اخترت لكم

اخترت لكم ا.د. زكي مكي اسماعيل اخترت لكم هذه المرة لوحة ادبية رائعة خطتها قلوب انامل جميلة رقيقة ومبدعة فجاءت قمة في الجمال والشفافية حلقت بي في دنياوات رياض الادب الرفيع وذكرتني برسائل ابن المقفع وقاسم امين وابي الطيب المتنبي

اخترت لكم

اخترت لكم
              ا.د. زكي مكي اسماعيل

 


اخترت لكم هذه المرة لوحة ادبية رائعة خطتها قلوب انامل جميلة رقيقة ومبدعة فجاءت قمة في الجمال والشفافية حلقت بي في دنياوات رياض الادب الرفيع وذكرتني برسائل ابن المقفع وقاسم امين وابي الطيب المتنبيء وامروء القيس والطيب صالح وعمر الحاج موسى ومنصور خالد عمالقة لغة الضاد.. رحمهم الله جميعا..وارهفت سمعي لهيام يونس وهي تردد؛
( تعلق قلب فتى عربية..تنعم بالديباج والحلي والحلل)..ولسان حالي بالفتى اليمني عمر العمودي..وهو يضم ويعانق فتاته مذيعة الحدث كريستيان بيرسيي واصفا حاله وهو المعجب بها ومن ثم المعجب بادبها الرفيع وهو يضمها متلهفا؛
( قبلتها تسع وتسعون قبلة..وواحدة اخرى وكنت على عجل)...واحسب انها اكثر لهفة منه لضمها..في عناق سامي يسمو على كل ماتحسبونه من ماديات الجسد الى وجدان وشفافية الروح..  واحسب ان ماجاء في رسالتيهما الشاب اليمني عمر العمودي والمذيعة كريستيان درر  من لئالي بحار العربية والتحية لهما معا معبقة ومعطونة بانفاس عربي اخر معجب  وعاشق للابحار في دنياوات الحرف العربي الاصيل وليت مرافعتي هذه تصل لكليهما عمر وكريستيان...ولا افسد عليك قارئي الكريم متعة الاستمتاع بهذا الجمال...والى نسمات ماخطت قلوبهما واناملهما معا..ولكم من قبل ومن بعد كل الحب والتقدير.
                     زكي مكي اسماعيل

 مذيعة قناة الحدث ترد لشاب يمني على رسالته بعبارات ادهشت الشرق الاوسط كله

شاب يمني إسمه عمر العمودي قرر ارسال رسالة غزل للمذيعة المشهورة كريستيان بيرسيي مذيعة قناة الحدث و فوجئ بعد يومين إن المذيعة ردت عليه برسالة أطول من رسالته.!
الحقيقة ان الرسالة والرد كانا في غاية اللطف والجمال ♥

رسالة عمر:

أتدركين ماذا يعني أن شاباً يمنياً يمقت السياسة والحروب و الحديث عنها وسماع أخبارها لكن يقف مشدوهاً بالنظر اليكِ مبتسماً وأنتِ تتحدثين عن كوارث بلده؟
اود اخبرك أن فيكِ من السحر مايجعل الأخبار السيئة تبدو ليست سيئة..
سأحدثك عن عينيكِ وكونها تحمل حربٌ وسلام ، وموتٌ وحياة.
عزيزتي كريستيان :
ملامحك الشقراء فاتنة جداً.
لكن اللون "الأسود" عليكِ يبدو اجمل الالوان.. شامتك التي تتوسط عضدك الأيسر تثبت ذلك..
ولاتدع مجالاً للشك بإنه من الظلم أن يُستخدم هذا اللون في العزاءات..
احلم انك قد ظهرتي في خبرٍ عاجل، تقولين فيه أن القدس قد تحررت، والسودان أصبحت آمنة، وسوريا أضحت عامرة، وتوقفت الحروب في اليمن..
تحدثي عن ترامب وأنه قدّم إستقالته، وأن اثرياء العرب قد توقفوا عن الصرف البذخي علي القصور و اليخوت و اللوحات الفنيه قبيحة المنظر  و توقفوا عن تحريض الفرقاء في دول الجوار  الفقيرة و تزويدهم بالسلاح لكي يستمر القتال بين الاخوه و تأجيج الفتن و الحروب فيها.
قولي تلك الأشياء وسأصُدّق

ردت عليه المذيعة :

مرحباً عمر
أنا كريستيان
قرأت رسالتك فابتسمت مرة ، وحزنت مرتين.
ابتسمت بفطرة الأنثى التي يسرها سماع كلمات الغزل والثناء وإن أخفت ذلك .
وحزنت مرتين ، مرة عليك ، والأخرى عليّ احوال بلادكم..

لعنة جمال الانثى يا عمر تصيب الرجال بمرض العشق..
وتصيب النساء بمرض الغرور والتعالي..
والجميلة تحسدها النساء و تصاب  بالعزلة ثم الاكتئاب.
يتسابق الرجال إليها  و يسقطون في ميدان السباق و من يصل إليها بعد جهد جهيد يتعس من تعاستها، يحب امرأة هي في قلوب الجميع يشعر أنها ليست ملكه الخاص فهي ملك للجميع.
الجميلات يا عمر هن اتعس الفتيات..
يكسرن قلوب البسطاء الذين يتعلقوا بهن ، ويكسر قلوبهن الأثرياء الذين يشتروهن للعرض فقط كتحفة منزلية.
عفواً عمر
نحن المذيعات لسنا جميلات كما تتصور، وإن امتلكنا بعض الجمال إنه فن المكياج الخدعة يا صديقي ، جمال بعد معاناة الألم تحت مشرط جراح التجميل اثداء و شفاه محشوه بالسليكون ، ملامح بعضها صناعي مركب ، واغراء متعمد..
تحزن إحدانا لاحتراق خصلات شعرها أو رموشها الصناعية أكثر من حزنها علي سقوط ضحايا القصف الجوي و المدفعي.
و تخشى الأخطاء الفنية أكثر مما تخشون أخطاء القناصه و قذائف القصف.
ما نحن يا صديقي إلا دمى بشرية ،أو آلة إعلامية تقرأ الأخبار السيئة  والجميلة بنفس الشعور البارد والملامح فلا فرق بين خبر افتتاح مقهى ليلي وبين سقوط عشرات الضحايا من أطفالكم و هم في باصات المدرسة أو المرضى في المستشفيات.
عفواً عمر
لم أسألك عن أخبارك ؟
لأنني أعرفها جيداً
أعرف أنها أخبار سيئة كحال البلد الذي تعيش فيه.
ثمة لصوص منكم يا عمر ، يسرقون مال اليتامى والمساكين ، يعيشون في أرقى الفلل ويتكلمون كذباً بألسنة الكادحين..
أحاديثهم كاذبه ركيكة ، وآراؤهم متناقضة ، ومعلوماتهم متضاربة
خولوا لأنفسهم الحديث باسمكم جشعاً في مائتي دولار بعد كل مقابلة او لقاء تلفزيوني.
نحن نبغضهم  كل البغض .
ادعو لهذا لبلد التعيس ان يعود سعيدا، واعزيه في هذه العصابة التي شوهت صورتكم للجميع…
دعنا منهم الآن
أعرف أنكم تحسدون رجالنا على جمالنا ؛ لكنك لم تعرف أننا أيضا نحسد فتياتكم عليكم ، وعلى مشاعركم المفعمة بهذا الإحساس المرهف ، نحسدهن على كلماتكم الآخّاذة التي تلامس قلب الأنثى.
كان يمكن لجارتك في الحي أن تطل من الشرفة ، لتخطف قلبك ورسائلك ..
كان يمكن لزميلتك في الجامعة أو الوظيفة ، أن تتقرب منك ، طمعاً بما عندك من الحب و جمال الكلمات
كان يمكن لصديقتك أن تعترض طريقك وتتعذر بسؤالك عن محل بيع الهدايا ، لترافقها إليه..
أسفي على الورود التي تموت في قلوبكم.
أسفي على الكلمات التي تشيخ في ألسنتكم أمام صمتهن.
وأسفي على قلوبكم المشتعلة حين تنطفئ أمام فتيات ترغب بالزواج أكثر من الحب.

إن سطراً واحداً برسالتك -ياعمر- يسعدني أكثر من رحلة إلى سان فرانسسكو والتقاط صورة مع ترامب أمام حديقة البيت الأبيض…
وإن كلمة حب دافئة تغنيني عن التزلج في شوارع موسكو..
وإن وردة صادقة أفضل لدي من التنزه في حدائق الأندلس…

لم أعد أتجول الآن بين القارات والدول كما كنت أفعل صرت أتجول بين الكلمات والحرف في رسائلكم..
صار يهمني تحرير رسائلكم إلي مثل  تحرير الأوطان ..
أخيرا يا صديقي :
لا تبخل برسالة أخرى ، إنها ليست مجرد رسالة كما تظن ، بل تذكرة ثمينة أعبر فيها إلى المدن والشواطئ التي أحبها قلبي ، ولا يمنحنا السفر إليها غيركم أنتم معشر الادباء...
انتهت رسالة كريستيان...
ماهذا الجمال وماهذة الروعة...حقيقة ان الاعلام مهما اوتي من امكانيات لا يصنع مبدعا..والمبدع الحق يفرض نفسه واقعا وابداعا يجبرك على احترامه واكباره..ادركت ان النقاد مهما تجنوا على ادب نزار قباني لم يستطيعوا ان يمسوا شعرة من شعبيته..وان النظام حينما منع ادب الطيب صالح من ان يدرس باداب جامعة الخرطوم لم ينقصوا شيئا من ابداعه انما زادوه لمعانا وبريقا كسبيكة من ذهب خالص...وبهذه الرسالة اثبتت هذه الفتاة المذيعة انها ليست مذيعة اخبار فقط انما هي بحر من الثقافة والادب والجمال والابداع..فجاء سلوكها ينضح عن نفس ابية وروح شفافة..برافو عليك كريستيان..سلمت وسلمت اناملك وسمت روحك القا وجمالا...لك وله"عمر العمودي" وليت احرفي هذه تصل لكليهما ولكل عشاق الخرف الجميل...ولكم جميعا ..كل الحب والتقدير.
     ا.د. زكي مكي اسماعيل
كلية التجارة ..جامعة النيلين..