دول" ادوات" والدولة الاداة في الخارطة الاستعمارية: هي دولة تنوب عن الاستعمار في ممارسة عمليات قتل وتجنيد مرتزقة وغزو خارجي مع وعود للدولة الداعمة للخراب  بالوصاية على الدولة المستهدفة  .خرج اليوم بايدن من البيت الابيض والحياة العامة السياسية للابد ..ويحيط به الفشل والتردد والضعف في فترة حكمه وبخروجه يبدا التحدي الجديد وماهي سياسة ترمب في"  الاربع ستوات" القادمة ؟. سيجلس بابدن في كرسى التقاعد وهو يرعى بنظره  اتساع مساحة الفشل في حكم البيت الابيض..

.