دراما - ال YouTube 

دراما - ال YouTube  أبوطالب محمد..   شاهدت في غضون الشهرين السابقين ومازلت عدد من الأعمال الدرامية السودانية المبثة عبر تطبيق اليوتيوب. وهي: المحينة (محمد عبد الله موسى)، وحسن تسريحة(وراق)،و الدعيتر (مختار) وجبريل (أبوبكر فيصل)، وبليل(أشرف بشير)،

دراما - ال YouTube 

دراما - ال YouTube 
أبوطالب محمد.. 

 

 

 


 شاهدت في غضون الشهرين السابقين ومازلت عدد من الأعمال الدرامية السودانية المبثة عبر تطبيق اليوتيوب. وهي: المحينة (محمد عبد الله موسى)، وحسن تسريحة(وراق)،و الدعيتر (مختار) وجبريل (أبوبكر فيصل)، وبليل(أشرف بشير)، وفضيل (عبد الله عبد السلام). لفت نظري تضاعف وتزايد الحلقات وإقبال المشاهدين معجبين ومعلقين، ومنهم من ألزم الصمت واكتفى بالمشاهدة أو المرور السريع دون إبداء رأى، والصمت أبلغ حديثا . فانبدأ بالخلفيات التي أدت إلى ظهور هذه الحلقات عسى تعكس واقع الممارسة الدرامية في الحاضر و المستقبل. إذا استمرت هذه الحلقات في البث المتسارع سوف تقضي على مسرح الخشبة أو الفرجة التقليدية بالمعنى الحديث لفرجة التطبيق. فقطعا سوف تستمر نسبة لتجديد مساحات التقنية التطبيقية على برامج الوسائط، ويظل مسرح الخشبة وجمهوره في صراع محتدم والبقاء فيهما للمفيد؛ إذن ظهور هذه الحلقات الدرام-يوتيوبية كما اعتقد له حوائج لأمرين أساسيين هما:- أولا: سهولة الإنتاج أو قلة تكاليف الحلقة، بحسبان أنها لا تتجاوز الربع ساعة مما لا تتطلب مبالغ تعثر قيام الفعل الدرامي. وفي أحايين أخرى تتأسس فنيا عفو الخاطر أو بالمزاج أو بالأحرى في وقت الفراغ أو الدخول المتاح في وسائط الميديا إلا من أبى أو حرمته الظروف من امتلاك تقنية يوتيوبية أو الجهل في التعامل معها. وسبب تالي يدرج للأمر الأول ساهم في إنتاجها وبثها التأسيس المتاح للقنوات على تطبيق اليوتيوب للأفراد أو الجماعات. هذا الأمر ساعد في ظهورها بصورة ملفتة للنظر و اكسبها قاعدة جماهيرية أوسع لكافة فئات المجتمع. وهو أقرب إلى ظهور فرق النكات في العهد البائد، والفارق بينهما أكبر، حيث فرق النكات ضمت هواة نكتة واكتفوا بذلك. منهم من خدمته موهبته وتسلل للممارسة الدرامية وقدم فيها ما يستفاد ومنهم من طوته سجلات النسيان.

 

 

 

أما دراميو الحلقات معظمهم دارسين ومختصين وموهوبين لهم إسهامات واضحة في المشهد الدرامي أخشي عليهم التلاشي إذا افرغوا الرسالة الدرام-تيوبية من محتواها ومغزاها و أهدافها. ثانيا: غياب الممارسة المسرحية/ الدرامية في الفترات السابقة وهو غياب له مبرراته بسبب الجائحة الوبائية(كوفيد19) مما مكن هؤلاء الشباب فتح قنوات درامية على التطبيق تساعد في سد فجوات التلقي للمنتوج الدرامي السودانى المعاصر. ومنهم من ابتدر هذه الفرجة منذ فترات قبل الجائحة نسبة لقلة الإنتاج في مجالات الدراما الأخرى الذي حجب عرض بضاعتهم الفنية للملأ. و الأسئلة التي أطمح في طرحها هل ممارسة الدراما السودانية بهذا البث فتح مسار جديد للفرجة السودانية؟ وهل استمرار هذه الحلقات سوف يقضى على الممارسة الدرامية المعاصرة ، أما يظلان الاثنان في جلب فرجة ومتعة تؤثر إحداهما على الأخرى؟. وهل الظروف المتاحة لبث الدرام- يوتيوبية ممكن يسهم في استمرارها؟. لأني أرى الكثير من الحلقات في طريقها للانقراض لأنها تقدم في مادة فنية موغلة في التنابذ والتهارش بالألفاظ على سبيل المثال لا الحصر حلقات ( بليل وفضيل)، ظللت لفترات طويلة أتابع حلقاتهما بكثير من الشغف وجدت فيهما الذم في أقصى درجاته. أرجو في حلقاتهما القادمة أن يقدما مادة درامية تحمل رسالة فنية تخلو من التنابذ. ولا تخلو أيضا الحلقات الأخرى من سخرية الجماعات العرقية. هذا الأسلوب قد يؤدي في المستقبل إلى انقراضها أو انقراض بعضها لأن المشاهد سرعان ما يلمح أساليب الكيل غير المجدية المصحوبة الرسالة الفنية. أخلص مما ابتدرت من نقاش آملا أن يثير الكثير من التساؤل، والاضافة، والملاحظة حول مستقبل الدراما الوحدوية المشاهد أي الدراما التي تصد حوارات التلقي وتكتفي بحوار اللايك. أطمح في دراما تضج فيها منصات الفرجة متفاعلة و مشاركة داخل بناء الفعل الدرامي ، وتحلق بنا في فضاءات الثقافة الوطنية وتوجهات التقنية المستحدثة المشرعة على قضايا الوحدة والتنوع