قصة كتاب
قصة كتاب بقلم : زين العابدين الحجّاز ( أولاد حارتنا) تحكي القصة بشكل مجازي كبير عن أشخاص وأحداث متداخلة وقعت في حارة في القاهرة وعكست صعود وصدام الأديان التوحيدية الرئيسية الثلاثة في العالم .
قصة كتاب
بقلم : زين العابدين الحجّاز
( أولاد حارتنا)
تحكي القصة بشكل مجازي كبير عن أشخاص وأحداث متداخلة وقعت في حارة في القاهرة وعكست صعود وصدام الأديان التوحيدية الرئيسية الثلاثة في العالم .
بدأت أحداث القصة بشخصية (أدهم) الإبن المفضل لعائلة (الجبلاوي) الثرية . (الجبلاوي) رجل صاحب شخصية قوية وله أبناء كثيرون جميعهم يخافونه و يحترمونه. (إدريس) ابن (الجبلاوي) الأكبر تمرد ضد أوامر والده و شتمه فازداد (الجبلاوي) غضبا وطرده خارج قصره . ظل (إدريس) خارج القصر و عاش في فقر وقذارة موجها الإساءآت الى والده . في أحد الأيام تقابل مع أخيه (أدهم) بمفرده وحاول استدراجه الى مؤامرة ضد والده (الجبلاوي) . قاومه (أدهم) لكن (إدريس) فضل أن يتحدث مع (أميمة) زوجة (أدهم) وأخبرها بأن و صية (الجبلاوي) مخبأة في صندوق داخل القصر و جعلها تتشكك في أنها ستكافأ هي وزوجها على ولائهم ل (الجبلاوي) . (أميمة) أقنعت (أدهم) لاقتحام غرفة والده الخاصة وسرقة و صيته من أجل معرفة ما سيكون عليه ميراثهما . قبض (الجبلاوي) على (أدهم) وطرده هو و (إدريس) و (أميمة) من القصر . مع انتقالهما إلى الحارة المجاورة للعيش في فقر وخزي سكر (إدريس) و رقص وإحتفل . كبر (الجبلاوي) في العمر وتراجع إلى قصره وأغلق الأبواب بعيدا عن الحياة الإجتماعية .
رفض الإستجابة لصرخات المساعدة من أحفاده في الخارج و أصبح ذلك لغزا محيرا . خارج القصر أصبحت الحياة في الحارة رهيبة حيث كان المتسلطون الأشرار يستخدمون العنف والترهيب للسيطرة على الضعفاء وقلة مختارة تعيش في راحة بينما يعيش الجميع في ظروف رهيبة . (جبل) حفيد (الجبلاوي) وساحر الثعابين شعر بتلك الظروف في الحارة وتحرك لفعل شيء حيال ذلك . جمع (جبل) أتباعا وقادهم الى خارج الحارة لكي يقاتلوا أولئك الذين يعارضونهم ويؤسسوا لحياتهم الخاصة حيث سيعيشوا وفقا لقوانين قاسية ولكن فقط لتلك التي يضعها (جبل) لهم . كان (جبل) يرفض الفساد ويتحمس للعدالة مما جعله قائدا لا يساوم ولكنه فعّال بالنسبة لأتباعه . (رفاعة) أحد أحفاد (الجبلاوي) الآخرين هو ابن نجار ومحبوب للغاية لأنه لطيف و ودود . لم تكن لديه رغبة في الثروة أو السلطة و ظلّ منفصلا عن الأحفاد الآخرين . خرج (رفاعة) الى الصحراء وسمع صوت جده يناديه ويحثه على استخدام قوته الداخلية لإنقاذ أهله. لم يهتم (رفاعة) بتركة جده ولم يهتم إلا بانقاذ أرواح الناس وخلاصهم الروحي . عاد إلى الحارة للتبشير بالحب والمغفرة لكن براءته ونقاوته قد أساءت إلى الرجال الأشرار فأخذوه إلى الصحراء و قتلوه هناك . بدأ أتباع (رفاعة) في رواية قصته وأخذوا جزءا من الحارة لأنفسهم . الثالث من أحفاد (الجبلاوي) هو (قاسم) وهو رجل أعمال داهية وثري للغاية. استخدم أمواله لتكوين عصابة والعمل على طرد الأشرار من الحارة واستعادة الأراضي من أجل فرض العدالة الصارمة التي تصورها (جبل) . (قاسم) هو زعيم موهوب وملهم لكنه سمح لشهواته بأن تهزمه وتزوج بالعديد من النساء .
كان (قاسم) أيضا غير متسامح مع أي آراء أو معتقدات دينية ليست خاصة به وهذا التعصب قد حطم النظام والسلام الذي كان يؤسس له والذي تلاشى بسرعة بعد وفاته . لقد مر وقت طويل منذ أن سمع أي شخص عن العجوز (الجبلاوي) . أخيرا ظهر ساحر يدعى (عرفة) كان يعتقد بأنه من الحماقة الاستمرار في انتظار عودة (الجلاوي) الى الحياة الإجتماعية . بدلاً من ذلك قرر بأن إستخدام السحر فقط هو الذي يمكن أن يساعد في إخراج أهل الحارة من البؤس فعمل على إتقان قوته ومهارته في الفنون السحرية . كما قرر بأن الطريقة الوحيدة لإنهاء مسألة (الجبلاوي) هي اقتحام القصر والبحث عن معلومات قد تشرح لغز انزوائه. باستخدام سحره اقتحم (عرفة) القصر لكنه عن طريق الخطأ قتل (الجبلاوي) في تلك العملية . أصبحت الحارة محطمة بالحزن والغضب على ذلك الحدث . أدرك (عرفة) بأنه قد فعل شيئا فظيعا وضاعف من مجهوداته على أمل أن يصبح يوما ما ساحرا قويا جدا حتى يتمكن من إعادة (الجبلاوي) إلى الحياة لكن أعماله السحرية قد انحرفت فاستخدمها الأقوياء الأشرار للسيطرة على أهل الحارة . قبل أن يموت كتب (عرفة) في دفتره ملخصا لأعماله السحرية التي كان يفترض بأنها ستحقق السعادة والتقدم في العالم . تمت استعادة دفترته وبدأ الشباب في دراسة السحر على أمل استخدامه يوما ما لإنقاذ العالم .
(أولاد حارتنا) المعروفة أيضا باللغة الإنجليزية باسم (أولاد الجبلاوي) هي رواية للكاتب المصري (نجيب محفوظ) الحائز على جائزة نوبل في الآداب كتبها عام 1959 . كانت (أولاد حارتنا) أول رواية كتبها (نجيب محفوظ) بعد ثورة يوليوالمصرية. انتهى من كتابة الثلاثية عام 1952 وبعد حدوث ثورة يوليو رأى بأن التغيير الذي كان يسعى إليه من خلال كتاباته قد تحقق فقرر أن يتوقف عن الكتابة الروائية . بعد انقطاع دام خمس سنوات قرر العودة للكتابة الروائية بعد أن رأى بأن الثورة قد انحرفت عن مسارها فكتب (أولاد حارتنا) التي انتهج فيها أسلوبا رمزيا يختلف عن الأسلوب الواقعي الذي اعتاد عليه في أعماله السابقة . . الرواية هي نقد مبطن لبعض ممارسات الثورة وتذكيراً لقادتها بغاية الثورة الأساسية . تعتبر الرواية أكثر جرأة في تناولها للأديان السماوية . في العالم العربي قُرءت الرواية و فسر النقاد والشيوخ رموزها وفق قواميسهم ومفرداتهم . تمت إدانة الكاتب (نجيب محفوظ) وتعرض للعنف وسوء المعاملة وتم تكفيره بسبب هذه الرواية واتهم بالإلحاد والزندقة وأُخرج عن الملة . حاول شاب اغتياله بسكين في أكتوبر من عام 1994 وقال : " إنهم" قالوا له بأن هذا الرجل مرتد عن الإسلام . تم نشر الرواية كاملة على صفحات جريدة الأهرام ولم يتم نشرها كتابا في مصر. رغم عدم إصدار قرار رسمي بمنع نشرها إلا أنه وبسبب الضجة التي أحدثتها تم الاتفاق بين (محفوظ) والممثل الشخصي للرئيس الراحل جمال عبدالناصر بعدم نشر الرواية في مصر إلا بعد أخذ موافقة الأزهر . طُبعت الرواية في لبنان عام 1962 ومنع دخولها إلى مصر رغم أن نسخا مهربة منها قد وجدت طريقها إلى الأسواق المصرية. بعد جدل طويل تم نشرها مباشرة في مصر في آخر عام 2006 وتحولت إلى مسلسل إذاعي من إنتاج إذاعة صوت العرب .