ابسلكه *عامر محمد احمد حسين..

ابسلكه  *عامر محمد احمد حسين..

ابسلكه

*عامر محمد احمد حسين..

 كان مامون ابسلكه مؤمنا بأن حكومة المشير النميري (1969--1985) عملت بوطنية سنوات قليلة في مشوار عمرها السلطوي الديكتاتوري ثم تحولت الي لعبة في ايادي الغير..يقول الراوي،على لسان مأمون: زار محافظ الخرطوم مهدي مصطفي الهادي يوما السوق الشعبي الخرطوم،وكان السوق في سنوات عمره الاولى--تأسس في العام1974م ،وتولى مهدي مصطفي ،قيادة محافظة الخرطوم بالمدن الثلاثة لسنوات انتهت بخلعه في العام1980م..يصمت ابسلكه دقائق يناجي فيها نفسه ،ويعود الي الحكاية: مهدي الهادي،كان نجما باهرا ،في دولة انشأها النميري على صورته، وذات يوم استضافه التلفزيون السوداني في برنامج على الهواء وسأله المذيع ،ماذا انت فاعل بخصوص حي العشش العشوائي ،وبين هذه العشش والسوق الشعبي مجرى مائي صغير ،تدب فيه الحياة،كل موسم أمطار..كان السؤال مغريا والحديث لمأمون ابسلكة:نظر المحافظ وبسمل في سره ،وتعوذ ثانيا من الشيطان الرجيم ،وقال:هذه العشش لن تأخذ معي دقيقة واحدة لإزالتها..وتقول الرواية الشعبية ان بعض الصالحين من سكان الحي العشوائي قالوا بصوت الصلاح  و(ترويب الموية)..تمشي أنت ..واستجاب الرئيس القائد لدعواتهم الصالحة، وقال في سره (آمين )واصدر القرار بأعفاء المحافظ والنجم الاجتماعي والمنافس في المستقبل..ويواصل ابسلكة:مهدي مصطفي ،شغل الناس واصبح حديث المنابر ،لذلك اتته الضربة من القائد الملهم..وبعد صمت ،وحديث هامس مع أناس لاتراهم ،وقف ابسلكة قائلا:مهدي مصطفي عند زيارته للسوق الشعبي ،طلب ترحيل السوق الي منطقة اخرى ابعد من موقعه الحالي،وعندما وجد الرفض من التجار،اظهر وجه السلطة وقال لهم:هذا السوق خصصناه للطلقاء وتعريف الطلقاء عند الحكومة"مجرمون سابقون إنتهت مدة محكوميتهم ،واعطتهم الحكومة دكاكين في السوق لدعمهم اجتماعيا حتى لايعودوا لماسبق من خروج على القانون"..ضج السوق بهمهمات شديدة ورفض..ووقف احد التجار  قائلا:لم يتجاوز عدد الطلقاء العشرين،والسوق يضم المئات،عموما نحن ما بنقبل الترحيل ولا التعويض..احترم المحافظ رأي (ملاك الدكاكين) وذهب الي حال سبيله..وجاءت بعد حكومة مايو،حكومة ثورة ابريل ولم يتغير السوق أو يتم ترحيله ،وفي 30/يونيو/1989،انقلاب البشير/الترابي ..يقول ابسلكه:جاء نائب والي إسمه (رامبو )في عهده تم ترحيل العشش ومن بعد ذلك موقف مواصلات الاقاليم بالسوق وفرض ايجارات (اتاوات حكومية على التجار).والعهدة على الراوي ،ان نائب المحافظ ،قال ساخرا لسكان العشش :زمان قالوا إنكم قد دفنتوا (حمار اسود)

 حتى لايتم ترحيلكم ..وكانت الاجابة الجماعية :التعويض لم يكن مجزيا في المرة الأولى ،لذلك لم ندفن حمارا جديدا،بعد إنتهاء فترة صلاحية الحمار الأول..