الألقاب وموزعيها..
الألقاب وموزعيها.. الحسن مجلى. مشكلتنا في اننا نمنح لقب مفكر وشيخ، وعالم، ودكتور، واستاذ علي البعض دون ان نعرف معاير هذه الألقاب. وتركنا هؤلاء الذين منحناهم هذه الالقاب (ينظرون) في معاشنا، فجعلونا نعيش حالة الغلاط اليومي، فلقب الشيخ اصبح لصاحب (الجبة البيضاء)
الألقاب وموزعيها..
الحسن مجلى.
مشكلتنا في اننا نمنح لقب مفكر وشيخ، وعالم، ودكتور، واستاذ علي البعض دون ان نعرف معاير هذه الألقاب. وتركنا هؤلاء الذين منحناهم هذه الالقاب (ينظرون) في معاشنا، فجعلونا نعيش حالة الغلاط اليومي، فلقب الشيخ اصبح لصاحب (الجبة البيضاء) الذي يحفظ من الاحاديث الضعيف او الذي يكفر بها الناس والمبتعد عن مشهد رجل الدين اللطيف، والورع. اما الذي كتب عدة مقالات في الصحف فقداصبح المفكر او الخبير استراتيجي.. ماجعلنا نقع في شبر( الغلاط المدمر) اضف الي ذلك اننا تركنا لهم الفرصة في كل مناحي الحياة فاصبح المسجد خالي الا من كبار السن واصبحت الصحف تمتلئ بالمقالات الهشة والاشاعات... وللاسف نصبناهم زعماء للتنظير والفلاح وهم أهل الغلاط... الشئ الذي زاد من الازمة فجعل الحراك الثوري السوداني رهين لهذه الحالة المازومة .. وتحول الفكاك منهأ إلى أمر في غاية التعقيد ، فلم نستطيع تحويل دور المسجد الي دار للعلوم والبحث العلمي وافسدنا المكاتب باصحاب المؤهلات والخبرات الضعيفة...وملئت بجمود النصوص الدينية الهشة متناسين لعبقرية المصطفي صلى الله عليه وسلم في تطوير الدولة، فظهر اصحاب النصوص الفكرية الهشة وترك أهل الفتاوي الفقهية والفكرية من الضعفاء يتدخلوا في شرح النص الديني بلغة الامس لتجريم الاخر .. وعدم مقدرتهم لإفعال العلوم والوصول إلى استنباط وعي مغاير يضيف للناس وعي يلاحق الطفرة العلمية في حراكنا اليومي ... فرجل الدين بعدم مقدرته علي التحدث في الفيزياء والكيمياء جعل من تزايد الجمود الي درجة جعلت من المسجد والمكتب ومكان العمل مكان للعادية وكثرة الكلام، علما بان المسجد يمكن ان يكون مكان للاستنارة، وبث العلوم عبر منابره التي تتاح لها فرصة مخاطبة مرتادي المسجد بشكل دوري وذلك بعمل كورسات للغة الانجليزية والعربية والرياضيات وكافة العلوم .. ووقف تنظير مدعي الفكر وايقاف ماكينة زيفهم التي اوقفت عجلة الحياة علي ان نبحث عن المؤهليين علميا وعمليا وتنصيبهم للمناصب عبر بيوت خبرة عالمية .... فمثلما لازم الكسل اهل العلم والمعرفة وجعلهم يتركون المنابر لغير المؤهلين وجعلهم يفتون في مصير العباد والبلد في نقاشات انصرافية ، ماجعل ذلك خصما علي الدين وعلي الثورة .. فالتسارع العلمي في كافة المجالات جعلنا امة مستهلكة كسولة لا تعمل العقل العلمي والعملي للحاق بركب الامم من حولنا.. هنا اصبحنا امة بعيدة كل البعد عن قيم العلم الحقيقية في كوننا لانعقل او نستدرك ماهية العلوم التقنية . وربطها بالقيم... فكانت الكارثة مزيد من التدهور العلمي في كافة المناحي... ففي كل النقاشات التي تدور اليوم تبين لك مدي التدهور لدي الطرفين المنظر في الدين او المنظر في الفكر والاقتصاد والسياسة وكل قضايا الحياة اليومية ...