الناقد الدكتور.أحمد الصادق أحمد

الناقد الدكتور.أحمد الصادق أحمد فى الثقافة والسرد وأزمنة ما بعد الحداثة والعولمة الرواية بمآلا تها الآن تحولت إلي ماعون يتسع لكل التجارب الإنسانية يرصد الدكتور الناقد والمترجم الدكتور أحمد الصادق أحمد في كتاباته أحوال الكتابة وسؤال الهوية والحداثة وما بعد الحداثة داخل إطار معرفي ومفاهيمي ظل ديدنه في الساحة منذ ما يقارب العقدين من الزمان .. جلسنا في حوار تناول العديد من القضايا المتعلقة بالثقافة السودانية والعربية

الناقد الدكتور.أحمد الصادق أحمد

الناقد الدكتور.أحمد الصادق أحمد
 
فى الثقافة والسرد وأزمنة ما بعد الحداثة والعولمة

الرواية بمآلا تها الآن تحولت إلي ماعون يتسع لكل التجارب الإنسانية

 

يرصد الدكتور الناقد والمترجم الدكتور  أحمد الصادق أحمد في كتاباته أحوال الكتابة وسؤال الهوية والحداثة وما بعد الحداثة داخل إطار معرفي ومفاهيمي ظل ديدنه في الساحة منذ ما يقارب العقدين من الزمان .. جلسنا  في حوار تناول العديد من القضايا المتعلقة بالثقافة السودانية والعربية

حوار : محمد نجيب محمد على

 

- هذا زمان السرد كما يقول النقاد .. كيف تقرأ السرد العربي والسوداني في أزمنة ما بعد الحداثة والعولمة ؟

الكتابة السردية باب عريض والرواية العربية متقدمة ويكتبها نجوم كبار في سماء السرد .أري كثير روايات وكتابات نقدية تحاول أن توازي المنجز أما الرواية السودانية فهي تمشي بخطي وئيدة نحو إكتشاف درجة الجمال في مجتمعنا ومسكوته ومنطوقه ، هي فكرة تسعي نحو التاريخ ،هنالك لحظات تاريخية تأتي مشوهة ونصوص تتسم بقبح كبير ولكن هذا ليس المعيار ، المعيار هو أننا في منعطف تاريخي نبحث عن ذواتنا سرديا ، والإنسان بطبعه كائن سردي كما جاء في الإلياذة والأوديسا ويمثل الإنسان السوداني هذا الكائن السردي

-  كيف تقرأ المشهد النقدي والمناهج النقدية الحديثة وتطبيقاتها في السودان ؟
لا زلنا في تواصلنا مع الآخر الغربي نتقاطع معهم ونتأثر بهم ولو نظرت للمشهد النقدي السوداني لوجدته في كل فترة يأتي بأدواته لكشف النصوص الإبداعية ، ولنا إسهاماتنا وبعض التجليات . لوسألتني عن ما يعنيه الهامش للمركز لقلت لك أن إستيعابنا متطور ولا تنقصه الأدوات ولنا فرائد في قراءة النصوص لذلك فإن النص السوداني النقدي له قوله وله منطقه في القراءة ولكنه لا يتماهي مع الترجمات التي تأتينا وكل منا يري بزاوية وأيدلوجيا مما يخل بالقراءة الكلية

 

 

-  هناك  إتهام أن الإبداع السوداني يعيش في حالة إنكفاء وتراجع ؟
لا أتفق مطلقا ، والممارسة الإبداعية لا تنفك من السياسي والأيدلوجي وعلم اللغة الحديث يقول أن الخطاب يتشكل أيدلوجيا وسياسيا في أكثر من ثلثيه ، وكلما تدخلت السياسة والأيدلوجيا ضاقت المساحة والحرية وسقفها كفضاء للإبداع ،و الأسماء المكرسة التي تجعل مثل هذا السؤال قائما تعتمد علي أن الأدوات النقدية كانت الأكثر إفصاحا عن نصوص هؤلاء المبدعين، وأي جغرافيا تتعرض لإشكاليات بنيوية تنعكس علي مجمل المؤسسات التي تقف علي حدود العلوم الإجتماعية والإنسانية ،والسياق الإجتماعي يخلق تاريخه وسرده ونظرته .أنا متفائل

- هل الرواية السودانية بإستطاعتنا أن نقرأ بها الهوية ؟
بالتأكيد . ففي السنوات الأخيرة كان سؤال الهوية في السودان مماثل لسؤال الهوية في العالم العربي وفي أوربا ، وأغلب الكتاب أرقهم هذا السؤال وإن كان النص الجيد في قراءة المجتمع وفسيفسائه ينتج لنا دوما أدبا يفتح السؤال علي مغاليقه ويكسر هذا السؤال بالسرد الذي يفضي إلي هوية غير متجزئة وتحتاج إلي أن تحترم الهويات الصغيرة وتجعلها جزءا أساسيا في سؤال الجغرافيا والتاريخ . لقد إستطاع كتاب سودانين أمثال بركة ساكن و الصويم وليلي أبو العلا وجمال محجوب تحقيق هوية للسرد السوداني

-  كمترجم ماذا عن ثنائية اللغة عند كتاب سودانيين .. ألا تؤثر هذه الثنائية في مسألة الكتابة والتلقي ؟
التأثير وارد ، وإن كان الأمر الجوهري في هذا السياق أن نصا إبداعيا يلفت النظر عن اللسان الذي كتبت به وعن اللغة التي توسل بها الكاتب ، وليلي أبو العلا مثلا في نصها الأخير ( حارة المغني ) كتبت نصا سودانيا مئة بالمئة باللغة الإنجليزية وسردا له هوية سودانية وإذاإتفقنا أو لم نتفق في حواف النص أو البناء إلا أن هذا النص يحمل بين دفتيه هوية سودانية لسرد سوداني بطعم سوداني . والتاريخ يحفل بشعراء وروائيين وكتاب سيرة عاشوا ثنائية اللغة وأبدعوا

- ماذا عن الترجمة في الإبداع السوداني والعربي وهل أوصلته إلي الآخر ؟
إذا إعتمدنا اللغة العربية هي اللغة الأم للسودان ونحن جزء من العالم العربي الناطق بها أوصلته الترجمة تاريخيا إلي التواصل إذأن الحضارات النيلية قبل آلاف السنين كانت تعتمد أكثر من لغة ووجود ترجمة ،فهذه الممالك تحتاج إلي بحث تاريخي للدلالة علي إنفتاح الحضارات النيلية علي العالم وتأثيرهم وتأثرهم في العالم القديم . وجوهر الترجمة وأهميتها في الفعل الإبداعي أنها تحقق هوية متخيلة ومعرفة بالآخر وإستيعاب للتناقض من أجل بناء جديد علي معرفة

- هناك من يري أن الطيب صالح أصبح سقفا للرواية السوداني وكل كتابات الشباب الجديدة تدور في فلكه ؟
ما العيب في أن يخرج كل الكتاب من عباءة الطيب صالح ؟مهما كان المبدع فإنه لن يخرج من أرض له وسماء هذه ذاكرتنا وهذه أعلي درجاتها . لست أنا من يقول الطيب صالح سقفا للرواية وفي إعتقادي أن أبسط كاتب يستطيع النفاد من وراء هذا السقف وأعظم المبدعين في التاريخ الإنساني إعترفوا بأنهم تأثروا بكتاب كانوا أمامهم فصمويل بيكتب الكاتب العالمي مثلا  يقول لو لم أقرأ صفحات لدستوفسكي لا أستطيع أن أكتب لا شعر لا مسرحية ولا رواية وهذا يكشف أن التناص لا مناص منه سلبيا أو إيجابيا

-  ظا هرة المسكوت عنه في أوساط الكتاب الشباب أثارت كثير أسئلة حول محاولتهم خرق كل الحجب الإجتماعية وإقامة مداميك خاصة بهم لا تتناغم مع المجتمع ؟

ينتابني قليل شك حول ما يسمي مسكوت عنه ، فلننظر في الرواية وطرائق كتابتها . في إعتقادي الرواية بمآلا تها الآن تحولت إلي ماعون يتسع لكل التجارب الإنسانية دعك من الحكي عن المحرمات الفكرية في العالم العربي وتأثيرها علي الرواية ، هذا كلام جزافي. الرواية مخيال يعبر عن موسوعة إنسانية تحكي عن الإنسان وأوجاعه وروحه التي تتمثل بروح السرد وكل فعل إنساني له تجربته الفكرية والعقلية والإجتماعية و من البديهي في المتن السردي أن يأتي فعل بصيغة يجترحها الكاتب ويحاول من خلالها إيصال رسالته ، الرواية نص مفتوح يلتقط ما شاء له أن يلتقط حسب حساسية الكاتب وخبرته ومعرفته وتجربته الكتابية وتجارب الشباب بها شجاعة وضراوة بدائية ولكنها لا تنفي قولهم الجريء