مبدعون سودانيون عالميون

مبدعون سودانيون عالميون محمد نجيب محمد على عدد من المبدعين والكتاب السودانيين إستطاعوا وضع إسم السودان فى خارطة العالم ، إذ أعترف بهم وبما قدموه ، وسعت اللغات إليهم ترجمة وتعريفا به

مبدعون سودانيون عالميون

مبدعون سودانيون عالميون

محمد نجيب محمد على

 

 

 

عدد من المبدعين والكتاب السودانيين إستطاعوا وضع إسم السودان فى خارطة العالم ، إذ أعترف بهم وبما قدموه ، وسعت اللغات إليهم ترجمة وتعريفا بهم ، وقد ظلوا فى مقدمة الكتاب العرب والفنانين فى التشكيل والسينما   لما لمسه العالم فيهم من إبداع وتنوع ومكان سوداني رسموه سردا ولوحة وفنا سابعا . ومن هذه الأسماء فى كتاب الإبداع السوداني العالمي يقف فى المقدمة الروائي الطيب صالح والتشكيلي إبراهيم الصلحي والمخرج السينمائي سعيد حامد والروائي أمير تاج السر والروائي جمال محجوب والتشكيلي راشد دياب والشاعر محمد مفتاح الفيتوري والروائية ليلى أبو العلا والممثل إبراهيم خان والبروفسير عبد الله الطيب بجانب الروائي عبد العزيز بركة ساكن والتشكيلى حسين جمعان وعثمان وقيع الله ومحمد أحمد شبرين ومحمد حمزة . و كانت البيئة السودانية مفتاحهم للوصول للعالمية . والطيب صالح فى رواياته وقصصه جعل المكان السوداني محور سرده فى تشكيل الأحداث وهذا ما لفت الأنظار إلى أدبه فبالرعم من أن الطيب عاش جزءا كبيرا من حياته فى لندن إلا أنه لم ينفك من بيئته وواقعه وماضيه وذاكرة مكان سوداني كان يحمله معه فى حله وترحاله كتابة ولسانا ، و يدل ذلك أن الطريق للعالمية يمر إ من خلال البيئة المحلية .وكذلك نجد أن أعمال الفنان العالمى إبراهيم الصلحى  لصيقة بالبيئة السودانية والتراث الفكري والروحى لأرض الأجداد التى نهل من معينها وعاش فيها ، وفى لوحاته نرى حضورا بارزا لشجرة " الحراز " وهى إحدى المميزات الطبيعية للبيئة السودانية إذ يعتبرها الصلحى رمزا لفوة الشكيمة والإصرار على الحياة رغم فسوة الطبيعة والجفاف .و يقول الصلحي  " اتخذت شجرة الحراز فى أعمالي رمزا للإنسان السوداني البدوي الرعوي الأغبش ، عفيف النفس ، المزارع المتوكل على الله ، الحاصد الصابر القنوع "يقول الناقد والأستاذ الجامعي الدكتور مصطفى الصاوى حقق العديد من كتاب هذا الوطن إنجازات عديدة ومتعددة ، وهجرتهم كظاهرة ساهمت فى وصلهم بالنيل والارض وكل الجغرافيا السودانية واعطت  العولمة خيارات متعددة فى توصي صوتهم إلى شعوب ولغات ومنهم من يعيش فى هذه الثقافات ومنهم من أتاها من السودان ،ويتساءل الصاوى حول بروز أسماء سودانية فى مشهد الكتابةوالتشكيل  والسينما عالميا حول  هذه الظاهرة كيفية قراءتها هل هى حركة لإرتياد آفاق عالمية أم خروج لتحسين شروط الحياة ومتابعة مشاريعهم الابداعية بتوفر العائد المادى والوقت فى تحسن وتجويد كل ما يصبون إليه فى ابداعهم واشار الصاوى إلى أهمية القراءة المنهجية الواعية لسير هؤلاء المبدعين فى صولات إبداعم من أجل تحرير صورة الكاتب المعروف عالميا من صورة الإستشراق التى هيمنت على رؤية الغرب للشرق وأن أغلب هؤلاء الكتاب.السودانيين مع كونية ما يطرحون إلا أن نقطة الإنطلاق الأولى والأخيرة هى المكان السوداني . واوضح الصاوى أن تجربة الروائى العالمى الطيب صالح تعد نموذجا مشرقا لكل كاتب يحاول الوصول لأكبر قطاع من القراء فى العالم إذ إنطلق من بيئة القرية السودانية الصغيرة المنسية إلى أعلى مراتب الكتاب فى العالم إذ تم إختياره من ضمن أعظم مائة كاتب عالمى ساهموا فى الحضارة الإنسانية وأنه كان يستحق جائزة نوبل فى الآداب ولكن تبدو أن هناك إعتبارات أخرى لهذه الجائزة مع إبداع الكاتب .

 

 

الدكتور مصطفي الصاوي

 

وقال الصاوى أن التشكيلى العالمى إبراهيم الصلحي قد إحتل مرتبة عالية فى الفن التشكيلى العالمى بتوظيفه موروثه الشعبي ورؤى جماعته التشكيلية مدرسة الخرطوم  للكون فى لوحاته إضافة إلى تنظيراته فى الفن التشكيلي وهوقامة سامقة تخطت تخوم المحلية إلى العالمية ، باقتدار ، بما إمتلكه من  طاقات فنية ، وفجر قدراته التى استلهمت التراث والموتيفات التراثية فى تفاعلها باعتبارها البداية والمنطلق ، وينطبق هذا على شبرين وحسين جمعان ، وكمالا إبراهيم ومحمد عبد الله عتيبى . أما فى مجال السينما نجد المخرج سعيد حامد والممثل ابراهيم خان وفائزة عمسيب والسنى دفع الله . ويمكن فى هذا الصدد الإشارة للمبدع د. وجدى كامل خلال افلامه القصيرة ، وكذلك الوثائقية . ويضيف الصاوى فى مجال الشعر لا يمكن تجاوز الشاعر محمد مفتاح الفيتورى عاشق افريقيا ، والصوفي المتبتل فى محراب العشق الإلهي ، هو نسيج وحده إضافة لمسرحياته الشعرية ، وحراكه من مصر لبيروت وليبيا والمغرب . وتميز الفيتورى بقدرته على تطويع الثقافتين العربية والافريقية فكان صوتا فريدا ، متميزا وله العديد من القصائد التى ترجمت الى لغات أخرى ، ويدخل فيما سبق روضة الحاج التى لمعت على المستوى العربي .

 

 

البروفسير محمد المهدي بشري

 

واشار الصاوى إلى ماوصلت إليه أعماله من ترجمات للغات الحية من  إنجليزية وفرنسية وايطالية والمانية وروسية ولغات أخرى  ، بالإضافة  للكتاب السودانيين الذين وصلوا للعالمية نجد عبد العزيز بركة ساكن الذى ترجمت رواياته إلى عدة لغات والروائي منصور الصويم الذى ترجم إلى الإنجليزية والفرنسية  . ولا يمكن تجاوز الروائية ليلى أبو العلا التى كتبت نصوصا باللغة الإنجليزية . وفى روايتها " المترجمة والمئذنة "معالجات لعلاقة الأنا بالآخر فى فترة ما بعد الإستعمار وولوج آفاق العولمة . وهى بالمحصلة فى قلب العالم وهناك أمير تاج السر صاحب مهر الصياح وسماء بلون الياقوت وتوترات القبطي وآخر رواياته جزء مؤلم من حكاية وترجمت رواياته للغات عديدة ووصل لمرتين للقائمة القصيرة للبوكر ونال جائزة كتارا ورشحت رواياته المترجمة لجائزة افضل الأعمال المترجمة فى العالم . وتبقى الإشارة أيضا إلى عثمان وقيع الله الحروفي السوداني الذى حقق إنجازات شامخة فى الخط العربي . بينما يذهب الأستاذ الجامعي والبروفسير الناقد محمد المهدى بشرى إلى أننا بدءا لابد أن نتساءل عن ماهى العالمية ؟ وهل هناك معيار متفق عليه ؟ عادة بالنسبة لنا يقصد بالعالمية الوصول إلى الغرب والقبول هناك ، وهذا تدخل فيه معايير أخرى ، لأن هنالك أعمالا كتيرة كبيرة لم تجد حظها فى الترجمة ، أو المبدعين لم يصلوا اوروبا لسبب ما ، فمثلا نجيب محفوظ إهتموا بترجمة أعماله وكذلك الجامعة الأمريكية وقام الناقد حمدى السكوت بترجمة بعض أعماله وهو متخصص .

 

 

ابراهيم الصلحي

 

ونجيب يستحق نوبل حقا ولكن لو لم تترجم أعماله لما نالها . وبالنسبة للطيب صالح والصلحى والآخرين هؤلاء يستحقون أن يتم تقديرهم فى اوروبا لأنهم بالمعايير الأوربية متقدمين ، لكننا مثلا نجد أن الإحتفاء برواية الطيب صالح موسم الهجرة للشمال أكثر من بندر شاه مع أن أعمال الطيب صالح لا تتجزأ وكما قال الناقد عبد الرحمن الخانجى أعمال الطيب صالح رواية كبيرة لا تتجزأ وكلها تدور حول مكان واحد " ود حامد " والشخصيات هى نفسها . ويضيف بشرى لما ظهرت رواية امريكا اللاتينية وظهر ماركيز كانت تعبر عن واقع امريكا اللاتينية ما سمي بالواقعية السحرية ، واستحقوا فعلا تقدير اوروبا والعالم الأول وفرضوا كتاباتهم وابداعهم واجبروا اوروبا على تغيير المعايير النقدية فى الرواية مثلا ، وبالتالى لا توجد معايير ثابتة لتحكم بها ،وهناك نماذج لكتابات لم تجد حظها من القبول فى اوطانها ولكنها فى الغرب وجدت حظها لقراءة الغرب الأخرى بزوايا نظر سياسية أو إستشراقية ..واشار بشرى إلى مقولة الروائى الطيب صالح بأن  " المحلية هى طريق العالمية " لأن المطلوب من المبدع أن يعبر عن واقعه وهويته الثقافية دون أن يغازل المعايير الأوربية وهذا ما فعله نجيب محفوظ وول سوينكا وماركيز واستحقوا نوبل عن جدارة ، والصلحى يستوحى التراث ويحاول أن يفجر فى التراث امكانيات كبيرة وبهذا الفهم احتل موقعه العالمي . والطيب صالح قال أنه لا يوجد شىء متفق عليه  اسمه العالمية ، بالتالى الفنان إذا قبله الغرب أو لم يقبله لا يعتبر ذلك خصما منه ، وساهمت كتابة ليلى ابو العلا بالإنجليزية فى إنتشارها واسعا فى العالم وإن حد ذلك من إنتشارها عربيا وهنا تأتى المفارقة  ،.وأوضح بشرى بأن ترجمة الشعر من أصعب الترجمات بما يحتويه بداخله من صور وقراءات متعددة وظاهر وباطن ولغة رؤيوية لذلك تجد أن كبار الشعراء السودانيين وعلى رأسهم محمد المهدى المجذوب وجيلى عبد الرحمن وتاج السر الحسن وعبد الله شابو على الرغم من معرفتهم عربيا وقراءتهم نقديا لم يجدوا حظهم من الإنتشار عالميا لعدم ترجمة أعمالهم الخالدة

 

 

الفبتوري