مئوية فاروق الاول ملك مصر والسودان .
مئوية فاروق الاول ملك مصر والسودان . الخرطوم -كليك برس-عامر محمد أحمد ثمة علاقة تاريخية بين مولد فاروق الأول في الحادي عشر من فبراير 1920م، وسقوط حكم الرئيس الثالث في تاريخ ثورة 23/يوليو 1952م. الفريق أول طيار محمد حسني مبارك، الذى أطاحت به ثورة شعبية في 11/فبراير 2011م. ومابين ميلاد الملك فاروق وسقوط مبارك، تاريخ طويل، ابتدأ يوم اجتمعت شخصيات شعبية مصرية، عقب خروج الحملة الفرنسية وظهور انقسامات في المجتمع المصرى، ألا أن اختيار قائد الكتيبة الألبانية، محمد علي باشا، مؤسس الأسرة العلوية التي حكمت مصر من العام1805م إلي سقوط حكم فاروق الأول. ويعد فاروق الأول، آخر حكام أسرة محمد علي باشا، أول حاكم من الأسرة يجيد اللغة العربية وكذلك أول وآخر من حمل لقب ملك مصر والسودان على الورق، إذ ظلت الحكومة البريطانية تعارض بشدة كل مامن شأنه ربط وادي النيل حتي لو كان الأمر معنويا. الملك فؤاد
مئوية فاروق الاول ملك مصر والسودان .
الخرطوم -كليك برس-عامر محمد أحمد
ثمة علاقة تاريخية بين مولد فاروق الأول في الحادي عشر من فبراير 1920م، وسقوط حكم الرئيس الثالث في تاريخ ثورة 23/يوليو 1952م. الفريق أول طيار محمد حسني مبارك، الذى أطاحت به ثورة شعبية في 11/فبراير 2011م. ومابين ميلاد الملك فاروق وسقوط مبارك، تاريخ طويل، ابتدأ يوم اجتمعت شخصيات شعبية مصرية، عقب خروج الحملة الفرنسية وظهور انقسامات في المجتمع المصرى، ألا أن اختيار قائد الكتيبة الألبانية، محمد علي باشا، مؤسس الأسرة العلوية التي حكمت مصر من العام1805م إلي سقوط حكم فاروق الأول. ويعد فاروق الأول، آخر حكام أسرة محمد علي باشا، أول حاكم من الأسرة يجيد اللغة العربية وكذلك أول وآخر من حمل لقب ملك مصر والسودان على الورق، إذ ظلت الحكومة البريطانية تعارض بشدة كل مامن شأنه ربط وادي النيل حتي لو كان الأمر معنويا.
الملك فؤاد
والد فاروق هو الملك أحمد فؤاد، وكان صاحب ثقافة عالية، ومهتم بالفنون، وصل أحمد فؤاد إلى الحكم صدفة، فقد توفي شقيقه الأكبر السلطان حسين كامل إبن الخديوي اسماعيل، ورفض إبن السلطان حسين كامل في العام1917م، خلافة والده على عرش مصر وتشير كثير من الدراسات إلى رفض كمال الدين إبن حسين كامل للحكم، وتنازله عن العرش لصالح عمه السلطان فؤاد الأول في الفترة من1917م إلى 1922م ومن ثم الملك فؤاد الأول 1922 م إلى وفاته28/أبريل 1936م. الا ان هذه المصادر لم تشر الى رغبة انجليزية في وصول فؤاد على حساب ابن اخيه. تزوج الملك فؤاد الأميرة شويكار وأنجب منها ابنته (فوقية) ثم من نازلي والدة فاروق، تقول كثير من المصادر أن تربية الملك فؤاد لابنه فاروق كانت قاسية وأنها قد انعكست سلبا، على الملك الفنى وساهمت في اضطراب حياته الشخصية والسياسية وكانت سببا في سقوطه مع عوامل أخرى. ويرى الأستاذ الجامعي الدكتور أسامة خليل الأستاذ بالجامعات السودانية، أن الملك فاروق قد حكم في فترة اضطراب شديد، وقبضة استعمارية أخيرة مع ازدياد نشاطات الحركة الوطنية المصرية ضد السراي وضد السفارة البريطانية في القاهرة، وريثة دار المندوب السامي البريطاني، واضاف خليل، أن حسنات الملك فاروق، قد تحولت لسيئات، ومساهمته في تأسيس الجامعة العربية، قال البعض بأنها كانت من بنات أفكار الخارجية البريطانية، وحشده للجيوش للحرب في فلسطين عام 1948م، انتهت بالهزيمة وفضيحة الأسلحة الفاسدة. واوضح دكتور أسامة خليل أن الملك فاروق في سعيه إلى تكريس حكمه في وادي النيل، حاول إقامة جسور مع قطاعات سودانية عديدة، إلا أن الصراع السياسي في مصر والسودان والتدخل الإنجليزي المباشر وغير المباشر ساهم أيضا في التشويش على تحركاته . الملك فاروق لم ينس لبريطانيا حصار قواتها (قصر عابدين ) في الرابع من فبراير 1942 م، واجباره دعوة مصطفي النحاس باشا لتشكيل الوازارة، وقد كان لهذا الحادث تأثيره في انهاء الحقبة الليبرالية السياسية في مصر ودفنها في يوليو 1952. أراد فاروق التنازل عن العرش وامضاء صيغة التنازل، لكن اشارة من رئيس الديوان الملكي، جعلت فاروق يضع القلم، يبحث عن لغة للتفاهم مع السفير البريطاني السير مايلز لامبسون.
شخصية فاروق
يقول المستشار الصحفي للملك فاروق كريم ثابت في كتابه (ملك النهاية فاروق كما عرفته- مذكرات كريم ثابت)"سأقول للقارئ إن فاروق لم يعرف الليالي الحمراء في حفلاته الخاصة، يستوي في ذلك ما كان يقيمه في قصوره الخصوصية أو ماكان يقام له منها في دور بعض اصدقائه. فقد كان الذين يرون "مظاهر "جلساته في الأماكن العامة وخصوصا عندما يكون مجالسنا "الارتستات"يتساءلون عما يفعله في حفلاته الخاصة، ويضيف كريم ثابت -لم يكن فاروق طاغية كما قيل عنه! ومن المؤكد أن الذين لقبوه بطاغية لم يعرفوه على حقيقته.. وإلا ماسموه طاغية! ولكنهم بنوا حكمهم على بعض (المظاهر) وعلى بعض الإشاعات والروايات فوصفوه بالطاغية. في حين أن طبيعته وأخلاقه وتصرفاته كانت بعيدة، وبعيدة جدا عن طبيعة الطغاة وأخلاقهم وتصرفاتهم. كان غريب الأطوار، والحركات، والتصرفات. وكان عنيدا وكان عناده أحيانا يولد مشكلات.. وكان مستهترا، ولكن ليس كأستهتار الطغاة. وكان يظلم في بعض الأوقات، ولكن ظلمه لم يكن من نوع ظلم الطغاة.
حادث الرابع من فبراير
يقول (جيلبرت سينويه في روايته-البكباشي والملك -الطفل -مذكرات من مصر) "بعد مضي شهر على عودة عبدالناصر إلى القاهرة، دخلت قوات رومل يوم الفاتح من فبراير /شباط 1942م إلى بنغازي، واستقبل الخبر بالزغاريد والهتافات. ولم يلبث المئات من طلبة جامعة الأزهر أن خرجوا إلى شوارع القاهرة، وانضمت إليهم الجماهير. طالبوا باستقالة (سري) وتعويضه برجل معروف بتعاطفه مع قوات المحور هو علي باشا ماهر. كان ماهر باشا في السابعة والخمسين من عمره، وكان رجل قانون شهيرا، سبق لوالد فاروق أن عينه سنة 1923م ناظرا لمدرسة الحقوق. كما تولى وزارة المعارف ثم وزارة المالية، وآلت إليه في نهاية رئاسة الوزراء، وهو المنصب الذي ظل يشغله إلى سنة 1937. وقد كان رجلا مستقلا، مشهورا بالاستقامة. تردد الملك، ولكن تردده لم يطل. لعلها الفرصة المواتية لكي يضع حدا ماشاع عنه منذ توليه الحكم : الملك فاروق "يسود ولايحكم"ولعله استشعر أيضا أن الشعب ضرب له موعدا مع التاريخ . وفي الثالث من فبراير /شباط أعفى حكومة سري، وتأهب لتعيين الرجل الذي يطالب به الشعب :علي ماهر. أهي شجاعة؟ أم سوء تقدير؟ أم هي رغبة في تحمل مسؤولية مصيره هو شخصيا ومصير مصر؟ كان ممثل بريطانيا السير مايلز لامبسون يتناول وجبة الغداء بعد جولة قنص بالفيوم لما علم بخبر إقالة سري. قام من المائدة ورتب بنادقه، ثم أعلن للحاضرين وهو يبتسم "أنا آسف لأنني مضطر لترككم، هناك ملك ينبغي أن أخلعه"ولو أن الملك فاروق تم خلعه على يد المستعمر البريطاني، لدخل التاريخ من أوسع ابوابه، ولكن تدخل أحمد حسنين باشا، ساهم في تغيير مصير الملك الذي حكم صغيرا وتم خلعه بواسطة الجيش في 23/يوليو 1952، بانقلاب تحول إلى ثورة شعبية وكان الملك فاروق في تلك الفترة في عمر ( 32 ) عاما ويذهب إلي المنفي الإيطالي، تاركا إبنه الملك الطفل فؤاد الثاني، بإعلان الجمهورية أنتهي حكم أسرة محمد علي باشا. توفي الملك فاروق الأول ملك مصر والسودان في ظروف غامضة في مطعم إيطالي، في 18/مارس 1965. للملك فاروق مسجدا ومقبرة في الخرطوم بأسمه. ومن المفارقات أن المقبرة تقع في شارع اللواء محمد نجيب.