المرأة والرجل.. حداثة (الشلب)والفهم الخاطئ..
المرأة والرجل.. حداثة (الشلب)والفهم الخاطئ.. الحسين جملي ... التنازل الطوعي عن الحقوق بين الرجل والمرأة يكون نتاج حب بينهم . فالاختيار للشريك الجيد يحتاج رحلة طويلة ومضنية في التفكير لإتخاذ القرار
المرأة والرجل.. حداثة (الشلب)والفهم الخاطئ..
الحسين مجلي ...
التنازل الطوعي عن الحقوق بين الرجل والمرأة يكون نتاج حب بينهم . فالاختيار للشريك الجيد يحتاج رحلة طويلة ومضنية في التفكير لإتخاذ القرار، لحياة تنشد السعادة والاستقرار الاسري .. وهو مايسمي بالغرائز الابتدائية او الأولية لإستجابات حيوية و كيميائية جينية هدفها خدمة الجنسين في صراعهما من أجل ايجاد الدفء في الحياة . والغريزة الجنسية ما هي الا استجابة كيميائية هرمونية لأوامر جينية لاختيار الشريك ، وهي بنفس الأهمية للذكور والإناث. مايجعل البحث من أجل هذا الشريك يدخلهما في صراعات متعددة تدور في فلك للبحث عن الرضاء من جانب الأسرة أو المحيط العام، وهذا البحث يدور كذلك في حلقة تتفاوت في عنفوانها للسيطرة احيانا علي الاخر وإخضاعه. وان نظرنا للصراع كإرث تاريخي نجد ان هذا الصراع (متوهم) ويزيد وقت الحوجة له وينقص عند استجابة اي من الطرفين للاخر . واستطاع جل الطرفين ان يسخرا الدين و الادب والفنون لخدمته . و من السذاجة التعامل مع هذا الصراع دون النظر الي شكل هذه المصالح في اي صراع يدور بين الطرفين. وتصور الصراع بأن علاقة الرجل والمرأة هي بالفعل صراع بين ذكر وأنثى بهدف إخضاع طرف للاخر ففي ظني انه صراع متوهم ، وبرد فعل مضاد يقصد به الحصول على المساواة الحقوقية للوصول الي توازن نوعي في شكل صراع المصالح الدائر في مرحلة زمنية معينة . وعندما نسترجع شكل الصراعات في مجتمع نجد ان هناك ظرف معين ادي الي هذا الصراع نتج من افتقاد طرف ما لمصلحة معينة... وزاد من تبعات العبء على كاهل الطرف الآخر ، سوف نكتشف ان نظرنا بعين البصيرة أن واقع الصراع كان بين رجل ورجل على أنثى جاذبة، وصراع آخر بين مرأة ومرأة على ذكر جاذب .اي صراع الجاذبية بعنفوانها للامتلاك والانفعال للسيطرة .. فالرجل مبرمج جينياً للحصول على ملذات الحياة من طيبات وثروة وسلطة وعند امتلاك الانثي المتنافس عليها يجعل من بقية الرجال ( يجرون العشر ) ويرفع راية الانتصار . وفي المقابل تصارع النساء النساء للثروة والسلطة والرجل الجاذب حتي يصلوا الي مرحلة ( الشلب) . اي الاستحواذ علي الذكر المناسب....
هنا ظهرت فكرة سن القوانين والتشريعات التي تحجم الجموح للحصول على المزيد من المكتسبات الغير مقبولة ليس لاكتساب الشريك الجاذب فقط وانما لوقف شهوات الاستلاب والسيطرة .. فظهرت القوانين والتشريعات واختلفت من مجتمع لآخر واصبح النقاش في اي التشريعات افضل او يناسب الحوجة .. الي درجة افقد كلي الطرفين خصائصة الانسانية . ماجعل من المراة تصارع المراة والرجل يصارع الرجل . والهدف هو الرغبة في الامتلاك وحينما لايوفق اي من الطرفين في الامتلاك يمارس دور الضحية .. اما ظهور الصراع في مجتمعاتنا السودانية وظهوره بهذا الصوت العالي كان نتاج التحول الحضري المفاهيمي علي حساب القروي ففكرة المدينة والفرص التي توفرت للمراة في التعليم والوظيفة جعلت منها تطالب بمزيد من المساوة بينها وبين الرجل معتمدة علي مكاسبها وخبراتها المعرفية.. دون النظر من كلي الطرفين لضرورية الاحترام المتبادل والتعايش التكافلي في مجتمعات المدينة التي تزداد تعقيداً بسرعة هائلة نتيجه لما فرضته تكاليف المدن الباهظة. وفرضية الانفصال من عوالم الرجال او انفصال الرجال من عوالمهن . الهدف بالأساس هو استعادة سلطة الانا علي الاخر او ما استولى عليه كلي الطرفين بغرائزهم التنافسية ضد بعضهم البعض. مايجعل من الصراع لا يراعي لحماية البناء الأسري من التفكك وضياع الأطفال في مجتمع متداخل ومتشابك. هذا الصراع فرضته الانوات الذكورية و الانثوية وجعلت منه مرتع خصب للتكسب عبر رفع راية وبوابة المطالبة بالحقوق ... وبما ان خير الدنيا يكمن في وجود مراة صالحة ورجل صالح لبناء تشاركية اسرية بين الرجل والمراة تهزم الانوات اي جمع انا في شكل العلاقة بينهم....
باختصار ، إن تقديم الصراع بين المراة والرجل ما هو في الحقيقة الا سوى محاولات تحوير سطحية لطبيعة الصراع الأزلي واستدعاء مرارات الامس وتسويقها لتاسيس دور الضحية والسعي لمزيد من المكتسبات ، مع عدم المقدرة علي ترويض المصاعب لصالح التعايش الحضري . فكلما اتسع وانتشر التحضر والاستقرار جاءت معه ضرورة التقارب والتجازب بين الجنسين، ولكن بمجرد الانفراط في التطرف يتخلخل العقد الاجتماعي ليعود الصراع القديم إلى طبائعه الغريزية الأولية ، صراع رجل ضد رجل على كل شيء بما في ذلك الإناث... ويكون الخاسر المفهوم الانساني الساعي الي انشاء صرح انساني بمفاهيم تكسر الانا وتكبح الغرائز وتبني مستقبل ملئ بالتفاؤل .فكونوا انسانين بمفاهيم انسانية ولا تكونوا مختلفين فتهزموا بمفاهيم الفهم الخاطئ للتطور والحداثة ....