قصائد منسية

قصائد منسية من شعر الصبا صذيق مجتبي رغماً عنك أعود الآن أتمرّغُ في بحر سرابك رَهْوَاً أسكب فيه شيئا ما ينثال حنيناً من نفسي

قصائد منسية

قصائد منسية

من شعر الصبا

صذيق مجتبي

 

 

 

       رغماً عنك أعود الآن

أتمرّغُ في بحر سرابك رَهْوَاً
أسكب فيه شيئا ما
ينثال حنيناً من نفسي
يتقاطر كاللؤلؤِ
يترقرق كالماءْ
هذا شوقي يَعْصِرُني خمراً
من أنبلِ كرمٍ في جنةِ روحِي
يسكبني في كأسِ النشوةِ مرتعشاً
في أيدي العشاقْ
أتناثر قطراتٍ من نورْ
أتبدَّدُ كالنَّجْمِ الغائرِ في عُمْقِ الدَّيجورْ
أتسلَّلُ من بيني رَبِذَاً
أتفلّتُ من وجدي وحنيني
لحظة غازلني الندمانُ
لأن طيوفك ذابت في نفسي
وجهك أشبهني
 عيناك أطَلَّتْ منِّي
أتسربل حُسْنَكَ أحْمِلُني
قمراً يسبح في موج غدائرك الجزلى
آهٍ  يا ليلي المجدول  بأعصابي ... آه
آهٍ يا وجدي وحنيني ....آه
آهٍ يا نجمي الساطع في بهجة أيامي ...آه
أهرب منك إليكْ
أتسلل من بين طيوفك
تُبْصِرُني .....
أتطيِّفُ .....
 أتلاشى في بهرة نورك ذاتاً
تدركني معنىً
أتخفَّى
تلحظني عيناك مليِّاً
تلمسني كفاك برفقٍ
فأسيل .. أسيل وأجري في كل الوديان
نهراً مجنونا من ولهٍ
ينبع مني
يتدفق في بحر سرابكَ
شوقاً وعناقْ
يخطفُني برقُ سناكَ
 فأهطل دمعاً غيداق
يسكن بين ثنايا
أرضِ خاشعةٍ تصغي
للغيث الواكف يهمي
يترقرق في ظمأ القيعان
أتوهج برقاً
وأدمدم  رعداً
تهدر أنفاسي عاصفةً
نبضي بركانْ
ودمائي في جسدي طوفانْ
رغماً عنك أعود الآنْ
 طفلاً يحمله التابوت إليك
نبياً  ....
 يهزم جبروتك يحيا
 في قصرك ملكاً
يقهر سلطانك
يًفْجُرُ من صخر فؤادك نبعاً
يتحدى أهوال الأزمانْ
رغماً عنك أعود الآنْ

                         صديق المجتبى
                         يناير 1979  شمبات كلية الزراعة