في ذكرى رحيله الرابعة
في ذكرى رحيله الرابعة حوار اعلان برلين مع رئيس حزب البعث السوداني المفكر محمد علي جادين التسوية مع قرارات دولية تقطع الطريق على تمادي النظام في نقض العهود النزعة الانفصالية قوية في جبال النوبة, أقل في النيل الأزرق وبدأت الظهور في دارف نموذج "كردستان" وارد تطبيقه في مناطق النزاعات السودانية المانيا علاقاتها "حسنة" مع النظام السوداني الربيع العربي فشل في نقل الأقطار التي نجح فيها من الشمولية الى الديمقراطية
في ذكرى رحيله الرابعة
حوار اعلان برلين مع رئيس حزب البعث السوداني المفكر محمد علي جادين
التسوية مع قرارات دولية تقطع الطريق على تمادي النظام في نقض العهود
النزعة الانفصالية قوية في جبال النوبة, أقل في النيل الأزرق وبدأت الظهور في دارف
نموذج "كردستان" وارد تطبيقه في مناطق النزاعات السودانية
المانيا علاقاتها "حسنة" مع النظام السوداني
الربيع العربي فشل في نقل الأقطار التي نجح فيها من الشمولية الى الديمقراطية
كانت لهذا الحوار مناسبة تعلقت بالحوار بين القوى السياسية المعارضة والنظام السابق في العاصمة الالمانية برلين في 2015م وقد كان الراحل المفكر الأستاذ محمد علي جادين، في طليعة السياسيين الوطنيين لايجاد الحل الشامل المرتبط بحلحلة القضايا الوطنية السودانية وظل حتي لحظاته الاخيرة دائم السؤال عن الوطن وازماته. وفي ذكراه الرابعة نعيد نشر الحوار كما نشر من قبل إذ تضمن إجابات ناصعة حول كثير من القضايا التى لاتزال تشغل الساحة. وقد كان رحمه الله ينظر بعين العالم الواثق ويقرأ بتجرد وخبرة السياسي والمفكر مآلات الحلول الجزئية للأزمات الطاحنة التى يمر بها الوطن.
أعاد المفكر محمد علي جادين رئيس حزب البعث السوداني عضو وفد المعارضة السودانية في مؤتمر برلين, رسم الخارطة السياسية السودانية و قال في حوار ه مع "الوطن" ان المبادرة الألمانية مدعومة من الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة والاتحاد الافريقي وان المؤتمر التحضيري اقترحه رئيس الآلية الافريقية رفيعة المستوى ثابو امبيكي في سبتمبر الماضي, واضاف المفكر والباحث السياسي الأستاذ جادين ان المؤتمر التحضيري مهمته تتلخلص في وضع ترتيبات المؤتمر القومي الدستوري ووقف اطلاق النار والعمل على فتح المسارات للمساعدات الانسانية وأشار الى ان الأزمة السودانية دخلت مرحلة التدويل وان المبادرة الألمانية كانت واضحة في تحديد القوى السياسية موقفها من الحوار مع الحكومة والمؤتمر التحضيري, وأوضح "جادين" ان تذبذب موقف الحزب الحاكم من اعلان برلين يرجع الى سعى الحكومة على التسوية وكذلك الخوف منها, وان لا حل لهذا المأزق الا بالتسوية الشاملة والعادلة وقال "جادين" ان التسوية عنوانها التوافق وان كل القضايا ستعرض على طاولة نقاش المؤتمر الدستوري بما فيها مطالبة قوى وحركات مسلحة بالحكم الذاتي في مناطقها التي تدور فيها نزاعات وحتى مطلب الانفصال مع ترجيح ان كل القوى المعارضة المسلحة والمدنية تسعى لترسيخ الحكم الفيدرالي لقطع الطريق على تمزيق السودان, ونفى الأستاذ محمد علي جادين سيطرة قطاع شمال الحركة الشعبية على أجندة المؤتمر التحضيري مضيفاً ان الحركات المسلحة لها اهتمام دولي وان الحرب الأهلية تأخذ الحيز الأكبر في الأزمة السياسية الراهنة ولم ينف "جادين" وجود صراع تقليدي بين المانيا وبريطانيا على الملف السوداني وان تدخل مجلس الأمن مطلوب من قبل المعارضة لضمان تنفيذ التسوية تماماً مثل المبادرة الخليجية لحل الأزمة اليمنية وأوضح جادين بأنه يمكن الاستفادة من وثيقة الدوحة في حل أزمة دارفور لما فيها من مخاطبة لقضايا سياسية واقتصادية واجتماعية وان ذلك يرتبط بالتسوية الشاملة.. وفي سؤال حول التيار القومي الذي يعتبر أحد رموزه والاستعمار الذي أطل بوجوه متعددة في الساحة وان ما يحدث في السودان لا يخرج من ذلك السيناريو, اكد محمد علي جادين على اختلاف اوضاع السودان والمنطقة العربية من حقب الستينات والسبعينات واليوم وان القراءة الواعية التي تصطحب معها المتغيرات ولا تقفز فوق المراحل وتسعى لحلول جذرية للأزمات تمثل الضمانة للاستقرار في العالم العربي..
الخرطوم/ عامر محمد أحمد حسين.
× صرحت عقب مشاركتك في لقاء برلين بقرب التسوية ووجود مشروع لتسوية متفق عليه من أطراف معارضة شاركت في اللقاء, هذه الأطراف نفت ذلك, أين الحقيقة؟
= منطوق المبادرة الألمانية انها مدعومة من الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة والاتحاد الافريقي ممثل في الآلية الافريقية رفيعة المستوى..
×ما هدف هذه المبادرة؟
= معالجة تعسر العملية السياسية التي يقودها الاتحاد الافريقي من اجل الحوار والتسوية في السودان..
× الهدف المباشر لهذه المبادرة؟
= عقد المؤتمر التحضيري بين الحكومة في اديس ابابا وهذا المؤتمر اقترحه ثابو امبيكي في شهر سبتمبر الماضي.
× وماهي الاهداف التي سيحققها هذا المؤتمر على ضوء المبادرة الألمانية؟
= وقف اطلاق النار والعمل على انهاء الصراعات الأهلية وهذه الحروب المتنقلة وفتح المسارات للمساعدات الانسانية ووضع ترتيبات المؤتمر القومي الدستوري على حسب وصف اعلان برلين..
× هل وافقت الحكومة على مسمى المؤتمر القومي الدستوري؟
= تطلق عليه الحكومة مسمى المؤتمر الجامع..
× ألا يوجد فرق في التسمية وبالتالي في المضمون الذي سيخرج به هذا المؤتمر؟
= يوجد فروقات, ولكن هذه التسميات من مؤتمر جامع أو مؤتمر قومي دستوري وما ينتج من المؤتمر التحضيري, يختلف عن عملية الحوار الناتجة عن خطاب الوثبة وآلية "7+7"..
×مقدار الاختلاف؟
= يلغيها كلياً..
× والبديل؟
= بداية الحوار برئاسة الاتحاد الافريقي ودعم من القوى الدولية..
× ذلك تدويل للأزمة السودانية؟
= تدويل.. وبالتأكيد "تدويل"..
×هل وافقت الحكومة السودانية على المبادرة الألمانية؟
= على حسب قول السفير الألماني, ووزارة الخارجية الألمانية في حديثهم معنا انهم قد تحدثوا مع الحكومة السودانية في هذا الشأن والحكومة وافقت على سفر الوفد المشارك من الخرطوم وعودته دون "مضايقات"..
× تكوين الوفد؟
= قوى الاجماع والمجتمع المدني..
× عدد الأفراد؟
= "23" شخصاً..
× ماهي مخرجات هذا اللقاء وما يهدف اليه في مجمل هذا الحراك السياسي؟
= كانت الدعوة محصورة على "قوى نداء السودان" وهي قوى الاجماع الوطني, الجبهة الثورية وحزب الأمة القومي ومبادرة المجتمع المدني وهؤلاء من وجهت لهم الدعوة وحضروا الملتقى..
× ماذا طلبت المبادرة من هذا الوفد وما يمثله هل فقط الجلوس للحوار؟
= المبادرة طلبت تحديد موقف ورؤية من العملية السياسية وتتمثل في الحوار مع الحكومة والمؤتمر التحضيري الذي سيعقد في اديس ابابا للوصول الى حل سلمي للأزمة السودانية..
× الحكومة اعترضت على المبادرة, ووصفت الوفد "بالمرتزقة" ثم تراجعت بماذا تفسر ذلك؟
= من الصعب تفسير ذلك, وان كنت أرجح بأن الحكومة تسعى للتسوية وتخافها..
× صراع أجنحة؟
= ممكن.. صراع أجنحة, وأيضاً خوف من التسوية, كلها "جائزة" بشكل عام..
× لماذا في اعتقادك السعي والخوف من تسوية شاملة؟
= لا حل لهذا المأزق الا بالتسوية.. ولكن بلا شك هناك في داخل النظام من يعترض على التسوية..
× نسبة القبول والاعتراض؟
= هذه صعبة القياس..
× المعترضة؟
= الحفاظ على ركائز النظام..
× هل سينجح من يعترض من داخل النظام في الحفاظ على ركائزه الحالية؟
= قوى المعارضة والقوى الدولية تسعى من أجل التسوية والاستقرار وبقاء النظام بتركيبته الحالية صعبة ولا أحد يوافق عليها من بين ما ذكرت..
× الغاية من التسوية مع النظام؟
= تغييره..
× تفكيك أم تغيير؟
= تغييره بالتفكيك..
× تفكيكه يجعله جزء من المنظومة؟
= التسوية تعتبر النظام جزء من الحل وصحيح هو المشكلة ولكنه سيصبح جزء من الحل..
× نسبة مشاركة النظام الحالي في السلطة اذا صدقت سيناريوهات التسوية وأصبح النظام جزء من الحل؟
= التسوية عن طريق الحوار وحوار في مؤتمر جامع أو مؤتمر دستوري, وعنوان التسوية التوافق..
× انقلاب 30 يونيو 1989م قطع الطريق على مؤتمر دستوري لحل أزمة الجنوب وكتابة دستور دائم, هل ستوافق المنظومة الحاكمة على المؤتمر الدستوري؟
= من الصعب اجابة السؤال او اعادة التاريخ في هذه اللحظة, كل ذلك لا يفيد وهدف المؤتمر التحضيري ترتيب الاعداد للمؤتمر الجامع, وما يتم التوافق عليه.. المؤتمر التحضيري يعرض للنقاش في المؤتمر الدستوري او المؤتمر الجامع وكل فصيل سياسي يأتي برؤيته ومن خلال الاطروحات المختلفة يصل المؤتمر لمشتركات وقواسم للحل الشامل..
× المؤتمر الدستوري على ماذا سيرتكز فيه الحوار على الحكم وآلياته, الدستور, القضايا الاقتصادية والأزمات السياسية وتهديد الجغرافية السودانية بالانفصالات؟
= كل ذلك متروك للمؤتمر التحضيري..
× أجندة مسبقة؟
= اسمه مؤتمر تحضيري, وبالتالي ليس هناك أجندة أو شروط مسبقة..
× أجندته؟
= ايقاف الحرب ووصول المساعدات الانسانية.. ترتيبات وضع المؤتمر الدستوري؟
× هذه رؤية قطاع الشمال ومطروحة من قبل؟
= هذه مختلفة تماماً, وهذه القضايا من ايقاف الحرب أو المساعدات الانسانية جزء من القضية والقضية الأكبر المؤتمر الدستوري وترتيباته..
× قطاع الشمال اخذ النصيب الأكبر في وضع قضاياه على المنضدة للحوار وكذلك جعلها جزء رئيسي من حوار المؤتمر الجامع؟
= لا لم يأخذ النصيب الأكبر, ومن الممكن القول ان الحركات المسلحة, يوجد اهتمام دولي بها والحرب الأهلية تمثل حيز كبير في الأزمة السياسية الراهنة..
× وقف اطلاق النار والمساعدات الانسانية ألا يكرر نموذج "كردستان" في مناطق النزاع السوداني؟
= كل شيء وارد ولكن من المهم ايقاف الحرب..
× هل يؤدي الى حكم ذاتي؟
= تحدديالقضايا والمشاركين في المؤتمر الجامع اذا اكتملت كل شيء سيطرح للنقاش..
× الانفصال؟
= نعم ممكن يطرح كحل من الحلول طالما ارتضى الجميع مناقشة القضايا بصراحة ومن أجل انهاء الصراعات ولكن ما تم الاتفاق عليه حالياً هو الحكم الفيدرالي وهذا هو الغالب في الطرح وايضاً لا تستبعد بأنه هناك من سيطرح تقرير المصير..
× هل من حق البعض طرح الانفصال والحكم الذاتي؟
= من حقهم داخل مؤتمر جامع..
× الا يتسبب مثل هذا الطرح في تقسيم السودان؟
= هذه واحدة من المشاكل وفي تقديري اذا استمرت هذه النزاعات لأعوام قادمة ستؤدي لانفصالات..
× على ماذا ترتكز في ترجيح انفصالات قادمة؟
= من المتابعة لما يجري في هذه المناطق في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق النزعة الانفصالية قوية جداً في جبال النوبة "جنوب كردفان" وأقل في النيل الأزرق وبدأت تظهر في دارفور, واذا استمرت الحرب ستتسع النزعة الانفصالية وتجد من يدعمها دولياً..
× المانيا ودخولها في الملف السوداني بثقلها الاوروبي ام علاقتها التاريخية مع طرف في الأزمة السودانية ممثلاً في دارفور؟
= المانيا مفوضة من الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة والاتحاد الافريقي, واختيار المانيا على حسب تقديراتي تم بحسابات دقيقة..
× ما هذه الحسابات؟
= المانيا هي زعيمة الاتحاد الاوروبي والمانيا ليس لها ارث استعماري في المنطقة أو السودان, المانيا علاقاتها حسنة مع النظام السوداني..
× علاقة اقتصادية, سياسية, ما نوعها؟
= علاقة دبلوماسية "مرنة" بالاضافة لعدم وجود تدخلات المانية دولية مباشرة..
× هل ورثت المانيا, العلاقة القديمة لألمانيا الشرقية مع السودان؟
= السودان كانت له علاقة ممتازة مع المانيا الغربية والشرقية, وفي عهد الفريق عبود في الستينات كانت المانيا علاقتها ممتازة جداً مع السودان, وفي عهد نميري ظهرت المانيا الشرقية..
× الصراع الذي ظهر على سطح الاحداث بين المانيا وبريطانيا على الملف السوداني عقب لقاء برلين؟
= صراع تقليدي بين بريطانيا واوروبا القارة ومتركز بين بريطانيا وفرنسا مثلاً والمانيا بشكل اقل وبريطانيا في توجهها وعلاقاتها اقوى مع الولايات المتحدة, ولم تكن متحمسة لخطوات الوحدة الاوروبية وهذا الصراع موجود وقديم..
× هل من المحتمل رفع الملف السوداني لمجلس الأمن بضغط امريكي بريطاني؟
= في الراهن لا اعتقد ذلك, ولكن اذا نجح المؤتمر التحضيري وانتقل الى المؤتمر العام لحل الأزمة السودانية اعتقد بالنسبة للمعارضة لابد من تدخل مجلس الأمن بصورة ما.
× لماذا؟
= التسوية يجب ان تسند بقرارات دولية وافريقية لقطع الطريق على التمادي في نقض العهود التي تميز بها هذا النظام..
× تدخل مجلس الأمن أو الأسرة الدولية كيف يتم ذلك في تسوية سلمية؟
= على طريقة المبادرة الخليجية لحل الأزمة اليمنية, أو تشبهها في ملامحها العامة فهناك قرارات خليجية وقرارات من مجلس الأمن وعلى المعارضة ان تتجه لمثل هذا الاتجاه..
× ألا ترى فيما قلت كشف لأوراق المعارضة في المؤتمر التحضيري؟
= "يضحك" كشف غير ضار, بل يساهم في الوصول الى الحل مدعوم دولياً ومرضى عنه من جميع اطراف النزاع.
× وثيقة الدوحة هل من الممكن جعلها في الحوار القادم مرجعية لحل قضية دارفور؟
= الاتفاق القادم أو التسوية القادمة تسوية شاملة ويمكن الاستفادة من وثيقة الدوحة في حل قضية دارفور لانها فيها جوانب عديدة سياسية واقتصادية واجتماعية..
× على ماذا تعول لنجاح المؤتمر التحضيري بأديس ابابا؟
= اعول على وحدة قوى المعارضة حول موقف موحد يطرح في المؤتمر التحضيري وهذا الموقف حول المؤتمر الجامع أو المؤتمر القومي الدستوري, وفيه تهيئة المناخ السياسي واجندته ومخرجاته وضماناته ليضع خارطة طريق للمؤتمر الدستوري من بدايته الى ختام جلساته واذا ما تم الاتفاق على هذه الورقة الموحدة فان ذلك ضمان لنجاح المؤتمر التحضيري لمواجهة الحكومة والضغط عليها لقبول هذا الموقف الموحد..
× قوى الاجماع مختلفة حول مشروع التسوية ومختلفة حول وثيقة اعلان برلين؟
= قوى الاجماع بها ثلاث تيارات, تيار ضد الحوار مع النظام بشكل مطلق ويعتقد ان لا حل الا باسقاط النظام "يقولون الانتفاضة والعصيان المدني دون تحديد تواريخ للانتفاضة أو العصيان وموقف ثاني فيه التيار الثاني لقوى الاجماع الوطني, غالبية الاحزاب وبمثلهم احزاب البعث "الثلاثة" وقوى "حشد" وهؤلاء يرفضون تماماً الحوار مع النظام وضد لقاء برلين..
× ألا يمثلون انشقاقاً في قوى الاجماع "4" احزاب من جملة "17" حزباً, ماهو موقف حزب الأمة القومي بزعامة الصادق المهدي؟
= مع الحوار مع مخرجات اعلان برلين وكذلك الجبهة الثورية واعتقد ان الجبهة الثورية وحزب الأمة لعبا الدور الرئيسي في المبادرة الألمانية وانعقاد المؤتمر بالمانيا..
× هل للجبهة الثورية "وزناً"؟
= لها وزناً..
× من أين؟
= تحمل السلاح وحاربت لسنوات ويطرحون مطالب ما يسمى مناطق الهامش, وهذه المناطق من ناحية السكان حجمها كبير "دارفور النيل الأزرق, جنوب كردفان" ويجدون دعماً خارجياً..
× دعم سياسي أم عسكري؟
= لهم دعم سياسي دول واضح, وايضاً الدعم العسكري لا أعلمه ولا استبعده..
× الحركات الدارفورية؟
= حركة العدل والمساواة مؤيدة لاعلان برلين وكذلك حركة مناوي..
× حركة عبدالواحد نور؟
= عبدالواحد كان رافضاً للحوار ورافض المشاركة في التوقيع على نداء السودان وبعد الحوار والنقاش معه كان حضوراً في مؤتمر برلين, وشارك في النقاش وكذلك تأييد المخرجات..
× اذاً تمت العملية الانتخابية التي ترفضونها وكل نقاشكم ان لا تتم الانتخابات العامة في موعدها الشهر القادم, ماذا أنتم فاعلون؟
= هذه من المطلوبات, والغاء الانتخابات تهيئة للمناخ السياسي العام, وهنالك عدد "12" مطلب وهناك التعديلات الدستورية وايقاف الحرب وغيرها..
× المؤتمر التحضيري, هل سينعقد قبل الانتخابات؟
= هذه مسألة مهمة وانعقاد المؤتمر التحضيري قبل الانتخابات سيؤدي لنجاحه, واذا ما تمت الامور بطريقة صحيحة سيؤدي ذلك لالغاء الانتخابات البرلمانية..
× بديل الغاء الانتخابات البرلمانية؟
= ما ينتج عن الحوار..
× غياب البرلمان واعادة انتخاب الرئيس سيكرس سلطات واسعة للرئيس؟
= التعديلات الدستورية الأخيرة, كرست سلطات واسعة للرئيس واصبح البرلمان دوره "هامشي"..
× المؤتمر الوطني, حزب سيطر على الساحة لمدة ربع قرن ويزيد كيف تقرأ خارطته الداخلية وانتم تسعون لتسوية سياسية شاملة معه؟
= المؤتمر الوطني به تصدعات كبيرة في المركز والاقاليم, والترشح للانتخابات عكس هذه التصدعات وهذه من المشاكل التي ستؤثر على المؤتمر الوطني في الحوار الجامع ولكن هناك اكثر من تيار داخل المؤتمر الوطني حول الحوار..
× التيار الغالب؟
= ضد الحوار مئة المئة, وهذا غالب وكبير وتيار يسعى لحوار على مقاسه وتيار ضعيف داخل الحزب يسعى لتسوية شاملة..
× الموقف الحاسم لهذه التيارات؟
= موقف رئيس الجمهورية رئيس الحزب الحاكم..
× تصريحات المشير البشير بفشل اعلان برلين؟
= هذا تصريح بأنه ضد اعلان برلين, ولكن اعلان برلين لم يفشل لانه لم يوضع موقع التنفيذ والخطوة الأولى فيه هو المؤتمر التحضيري وكذلك ما يهمنا ترحيب البشير بالمبادرة الألمانية ولقاء برلين, عقب لقائه وزير خارجيته بعد انتهاء اللقاء بأيام..
× أنت أحد أبرز مفكري التيار القومي في السودان العربي العربي, ألا تجد ان المبادرة الألمانية أو التدخلات الأمريكية أو الدعم البريطاني الاستعماري ضد القضايا العربية كلها تصب لصالح الاستعمار الذي أعلنتم الحرب عليه منذ عشرات السنين؟
= لا اعتقد لاسباب كثيرة, والوضع اختلف في السودان أو المنطقة العربية في الألفية الثالثة عن الوضع في الستينات وحتى السبعينات هنالك تحولات كبرى في السودان والمنطقة العربية والعالم والتفكير بعقلية اليوم, وما يفرضها عليه واقع اليوم بمتغيراته على كل المستويات السياسية الاقتصادية والاجتماعية وهذه كلها تحديات لا يفيد عها دفن الرؤوس في الرمال, بل القراءة الواعية التي تصطحب معها المتغيرات ولا تقفز فوقها أو تحاول تجاوزها دون معالجة جذرية لهذه الهموم والعقبات..
× المبادرة للحل السياسي في السودان تدعمها قوى اقليمية ودولية, لماذا في اعتقادك الآن هذا السعي للحل الشامل؟
= بلا شك المسألة ملفتة جداً ولكن السودان يقع في محيط متفجر "داعش" في المشرق العربي "بوكو حرام" في غرب افريقيا وتسلل "داعشي" للجوار في ليبيا, وكل ذلك وفي جنوب السودان حرب اهلية لا احد يعرف متى وكيف تنتهي وفي الشرق الصومال وكلها ظروف خطرة جداً على السودان والسودان يمثل "سرة" هذه المنطقة اذا "انفلت" من الصعب لملمته ثانية..
× ألا تعتقد ان النظام بقوته العسكرية والأمنية يقدم نفسه بأنه الضمان للاستقرار في السودان؟
= لا يستطيع من ناحية قدرات..
× عسكرية أم سياسية؟
= سياسية وعسكرية..
× الربيع العربي بعد كل الذي حدث في المنطقة؟
= الربيع فشل في نقل الأقطار التي نجح فيها من حالة الشمولية الى الديمقراطية والانفتاح السياسي وتعايش التيارات المختلفة في اطار نظام ديمقراطي ومن الأسباب عدم اقتناع الأطراف الأساسية بالديمقراطية كإطار لتنظيم الحياة السياسية..
× اعتقال ابوعيسى وأمين مكي مدني وتقديمهما للمحاكمة؟
= اعتقالهما بحكم توقيعهما على نداء السودان والاعتقال وممارسات اخرى تعكس انزعاج نخبة الانقاذ من نداء السودان وهناك مفارقة ان "نداء السودا" به فقرة كاملة تدعو الى الانتقال السلمى والحوار, والحل السياسي الشامل وهو تقريباً نفسه ما قاله المشير البشير في خطاب "الوثبة" وهو حل المشاكل بالحوار والمفارقة الأكبر عدم مواجهة اعلان برلين بنفس ما واجهت به نداء السودان بل رحبت باعلان برلين..
× متفائل بمستقبل العملية السياسية؟
= متفائل, وقد تتعثر ولكن في النهاية لا خيار غيرها..
× لست "متشائلاً"؟
= أبداً والله.. متفائل..