ابريل عودة لوجع قديم

ابريل عودة لوجع قديم الحسين مجلي كانت في شهورها الاولي علي ما أظن ، وكانت من كثرة استنشاقها للغاز المسيل للدموع اخاف علي جنينها .... اتصلت علي بأن اتوجه الي موكب السادس من ابريل ... كنت لا احب ان أزيد من سعراتها الثورية خوف

ابريل عودة لوجع قديم

ابريل عودة لوجع قديم

الحسين مجلي

 

كانت في شهورها الاولي علي ما أظن ، وكانت من كثرة استنشاقها للغاز المسيل للدموع  اخاف علي جنينها  ....  اتصلت علي بأن اتوجه الي موكب السادس من  ابريل ... كنت لا احب ان أزيد من سعراتها الثورية خوفا عليها ، ولا أريد ان استفزها بذهابي الي الموكب ...  أعلم تماما انها سوف تذهب . لم  اتخيل قط حجم الموكب . دخلت علي شارع القيادة من الجهة الغربية ، الا انهم حاصروا المكان ....  فتحركت بشرق المطار علمت حينها انها سقطت ..... نعم سقطت  . وما ان وصلت الي الجهة بالقرب من طلمبة النحلة وجدت اعدادا ضخمة من شرقي وجنوب الخرطوم . عيونهم جميلة تركوا من خلفهم( البنبان) وفتحوا صدورهم للرصاص  . كان الجمال يكمن في هذه العيون ينبئ بغد مشرق  . في عيونهم التي تزداد بريقا ، تلمع بروح الثورة ،  تتصل علي في كل ساعة تقريبا عشرة مرات ..... اطمئنها حيناً وادعوها لعدم الخروج ،، اذكرها بجنينها القادم . وهي مابين الترقب واشواق الثورة كانت تثور تثور تتحرق شوقا للحضور .   وصلت الي بوابة سلاح الطيران انظر عساني اجد من اضمه الي صدري أصافح فيه الشوق القديم  للثورة . الا انني حينها كان يدهشني الحضور  .... فان من كانوا معي في تسعينيات القرن الماضي اورثوا الثورة الي هؤلاء الشباب والشابات . نعم  الثورة شابة بعمر يجعلها لا تهرم لاتموت ،، ماجعل من بريق عيونها أخاذ .
الثورة لا تموت وانما تبث فيها روح  هؤلاء الشباب بعلو صوتهم الفخيم .... اصبحوا حراس لكل الوطن . الماء .. وانا كائن مائي .... حينها ابريل عودة لوجع قديم

كانت في شهورها الاولي علي ما أظن ، وكانت من كثرة استنشاقها للغاز المسيل للدموع  اخاف علي جنينها  ....  اتصلت علي بأن اتوجه الي موكب السادس من  ابريل ... كنت لا احب ان أزيد من سعراتها الثورية خوفا عليها ، ولا أريد ان استفزها بذهابي الي الموكب ...  أعلم تماما انها سوف تذهب . لم  اتخيل قط حجم الموكب . دخلت علي شارع القيادة من الجهة الغربية ، الا انهم حاصروا المكان ....  فتحركت بشرق المطار علمت حينها انها سقطت ..... نعم سقطت  . وما ان وصلت الي الجهة بالقرب من طلمبة النحلة وجدت اعدادا ضخمة من شرقي وجنوب الخرطوم . عيونهم جميلة تركوا من خلفهم البنبان وفتحوا صدورهم للرصاص  . كان الجمال يكمن في هذه العيون ينبئ بغد مشرق  . في عيونهم التي تزداد بريقا ، تلمع بروح الثورة ، كانت تتصل علي في كل ساعة تقريبا عشرة مرات ..... أطمنها حيناً وادعوها لعدم الخروج ،،،،، اذكرها بجنينها القادم . وهي مابين الترقب واشواق الثورة كانت تثور تثور تتحرق شوقا للحضور .   وصلت الي بوابة سلاح الطيران انظر عساني اجد من اضمه الي صدري أصافح فيه الشوق القديم  للثورة . الا انني حينها كان يدهشني الحضور  .... فان من كانو معي في تسعينيات القرن الماضي اورثوا الثورة الي هؤلاء الشباب والشابات . نعم كانت الثورة شابة بعمر يجعلها لا تهرم لاتموت ،، ماجعل من بريق عيونها اخآذ  .
الثورة لا تموت وانما بثت فيها روح  هؤلاء الشباب بعلو صوتهم الفخيم .... اصبحوا حراس لكل الوطن . الماء .. وانا كائن مائي .... حينها لم يتوفر  الماء الا ان الحضور كانو يقتسمون قارورة الماء يوزعون علي بعضهم السندوتشات والهتاف البلوري الذي يملأ الساحات ويهز الارض من تحتنا ... الحذر كان شيمة ابناء جيلنا ،  الا ان هؤلاء الشباب لو لم يمسكهم شعار السلمية لجعلوا من الساحة رماد . سلام جميل ،، شوق ورعشة اللقاء من مقابلة الثوار . ذاك اليوم كان للهتاف والبسالة والشموخ و الايثار علي النفس . رجعت الي بيتي في الواحدة صباحا . وجدتها تنتظرني تهنئني بالقدوم من مشهد الصمود . حينها كنت جيفارا حبها . انظر اليها بشوق الثوار والنصر ... وأعلم انها كانت تشارك في كل المواكب بحضورها ، وتعلم اني اعرف انها كانت تسجل في دفتر الحضور حضورها وتسألني فأقول لها انني كنت غياب . وهي تعلم تماما أنني مع بعض الرفاق نذهب للمشاركة دون إخبارها .... كنت وصديقي عثمان نوزع  نشارك  الثوار  بحرص . تكتيك الحذر الذي تعلمناه في التسعينيات كان يتملكنا فقد تعودنا علي المراوغة وتغير المسار في اللحظة الاخيرة ، قبل ان يفكر خصمنا في اي شئ او يتوقع ماذا نحن فاعلون .أثر علينا هذا النمط في التفكير ، في ان نكون خزنة محصنة للاسرار  . كنت سرا لغزاً يعرف ساعة الدخول وقبل الدخول كنت اخطط جيدا للخروج . ماجعلني حتي هذه اللحظة لا اتعب كثيرا في كشف غموض الاشياء .... هذا الغموض جعل مني بارد الي حد انني لا تدهشني كل الاشياء اتنقل من اعلي الي اسفل ولا اعير العلو كثير اهتمام . اتوقع اي شئ لانني عودت نفسي عدم الاندهاش . حتي انني عندما أحضر للقيادة كنت احس بشئ في صدري وأسأل نفسي هل لهذا   الجمال ان ينتهي ان يتلاشئ ، حينما ارفع يدي بذوق للتفتيش لدخول القيادة كنت لا استطيع الجلوس في مكان واحد ادور حول الاماكن بين الناس أقرأ الحذر في نفسي . قلت لصديقتي سارة التي هي هالة من حب الوطن انهم يسعون لفض الاعتصام . كان هذا الإحساس يساورني يتملكني عندما اختفي اخي في الضربة التي كانت كولمبيا مدخل لها ... حكي لي اخي جلال الدين عن عزمهم لفض الاعتصام قال سمعهم عندما قبضوا عليه في تلك الليلة قالها بحزن ..  عند حضوري ليلا حاملا معي وجبة عشاء كنت اريد ان اوزعها سريعا اريد الخروج نعم كنت اختنق يلازمني شئ من الحذر .   رجعت الي البيت فسمعت بفض الجمال .... اجهض كل شئ حتي ذاك الجنين في أحشائها سقط بعد السادس من ابريل بشهرين .  بعدها حدث ماحدث تغير كل شئ ، ومايجعلني اتذكر الاشياء تداعي الاشياء .... قالوا لم تسقط بعد في ظني انها سقطت ولكن شئ ما يتشبث في جدار الامس شئ من بقايا الامس ستكنسه الايام . فهذه الثورة تحرس بإرادة شابة لا تقبل الا  كانو يقتسمون قارورة الماء يوزعون علي بعضهم السندوتشات والهتاف البلوري الذي يملأ الساحات ويهز الارض من تحتنا ... الحذر كان شيمة ابناء جيلنا ،  الا ان هؤلاء الشباب لو لم يمسكهم شعار السلمية لجعلوا من الساحة رماد . سلام جميل ،، شوق ورعشة اللقاء من مقابلة الثوار . ذاك اليوم كان للهتاف والبسالة والشموخ و الايثار علي النفس . رجعت الي بيتي في الواحدة صباحا . وجدتها تنتظرني تهنئني بالقدوم من مشهد الصمود . حينها كنت جيفارا حبها . انظر اليها بشوق الثوار والنصر ... وأعلم انها كانت تشارك في كل المواكب بحضورها ، وتعلم اني اعرف انها كانت تسجل في دفتر الحضور حضورها وتسألني فأقول لها انني كنت غياب . وهي تعلم تماما أنني مع بعض الرفاق نذهب للمشاركة دون إخبارها .... كنت وصديقي عثمان نوزع  نشارك  الثوار  بحرص . تكتيك الحذر الذي تعلمناه في التسعينيات كان يتملكنا فقد تعودنا علي المراوغة وتغير المسار في اللحظة الاخيرة ، قبل ان يفكر خصمنا في اي شئ او يتوقع ماذا نحن فاعلون .أثر علينا هذا النمط في التفكير ، في ان نكون خزنة محصنة للاسرار  . كنت سرا لغزاً يعرف ساعة الدخول وقبل الدخول كنت اخطط جيدا للخروج . ماجعلني حتي هذه اللحظة لا اتعب كثيرا في كشف غموض الاشياء .... هذا الغموض جعل مني بارد الي حد انني لا تدهشني كل الاشياء اتنقل من اعلي الي اسفل ولا اعير العلو كثير اهتمام . اتوقع اي شئ لانني عودت نفسي عدم الاندهاش . حتي انني عندما أحضر للقيادة كنت احس بشئ في صدري وأسأل نفسي هل لهذا   الجمال ان ينتهي ان يتلاشئ ، حينما ارفع يدي بذوق للتفتيش لدخول القيادة كنت لا استطيع الجلوس في مكان واحد ادور حول الاماكن بين الناس أقرأ الحذر في نفسي . قلت لصديقتي سارة التي هي هالة من حب الوطن انهم يسعون لفض الاعتصام . كان هذا الإحساس يساورني يتملكني عندما اختفي اخي في الضربة التي كانت كولمبيا مدخل لها ... حكي لي اخي جلال الدين عن عزمهم لفض الاعتصام قال سمعهم عندما قبضوا عليه في تلك الليلة قالها بحزن ..  عند حضوري ليلا حاملا معي وجبة عشاء كنت اريد ان اوزعها سريعا اريد الخروج نعم كنت اختنق يلازمني شئ من الحذر .   رجعت الي البيت فسمعت بفض الجمال .... اجهض كل شئ حتي ذاك الجنين في أحشائها سقط بعد السادس من ابريل بشهرين .  بعدها حدث ماحدث تغير كل شئ ، ومايجعلني اتذكر الاشياء تداعي الاشياء .... قالوا لم تسقط بعد في ظني انها سقطت ولكن شئ ما يتشبث في جدار الامس شئ من بقايا الامس ستكنسه الايام . فهذه الثورة تحرس بإرادة شابة لا تقبل الا الانتصار ...فصبرا جميل والله المستعان .....