سيدة الماء والظماء

سيدة الماء والظماء ____ ( كتابة) ____ الفاتح ميكا " لا تتوغلي...... توقفي؛؛.. فالخطوة التالية تقود للجحيم....! أعرف انك مجنونة من الراس للقدم.....! واعرف انك أنثى من الشرر.. والشبق.. والهذيان..!

سيدة الماء والظماء

سيدة الماء والظماء
____
( كتابة)
____ الفاتح ميكا

 

 

 

"  لا تتوغلي......
توقفي؛؛.. فالخطوة التالية تقود للجحيم....!
أعرف انك مجنونة من الراس للقدم.....!
واعرف انك أنثى من الشرر.. والشبق.. والهذيان..!
وانك مجدولة من اللهب والعذاب.....
والحضور المدوي كالبرق.. كالرعد.. كتاربخ.. ككل أنواع الخطر....!!!
واعرف الذي لا يقال..........
والتمرد على البوح.. والمستعصي على الكلام..؛
واعرف انك سيدة الماء والظمأ....
وانك مجنونة.. مجنونة.. حتى النخاع.. حتى الرعشة الدامية..! وانك إمرأة حتى الرمق الأخير.. والانكسار العظيم....!!
ولكن..................
لا تقتربي من جسر الكبريت.........!.  
وإذا فتح باب اللظى فلن يوصد.....!
وإذا خرج مارد النار........
فإنه لا يعرف الانطفاء.. والانكفاء.. والسكون...!
فلا تجازفي بثقتك المجنونة.......؛؛ فكل الذي تملكين من قوة ودلال.. هباء أمام سطوة مارد النار.........!
+++++++
قالت بصوت ناري إليك اتجاهي...
اجيء إليك على صهوات الجمر..؛؛ إذا قبلت.. فسيكون احتراقا متفقا عليه؛؛ وإذا رفضت فإنه الطوفان....!!!
انا الوردة.. والجمرة.. والعتمة والضوء..؛؛
انا الرافضة للتدجين والتهميش....؛؛؛؛
أنا. ؛؛ ضد العادي.. وضد كلما هو في دائرة الوصف..!
وحين يزمجر ضعفي ويمطر...؛؛؛ يكون ذلك بمحض اختياري...؛؛ ويكون ميلاد الانصهار الكامل.......!!
++++++
قالت.. والجحيم في عينيها......
لا خيار لديك....
فانا لا اطرق باب......
ولا استجدي ولا انتظر الزمن أن يحملني إليك...!
ولكنني..؛؛ اتجمهر كتلة واحدة من الرغبة واشب كالنار...؛؛ ولا اتهجى أشواقي في الحريق....!
لقد رأيت في عينيك ذلك الوميض الحارق الخارق والعذاب الجميل والمغردة التي يفسدها الشرح...؛؛ والدفء المتوحش الذي ظل الكتاب والفنانون يركضون خلفه للقبض عليه.....
كلما اقتربوا يرحل ساخرا.. تاركا لهم وهج المحاولة في هجير العجز.!
+++++
ذهلت من هذا البوح المتمرد المحموم...............
والجميلة المجنونة تتوغل في دمي......
واسمع طقطقة وخلخلة بابي المرصد...!
وقلبي بدأ يتسرب من خلال الزلزلة قطرة.. قطرة..؛؛ وكنت أشم احتراق جسر الكبريت وهو بتهاوى...........!
كانت في مواجهتي....
بلا زمن.. بلا مسافة.. تكنس تاريخي كله..؛؛ وتحتل منافذ التنفس.؛ ؛ وتتجمع في احداقي واعصابي.. وتحوم.. في اوردتي.. وتحرض علي جمالها الذي لا يضاهى..؛؛. وتركض داخلي مثلما تركض النار في القش!!!
+++++
وبدأ مارد النار في الزئير................!
وانطلقت عصافير الشهوة العمياء.....
 كانت المجنونة كالبحر الهائج...........
وقلت لها / لا اضمن لك النجاة من الغرق.....!
وقالت الجميلة المجنونه /.. هل تخاف على موجة من الغرق.!؟. وهل تخاف على جمرة من الاحتراق..؟؟
ففي وجودك احس بأنني على قيد الحياة..؛؛ حتى لوكنت أقف على حافة الهاوية...؛؛؛ أو على شفرة التلاشي..؛؛
أعجبتني تلك الثقة الشامخة حتى أحسست بالخدر والحمى....!
+++++
وانفتح باب اللظى......................
وخرج مارد النار...........
وحطم القيود.. والسدود.. وهو يسحق المسافة وبشعل الحرائق....!!!
والصمت يتداعي تحت وطأة اللهب......
وأمراة مليئة بالوعود والرعود.. وهاجه.. تتهادى  كالموسيقى الصاخبة..؛؛ وتمعن في التغلغل؛ والتوغل ؛ والعناد...!!
يريدها الحريق جنونا.. وانوثة وكبرياء..!
++++
وشهق مارد النار.......!
وصرخ العطر...  
وفرت الكلمات هاربة....  
والتصقت بنوافذ المساء مرتعدة.. ومذعورة.. وعاجزة....!
تحدق للمرأة التي صارت نهرا ونارا....!!!
ومن شدة الغليان صارت طيفا خرجت من دائرة الكلام...!،
الفاتح ميكا
من كتابي الفراشة السوداء