مستويات النص السردي

مستويات النص السردي نفيسة زين العابدين رغبت هذه المرة أن أكتب عن روايتي الجديدة(6666)، وأن أحتفي بدراستي للسانيات التي جعلتني أكثر نضجا

مستويات النص السردي

مستويات النص السردي
نفيسة زين العابدين

 


رغبت هذه المرة أن أكتب عن روايتي الجديدة(6666)، وأن أحتفي بدراستي للسانيات التي جعلتني أكثر نضجا هذه المرة في كتابة وقراءة النص السردي بطريقة أكثر احترافية. ما حدث هو أن رؤيتي لفهم مصطلح الرواية نفسه قد اختلف، ووعيت لأدواتي في صياغة النص السردي، وقد تضمنت تحليل الخطاب السردي، والسيميائية الاجتماعية، وعلم الاصوات والدلالة، وبناء الجملة، وعلاقة اللغة بالهوية، وعلم الاجتماع، والاثنوغرافيا.  مثال بسيط لذلك، اسم  الرواية سيبدو للقارئ العادي على أنه مجرد رقم. لكن هل هو فعلا كذلك؟  هل يحتوي على سيميائية معينة؟ ماهي دلالاتها؟ هل يحتوي على دلالة ما بعينها؟ ما هي تلك الدلالة؟  ماهي دلالة ترتيب الاشياء التي على الغلاف؟ ما دلالة اللون؟ لكن ما رأيك عزيزي القارئ أن نترك اكتشاف الرواية، ومن ثم اجابة الاسئلة أعلاه لتقديراتك الخاصة؟
سأكتب هذه المرة عن موضوع  مرتبط بالحديث عن روايتي المرتقبة، لكنه في العموم. سأكتب عن الفرق بين القصة والسرد.

 


فرق الروائي الانجليزي ادوارد مورغان فورستر بين القصة والحبكة حينما اعطي مثالين لذلك. (مات الملك، ثم ماتت الملكة). (مات الملك، ثم ماتت الملكة من الحزن).  الجملة الأولي قصة، والثانية حبكة، لأن عبارة (ماتت الملكة من الحزن) تتطلب سلسلة من الاحداث المتناغمة تبين لماذا ماتت الملكة من الحزن. وتسلسل مجموعة من الأحداث يتطلب بناء فني ولغوي بعكس القصة أو الحكاية.
نجد أن معظم القصص تتضمن سلسلة من الأحداث بدلا من مجرد حدث واحد. مان فريد جان قدم تعريفا للقصة على أنها سلسلة من الأحداث والأفعال التي تشمل الشخصيات. لكن ما الفرق بين القصة والخطاب؟  في بحثي عن اجابة لهذا السؤال استوقفني مقال، لم يذكر اسم كاتبه، يوضح الفرق بين المجالين. جاء فيه أن المنظرون في السرد اتفقوا على وجود مستويين على الأقل في النص السردي. الأول: شيء ما يحدث، وهذا الشيء مترابط بطريقة معينة. وبعبارة أخرى، (ماذا يقال؟). والثاني، ما يجب أخذه في الاعتبار، (كيف يقال؟) وتم إعطاء هذين المستويين أسماء مختلفة من قبل نقاد مختلفين.  
يرى كثير من النقاد أن التميز الذي صنعته النظرية البنيوية في النقد الأدبي، أثبتها كواحدة من أكثر النظريات تأثيرًا في السنوات الأخيرة. ففي مصطلحات النظرية البنيوية، أن النص السردي يحتوي على مستويين، (ما يقال) ويسمى القصة. ما (كيف يقال) ويسمى الخطاب. قد عرفت القصة هنا تعريفا آخرا، وهي أنها تتكون من الأحداث أو الأشياء التي تحدث، والشخصيات التي تجعل الأشياء تحدث أو تتأثر بحدوث أحداث لها. وأيضا المكان الذي تحدث فيه الأحداث..
أما الخطاب فهو الفئة التي تحتوي على عناصر انتقال مختلفة. بالمعنى الدقيق للكلمة، فإن الخطاب هو فقط الذي يمكن الوصول إليه مباشرة، لأننا لا نتعرف على القصة الا عبر الخطاب. وهكذا تحدد عناصر الخطاب تصورنا للقصة (ما حدث في الواقع).  في تحليل الخطاب، نحاول تحديد كيفية تحقيق تأثيرات معينة.
 نجد تحليل الخطاب يركز على أسئلة مثل: ما هو الوضع السردي؟ لمن وجهة النظر التي تُقدم؟ ما هي صيغ السرد المستخدمة؟ كيف تنتقل أفكار الشخصيات؟ كيف يتم التعامل مع التسلسل الزمني للأحداث؟ كيف يستخدم الأسلوب؟ تستخدم هذه العناصر دائمًا لتأثيرات معينة. على سبيل المثال، كيف يميل القارئ إلى شخصية بعينها دون غيرها؟ تحليل عناصر الخطاب يكشف كيف "يتم التلاعب" بالقارئ لتشكيل وجهات نظر معينة حول القصة.