حواء المنصوري.. وداعا أميرة الموسيقي...

حواء المنصوري.. وداعا أميرة الموسيقي... فجعت البلاد والاوساط الثقافية والابداعية هذا الصباح برحيل استاذة الموسيقي.. واحد اعضاء عقد الجلاد في عصرها الذهبي.. وكنا في كليك توبرس قد نشرنا حوارا معها نعيد نشره لقيمة المبدعة ومسيرتها الطيبة الموسيقار الدكتور حواء المنصوري (*) الفنانة حين تتزوج فنانا تبدع أكثر (*) الموسيقي الآن تمر بفترة ركود

حواء المنصوري.. وداعا أميرة الموسيقي...

حواء المنصوري.. وداعا أميرة الموسيقي...

فجعت البلاد والاوساط الثقافية والابداعية هذا الصباح برحيل استاذة الموسيقي.. واحد اعضاء عقد الجلاد في عصرها الذهبي..
وكنا في كليك توبرس قد نشرنا حوارا معها نعيد نشره لقيمة المبدعة ومسيرتها الطيبة

 

 


الموسيقار الدكتور حواء المنصوري

(*) الفنانة حين تتزوج فنانا تبدع أكثر

(*) الموسيقي الآن تمر بفترة ركود

(*) وردي فنان لن يجود الزمان بمثله

(*) أحلم بأن يعود لنا السودان لزمن الساندوتش بتعريفة

حواء محمد آدم المنصوري _أشهر عازفة بيانو في السودان _والأستاذة بمعهد الموسيقي والمسرح ،وأحد المؤسسين لفرقة (عقد الجلاد )،نشأت علي هدهدة الإيقاعات والنغمات منذ طفولتها من خلال الصالون الفني والأدبي الذي جمع الكثير من المبدعين والفنانين والشعراء وآلات الموسيقي في منزل والدها الملحن الكبير ،ورقصت أصابعها علي مفاتيح الأوكورديون والبيانو ،ونصحها والدها ليبعدها عن شقاء المبدع في وطن لايزال لا يحتفي بقدر الموسيقي ولكنها غافلت النصيحة حتي احرزت درجة الدكتوراة واصبحت تدرس بالمعهد وفرح بها والدها وبدأ يسابقها بحماسه وليلهب حماسها أكثر .
في منزل اسرتها الصغيرة التي تفيض جمالا وابداعا بالصالحة بامدرمان كانت جلستنا وكاميرا زوجها الفنان عوض الله بشير توثق لقاءنا في محبة كنت اراها واسمعها

حوار :محمد نجيب محمد علي

 

 

 

(*) حواء المنصوري بدءا أسألك ،فأنت ابنة المنصوري ،وفي منزلكم أكثر من صوت موسيقي حتي أن زوجك عوض الله فنان ،تري هل من علاقة مابين الموسيقي والجينات الوراثية ؟
_أكيد ..أكيد هنالك علاقة وكما يقول المثل السوداني (ود الفار حفار )فاسرتنا تتكون من سبعه بنات وولد ،ومن أصابتهم عين الموسيقي أنا ورحاب وآمال وحنان ونجلاء والبقية سلموا من هذه العين وأنا أحمد الله في انني تزوجت من فنان

(*) وماذا يمكننا أن نقول عن زواج الفنان من الفنانة أبناء المهنة الواحدة ؟

-طبعا في السودان لا يوجد إحتراف للفن مثلما هو خارج السودان ونحن مانزال في المرحلة الاولي لهذه المدرسة ولم نصل بعد الي فهم للموسيقي بصورة مثلي ،لذا (نحن النسوان )نتعب كثيرا في هذه المسائل ،لذا اعتقد ووفق تجربتي أن الفنانة حين تتزوج فنانا أي من ذات مهنتها توفر الكثير من العناء علي نفسها وتبدع أكثر ،فعوض الله زوجي يفهم تماما حين اقول له انني ذاهبة لبروفة مثلا ،او انني مسافرة لكورس
ويبادلني ادارة البيت بفهمه

(*) يقال يا حواء أن هنالك آلات موسيقية لا تصلح لها المرأة أو لا تصلح هي للمرأة ؟
_لا اري صدق هذا القول وأعتقد أن أي آلة تصلح للمرأة ويمكننا ان نري ذلك في المشهد الموسيقي في العالم

(*) آلات النفخ مثلا ،ماذا تقولين عنها ؟
_نحن لدينا اوركسترا كاملة من النساء في سلاح الموسيقي تجد فيها كل الآت النفخ ،تجد الترومبول  ،والكلارنيت والهورن ولدينا عازفات بارعات ،لا توجد آلة تصعب علي المرأة
(*) أنت من المؤسسين لفرقة عقد الجلاد أشهر الجماعات الموسيقية ،ونحن نراها دائما تمر بأطوار مختلفة كثير ما يخرج بعض اعضائها عنها لماذا ؟
_ما يميز عقد الجلاد أنها تقوم علي فكرة ولها فلسفة خاصة ويمكننا أن نشبهها بالبذرة حين تصبح شجرة تكون جذورها ثابته في الأرض فحتي لو انقطع الجزء الاعلا منها ينمو مرة أخري ،

 

 

 

(*) هنالك من يقولون أن هناك اسباب سياسية وشخصية وراء ما يحدث ؟
_ليست هنالك أي اسباب سياسية ،كل الاسباب تعود لمشاكل ادارية فقط
(*) نري دائما أن اغلب الذين خرجوا عن الفرقة وحاولوا الغناء لم يوفقوا لماذا ؟
_أعتقد أن أي انسان يمكنه ان يغني بمفرده قبل أن يلحتق بمجموعة ما ،وعقد الجلاد كما قلت لك لها فلسفة خاصة تعتمد في الغناء الجماعي علي الصوت البشري بإعتباره اوركسترا ،والآلة لا تمثل إلا حيز بسيط والتعود علي الغناء مع الفرقة يمنح المستمع والمشاهد تعلق  بأن من يراه ويسمعه هو مجموعة عقد الجلاد ،ومن الصعب عليه قبوله خارج الفرقة التي عرف بها ،فالسودانيين بطبعهم إنطباعيين ويكون رأيهم من المشاهدة الاولي ولا يتغير بالسهولة وهذا عكس ما يحث في خارج السودان الي اي فرقة يخرج منها شخص ليغني لوحده
(*) ماذا تقول حواء المنصوري عن ظاهرة غناء الانثي الكثيرة التي تملأ الساحة الآن ؟
_ هذه الظاهرة تعجبني ، جميل أن تقتحم المرأة مجال الموسيقي وليس شيئا رديئا ولكنني أرفض مثلا ان تكون هنالك كلمات غير جميلة تغني ،ارفض ما يرفضه المجتمع والزبد يذهب جفاء
(*) وغناء البنات يا حواء لم تعد البنات تغنيه ، البعض يقولون انها اصبحت اغنيات رجال ؟
_أنا ايضا لا اعرف السبب ،كان الرجال يقولون أن غناء البنات هابط والان هنالك من يغنيه منهم ،وبالتاكيد هذا لاينطبق علي الجميع واتساءل معك ذات السؤال ،المسألة تحتاج الي بحث ودراسة واجابة
(*) وبرنامج أغاني وأغاني ماذا تقولين عنه يا حواء ؟
_حين بدأ هذ البرنامج كنت معجبة به جدا لأن الاستاذ السر قدور كان يثري الحلقة باسئلة واجوبة وحكايا وتنظير أما الان فالبرنامج أصبح لتسميع الاغنيات المعروفة فقط هو عبارة عن أغاني تسميع لأغاني موجودة
(*) الدكتورة حواء المنصوري هل توصلت إلي هارمونية للسلم الخماسي للبيانو ؟
_السلم الخماسي إتضح أخيرا أنه سلم يحتمل أي نوع من أنواع الهارموني والكنتربوينج وهو سلم طايع ،يتحمل أي شيء ويزيد جماله كلما أضفنا أو وضعنا له أي نوع من أنواع الموسيقي الهارموني
السلم الخماسي ليس به عيب ، وأنا من خلا ل دراستي في الدكتوراة وجدت انني استخد مت الكثير من أنواع الهارمونيات المختلفة ، إستخدمت فيه التظليل ومصطلحات الآداب ووجدته طايع

 

 


(*) والبيانو ليس جزءا من الاوركسترا السودانية ؟
_لأن البيانو كبير الحجم وغالي الثمن ،لذا تمت الإستعاضة عنه بالاورغن ،وصوت البيانو موجود في الأورغن ونراه في الاستخدامات المختلفة في الموسيقي
(*) لم أسألك حواء اين موقعك الآن من عقد الجلاد ،لم نعد نراك ؟
_أنا جمدت نشاطي لأسباب كثيرة وهم أصحابي واحبابي ،واهديت رسالة الدكتوراة لعقد الجلاد ،فهي محطة مهمة في حياتي ولا أستطيع تجاوزها نهائيا

(*) ومعهد الموسيقي لم يعد له دور ظاهر في الساحة كما كان ؟
_المعهد هو من خرج من أثروا الساحة الفنية من العازفين والفنانين والاساتذة والنقاد والمخرجين ،ومعهد الموسيقي للاسف مظلوم فنحن محتاجين لآلات كثيرة جدا ،والآلات غالية ومحتاجين لدعم ،وهذا المعهد من المعاهد المميزة في كل افريقيا ،ورغم كل هذا وبالاشياء البسيطة الموجودة تمكنا من تخريج طلاب يشهد لهم الجميع ،حتي الأجانب الذين زارونا من المانيا من المدرسة الأكاديمية الفنية ومن هولندا ومن النمسا قالوا ان مايفعله هذا المعهد شيء خرافي بما شاهدوه من الآت موجودة ومستوياتها ومستوي نبوغ الطلاب ،والمعروف في كل بلاد العالم أن الموسيقي يبدأ تدريسها من الروضة ولكن في السودان يبدأ تدريسها في المعهد ولمدة خمس سنوات فقط

 

 

 


(*) حواء هنالك من قال ان الراحل عثمان حسين كانت تلحن له بنات الجان ؟
_يمكننا ان نقول ذات هذا الكلام عن الكاشف وحسن عطية وجيل الرواد وهذا الوصف يأتي من الاعجاب بالحان يغلب وصفها
(*) واسألك عن الملحن محمد آدم المنصوري ؟
_اقول لك أن الحان المنصوري الموجودة والتي لم تخرج بعد عميقة وجميلة وهي الحان شكلها غريب وذلك يعود لعلاقته بالموسيقي التصويرية التي كان يقوم بها للمسرحيات الحانه اكتسبت عمقا بعيدا وتحتاج لمن يسبر اغوارها ربما هو ايضا ينطبق عليه ذات الوصف السابق الحانه يصعب وصفها
(*) دعيني اسألك عن رأي المنصوري او بالاصح عن كلمات قالها لك وانت في أول الطريق ؟
_الحق لقد رفض والدي بدءا أن اقرأ الموسيقي ،أذكر أنه قال لي حين قلت له أنني اريد قراءة الموسيقي :(اقري الجامعه يا بتي عشان ما تمدي قرعتك تشحتي بيها ،لأنو الموسيقي في السودان لسه ما احترموها ،نحن الرجال ما إحترمونا ما بالك وانتي بت )
(*) وبعد أن نجحت حواء في مجال الموسيقي واصبحت دكتورة واستاذة بالمعهد ماذا كان قوله ؟
_حين علم أنني أنجزت الماجستير أصر أن يعمل الماجستير وحين وجدني انجزت الدكتوراة قال لي عجبتيني كتير والان يعمل والدي في الدكتوراة رغم ظروفه ،لقد رأيت فرحه الكبير بي
(*) والان ماذا تقول حواء المنصوري اذا حاولت احدي بناتها الالتحاق بالموسيقي ؟
_اعتقد أنني لبست عباءة أبي في بنتي الكبيرة وجدتها تحب الموسيقي فقلت لها ( يابتي يالين أنا دايراك الحاجه الانحنا ما قدرنا نعملها تعمليها لو قريتي انجليزي في الاول احسن وبعدين الموسيقي ،يعني بعد الجامعه ممكن تقري موسيقي )
(*) وماذا تقول حواء عن الساحة الفنية الآن ؟
_حال المزيكا ما بنفصل عن الحال السياسي في البلد والحال الاقتصادي ،الموسيقي الآن تمر بحالة ركود ولا تشبه فترة الثمانينات ولا فترة الستينات وهذا لا ينفي ان هناك اشراقات أو ارهاصات
(*) ورأيك في الملحنة أسماء حمزة ؟
_اشتركنا معا في لجنة من لجان الخرطوم عاصمة الثقافة ،وعرفتها عن قرب وهي إمرأة(مقعدة ) كما تقول حبوباتنا وهي إمراة قدوة وملحنة بارعة وعازفة للعود ولها الحان مميزة
(*) ومن بعد محمد وردي يا حواء ؟
_في رسالتي للدكتوراة اكتشفت وردي أكثر وكل أغنية من أغانية تصلح أن تكون رسالة دكتوراة ،هو فنان لن يجود الزمان بمثله نهائيا
(*) واخيرا بماذا تحلم حواء المنصوري ؟
_أحلم بالسلام الدائم ، أحلم (بالسودان يرجع لينا زمن السندوتش بي تعريفة )واحلم بنجاح بناتي ،وأحلم أيضا بأن تجد الموسيقي في السودان وضعها وان يقيم الموسيقين والاساتذة واتمني ان يصل اقتصادنا الي بر الامان