قراءة في ديوان سوانح امرأة عادية .لنعمة إبن حلام

قراءة في ديوان سوانح امرأة عادية .لنعمة إبن حلام ( شعر الفطرة وسماحة الحنايا والداخل ) عز الدين ميرغني . قرأت بمتعة النص ديوان الشاعرة المغربية نعمة . والعنوان كتابة أولى للنص . عنوان جاذب وفيه نفحة الكتابة الأنثوية الناعمة . حيث السوانح هي الدواخل متاحة دون تبذل او سذاجة

قراءة في ديوان سوانح امرأة عادية .لنعمة إبن حلام

قراءة في ديوان سوانح امرأة عادية .لنعمة إبن حلام

 ( شعر الفطرة وسماحة الحنايا والداخل )

عز الدين ميرغني .

 

 

 

قرأت بمتعة النص ديوان الشاعرة المغربية نعمة . والعنوان كتابة  أولى للنص . عنوان جاذب وفيه نفحة الكتابة الأنثوية الناعمة . حيث السوانح هي الدواخل متاحة دون تبذل او سذاجة .  فهي تدعوك لتقرأ بوحها وتتماهى مع زمنها الداخلي  . وغنائيتها الخاصة المغناة.  والديوان كله بالفصيح حيث تثبت فعلا بأن تقنية التفعيلة لم ما عندها بعد . والقصيدة  الأولى استهلتها بالشعر الكلاسيك الموزون والمقفى في مدح  والدها  وهو خير استهلال تكشف عن ذات  محبة ووفية . تستخدم تقنية التكرار الغير ممل . ( سلام ) والتأكيد هنا لحبها  . فالقصيدة تمثل الصدق العاطفي مع قوة الشكل الفني . فجاءت بلغة رصينة وقوية . وهي نادرة في الشعر النسائي العربي . وانت تتوغل في الديوان . تكتشف لغتها الفصيحة والتي تأتي من ذاكرة قوية وقاموس لمفردات فصيحة منسية . تنفض عنها الغبار وتضخ فيها من دم الحداثة وما بعدها . فتقول ( تتهاطل الرحمات ) .

 

 

 

( وهسيس الماء طوفان ) . ظمئت فاسقني جمارا ) . ومن غيهب  الجب . وبوح الطلول . ان الغنائية في هذا الديوان في قمتها د ولكنها غنائية ذات تسمو الي العلياء والي منابع النور والضياء . شعرها توظف فيه مفردات الطبيعة الرومانسية لكي تعانق روحها به الضياء والسماء البعيدة  . فتقول ( أوشكت ان أستنشق الحياة والضياء والمنى / وابعث الرماد والحطام والردى / أطير للزرقاء في عليائها / اشدو حداء الغيم موجات الصدى / مستلهما روح القصيد إذ همى / مستنفرا جيش الحروف والرؤي / . فهي في رحلة السمو والعلو تستنفر حروف الشعر عندها . وهي كانثى لم تنكسر ابدا في شعرها لعاديات الزمن . فدائما تكتب بأن لها امتداد ينادي .
كلما اجتاح صدري أنين القوافي / او تصدت لنبعي رمال الفيافي / او تخطي خيالي بديع يجافي / أعلن الحرف ان امتدادي ينادي .
فهي شاعرة ممتلئة بالفال ومنفعلة بالجمال الذي يملأ سوانحها سماحة . ( النور يملأ مهجتي / تحيل كامل وحشتي / . فهي تضخ الأمل في سوانحها وحناياها حتى انها تامر حواليها بأن ( لا تحزني / لا تدمعي/ لا تجزعي / بل تعتز بانوثتها في كبرياء . في قصيدتها الرائعة ( انا النعماء )
انا النعماء يا قومي / باحلامي / بامالي / اجوب الكون
اجوب الكون اقمارا فاشدوه بالحاني  واوتاري الانوثية.  

 

 


يمتاز خطابها الشعري بلغة رصينة وعميقة ولكنها ناعمة . وذات مقدرة بلاغية عالية . بدون صنعة او تكلف . تستخدم السجع والاستعارات والتعبيرات الخاصة وتزخرف وتلوين اللغة وتكرر الجملة والمفردة لتاكيد ذاتها وسوانحها.  ولغتها لا تستنسخ نفسها ولا تعيد إنتاجها . وهي بذلك تؤكد شاعريتها الراقية والقوية فلها التحية
عز الدين ميرغني