ماذا فعلت بي أيها الحب
ماذا فعلت بي أيها الحب سونيا الفرجاني... تونس أصابعي هذه، أم مخالب ملساء؟ أم سكاكين،أمرّرها على جسدي، فأفسده؟
ماذا فعلت بي أيها الحب
سونيا الفرجاني... تونس
أصابعي هذه،
أم مخالب ملساء؟
أم سكاكين،أمرّرها على جسدي،
فأفسده؟
ماذا فعلت بي أيها الحبّ؟
أيها الحبْل السّرّيّ،الذي لم أقطعه ،فقطعني.
لست ذئبة،
ولا أنثى نسر،ضاق بها الجوع،
أنا امرأة عذراء كالطبيعة الأولى
على فطرتي،أحبّ، وأفنى كتراب الغابة الاستوائيّة.
كلّ ما في داخلي استباحه الحطّاب،
وحدها الأعشاب ،وأوراق تخشخشت تحت ساقي،
نسيها ،فآستأنست ،بظل الريح.
تدورين أيتها الأرض بقوّة،
تتداولين علّيّ مع فصولك،وانسانك
وأسنانك
وقائمة جيفة من الكلمات
والمعنى الطُفيْليّ.
حين كتبتُ الشعر ،كنتِ تجمعين دمي
في كأس متّسخ،و تقهقهين،
كان الحلاج،يصنع مزلاجا على ظهري،
وكنت أرتّب أمري،
لأسقطكما معا في الثلج،
أنت أيتها الأرض،
وحلاجك،الذي استباح لغتي،
فآعتادها الحبّ والرب
وآمرأة التاتار السجين.
مريضة،
مريضة جدا،
مريضة،
عضّ الحمام قلبي،
حين صارت له أنياب ،ليست كمخالبي،
لم يستطع هضم حَبّي
وحُبّي،
تعكّر ريشه،
وتعثّر عيشي،
عاقته التخمة ،وعاقني افراطي في فطرتي.
يا ليتني كنت غولا ميّتا،
ينزّ فوقه الذباب وتنهشه الذئاب،
ليتك أيتها الأصابع،التي نبحت داخلي،
مزّقتِني،
ليتك مزقتِني،
قبل أن ركضت بي الطلاسم،
في لوحة ،"ليونورا كارينغتون"
سونيا الفرجاني
تونس
××××
ليونورا كارينغتون،تشكيلية ونحاتة مكسيكية وصفت بكونها قلقة سوريالية متمردة تركب أشكالها الفنية وألوانها بطريقة غير مألوفة.
قال عنها اوكتافيو باث /نوبل للاداب 1990:"قصيدة تمشي على قدمين