المــــيــارم

المــــيــارم                                                                                   هاجر محمد يوسف علي دينار هذا انا وقبل الف عام كنته     وإن ابيته أصونه     محمد المكي ابراهيم  الويل لأمة تجهل تاريخها وتراثها وما خطته اجيالها في دروب الكان ليكون

المــــيــارم

المــــيــارم

                                                                                  هاجر محمد يوسف علي دينار

هذا انا
وقبل الف عام كنته
    وإن ابيته أصونه

    محمد المكي ابراهيم 

 

 

 

 

الويل لأمة تجهل تاريخها وتراثها وما خطته اجيالها في دروب الكان ليكون 
يحيط بتاريخ دارفور السابق لنشأة سلطناتها المسلمة , ضباب كثيف , فقد حجب طول العهد وانعدام المصادر المكتوبة ، كثير من الحقائق المتصلة بحياتها في ذاك الزمان الغابر وحلت الحكايات الخرافية الاصول ، محل الروايات المثبتة ، الا أن المؤرخين ، اتفقوا بعد مقارنة تلك الحكايات وتمحيصها في ضوء نتائج الحفريات الاثرية التي قام بها بعضهم , علي نقاط اعتمدت علي صحتها ، واخذت مأخذ الحقيقة ، مالم يجد في عالم البحث جديد يهدم ما اتفق عليه.
*زمانيا – كل رواية منطقية تعبر عن تاريخها – كأجابة عن الزمن والطقس الذي يخلق تصنعه ، إذ ليس هناك عمل ، يتموضع خارج الزمن وخارج معطيات التاريخ وبالتالي فن الحكي , عريق في تاريخ ثقافاتنا ، التي انتجت اروع ادب الروايات ، و العلاقة العضوية بين الادب و التاريخ ، تتجلي بصورة و اضحة ، وتتجسد في الروايات التاريخية التي ترصد وظيفتها الثقافية و الاجتماعية ، وقد اشار جورج زيدان ، ان عامة القراء لا يقبلون علي قراءة التاريخ الا اذا تم توظيف فن الحكي في خدمة المعرفة التاريخية .
*موضوعنا عن الروايات المتداولة عن الميارم في دارفور ، هناك سحب داكنة حجبت كثير من مساهمات الميارم و المرأة الدارفورية في الخفية و الامعان وكذالك اسقاط دورها الطبيعي في تحريك كثير من المسائل الاجتماعية و السياسية , ويعزي ذلك لقصور الاعلام الكفيف البصر و الاهمال الواقع علي المنطقة .
*قبل دخول الاسلام دارفور ، كانت للمرأة وضعيتها الاجتماعية المتميزة شعبيا ورسميا ، ولها موقعها المنسجم  مع الاعراف و التقاليد ، ولكن من ظواهر دخول الاسلام في بلاد الفور دخل كدين و معتقد ، وحضارة ارقى و اسمى ، وقد تمت عملية التلاقح بين الاسلام و الاعراف و التقاليد المحلية ، بشكل حضاري تشابكا و تداخلا ، فأنتجت الميارم الدارفوريات بشخصيتهن وحقوقهن الشرعية ووعيهن الحضاري المتقدم .
*تأثر الواقع ذاك بوافد الثقافات الافريقية مع التخصيب المحلي ، وكانت دارفور القابلة التي اخرجت جنينا دارفورياً له  ثقافة تتسع ومعطياتها وتشكل المجتمع بالتأثيرات المتداخلة بين مستوي الطبقات الحياتية ، بمعني إقبال ارقي لخدمة المواطن علي اصول منظمة غير متناقضة ( قانون دالي الاسلام الاعراف و التقاليد ثقافات واردة ) 
*مسمي ميرم جاءت من مملكة وداي ، وترمز للمرأة التي تجيد أعمال الطبخ وتجود ما تقوم به في الحياة سواء في المنزل أو الحياة العامة  وقد تم تحول مسمي الميرم حصريا للاتي ينتمين للأسر الحاكمة وبالتالي برزت لها وضع اجتماعي عالي ( بروتكولي ) وبذلك كانت لهن مواقف وافعال تاريخية .
*مسمي فاشر ايضا والتي تفهم الان الفاشر عاصمة شمال دارفور الا أن المسمي متداول لدي اغلب سكان الحزام الافريقي ، جنوب الصحراء ، وايضا في مملكة الفونج وتعني مجلس السلطان  أو الباحة ، موقع له فهم حصري كما يقال في دارفور ( أبوجنقور في فاشر ما عنده رأي ) في مدينة حلفايا القديمة ( فاشر الشيخ عجيب ) مكان التجمعات الرسمية و الاحتفالات .
*مسمي ميارم تقابل مثلا في مصر و تركيا و السعودية مسمي (اميرات ) وبالتالي تنتمي للاسر الحاكمة .
*انتشرت تلك الثقافات الواردة علي المرأة عموما في دارفور و للميارم دور كبير في ذلك اجتماعيا .
عدد ( آركل ) كثير من مظاهر تأثير البرنوا علي حياة  دارفور ، منها تقسيم المملكة الي اربعة وحدات ادارية ، واتباع المذهب المالكي وتسمية اميرات القصر بالميارم،  التي مفردها ميرم ، هناك تأثير آخر علي ثقافات الميارم و المرأة و التي جاءت مع الاتراك و المصريين ، مثل فن الطهي ومدخلات مأكولات جديدة غير معروفة لدي المجتمع المحلي أضف لذلك تنوع تركيب العطور في الزيجات و الافراح أضافة لفن حياكة الملابس ، وقد اجتهدت الميارم واضفن ما يناسب من المواد المحلية  لتناسب المذاق و الذوق المحلي .
* أول مراءة تدخل سجل التداول التاريخي و الروايات ،  كانت في مملكة الداجوا، الذين جعلوا جبل كورا عاصمة لمملكتهم ، بها تسعة و تسعون جبل وواحد منفرد ، وتقع علي بعد 16 ك/م شرق نيالا  عرف سكان منطقة الداجوا  بولعهم بالطرب و الموسيقى وهم أول من اخترع الآلات الموسيقية في دارفور، مثل آلة الكربي ، وصفارة الابنوس ، والنقارة بأحجامها المختلفة .
*آخر سلاطين الداجوا هو ( عمر قاسيا ) وهو (كسفروك) أي الذي انتصر علي الفروقي بلغة الداجوا , كان جبارا وقاسيا ، عرف عهده بالارهاب و العنف ,،استنكر أن يكون هناك تسعة وتسعون جبلاً وواحد منفرد ، فأمر بضم الجبل لتكون مئة (جبال ام كردوس ) فمات كثير من السكان ، وأخذوا يبحثون عن حيلة ، للتخلص من السلطان ،فذهبوا الي الميرم ( عرجون ) والدة السلطان  فأعطتهم الحل .
بأن يحضروا تيتل ضخم ، ويذبحوا بقرة ويستعملوا جلدها كحبال لتثبيت السلطان ، فأوعذت للسطان بذلك، ليكون سلطان العالم لابد من ركوب التيتل ،  فأحضروا التيتل وجاء السلطان و سط الزغاريد و الدفوف ،  نفذ السلطان الأمر و انطلق التيتل كالريح في الغابات، وتقطعت اعضائه ووجدت آخر قطعة من جسمه في منطقة تشادية حيث وقع التيتل ومات .
* الميرم  ( حواء) زوجة السلطان تيراب 
كانت هناك مناوشات وحروبات بين سلطنة وداي و دارفور ، كل يريد ضم الآخر له ولما ارهقت الصدامات المسلحة الطرفين ، اجتمعت الميارم بالمجتمع النسائي ، وفكرن في وسيلة سلمية لأنهاء الحروبات بين السلطنتين ، ففكرن في ارسال طعام الي سلطان وداي لخلق علاقات حسنة فصنعن المندولة بمواد محلية ( كالترمس ) تحافظ علي الطعام لفترة طويلة طازج و بنفس مستوى  الطهي،  أخطرت السلطان بفكرتها ووافق ، ثم صنعن أكل بمستوي جيد ووضع الاكل داخل المندولات، وارسلت الي سلطان وداي فأندهش من جودة الطعام وطريقة الحفظ ، أرسل بالمقابل هداية قيمة لميارم دارفور و السلطان ، فهدأت الامور وتحسنت العلاقات السياسية و الامنية بين السلطنتين .
* الميرم ( زمزم ) بنت السلطان محمد الفضل 
كانت تلقب بساتر العروض 
كانت تمارس التجارة بين مصر وتركيا وترعي الزواج الجماعي بما تيسر  
- الميرم ( زهراء ام بوسا ) 
هي اخت السلطان ابراهيم قرض 
كانت لها حاكورة ، تديرها بنفسها في منطقة كورما ولها مزرعة تدير العاملين عليها .
- الميرم ( عرفة ) 
كانت في مجلس إدارة السلطان ابراهيم قرض 
ويقال حسب الروايات المتواترة،  كانت بينها و الخليفة عبدالله رسائل  لانها كانت سلطانة في الظل .

- الميرم ( كلتوم ) 
كلفها الامير عبدالرحمن ابن السلطان تيراب بعد وفاته , لتكون حكماً بين ابنها محمد الحبيب واسحق , وذلك تقديرا لرجاحة عقلها وتقيمها للامور بحكمة ورؤية .
وضع الامير عبدالرحمن ، أسدين في البوابة التي تقود اليه مباشرةً ، عندما حضر محمد الحبيب ورأي الاسدين  تفادى الدخول وعرج لمدخل آخر ،  أما اسحق ، زحف علي الارض واصيب بجراح كثيرة حتي سال دمه ، ووصل للسلطان – فقال لها: ابنك ام اسحق ؟ فقالت اسحق وبعد ذلك  أوكل له السلطان إدارة القصر وإدارة توفير الغذاء للجنود وزعماء القبائل و الضيوف اصحاب الشأن، وإدارة مراجعة مالية ماسبق  .
- الميرم ( تاجة ) شقيقة السلطان علي دينار
كانت اكثر الميارم شهرة ، لشهرة علي دينار، كآخر سلاطين دارفور، وقد اكتسبت خبرات ومعارف من الميارم السابقات ، كانت في مجلس السلطان تشكل راي وسوط،  في معركة سيلي كانت من ضمن الاسواط المباشرة،  لتعيين رمضان قائدا للجيش بدلاً عن سليمان في معركة سيلي ، تزوجت فضل ابو حيان وتطلقت منه، وتزوجها جلقام، كانت لها دور في تشجيع المغنيات ،و لها دور بارز في مراسم وداع القائد رمضان لمعركة سيلي .


هوامش 

Kingdoms  Of  The Sudan
Prof. hill
   Sudan notes and records
Arkell  volume23
    تاريخ   دارفور السياسي
موسى المبارك
نساء حكمن العالم
د.الحاج حمد
الفور والارض
د/ابوسليم
شفاهي
بروفسير ابو القاسم سيف الدين
شفاهي 
فوزية عباس 
شفاهي 
حامد على نور 
تشحيذ الاذهان 
محمد علي التونسي