زمن الديم..

زمن الديم.. في انتظار هزيمة المريخ. عامر محمد أحمد حسين. كان المرحوم "عمر حميدة" هلالياً متبتلاً في محراب الأزرق, لا تفوته تمارينه أو مبارياته, يحبه بمرح وفرح, ويطرب بفوزه. له آراء في حب الهلال لا يناقش فيها

زمن الديم..

زمن الديم..
في انتظار هزيمة المريخ.
عامر محمد أحمد  حسين
.

 


كان المرحوم "عمر حميدة" هلالياً متبتلاً في محراب الأزرق, لا تفوته تمارينه أو مبارياته, يحبه بمرح وفرح, ويطرب بفوزه. له آراء في حب الهلال لا يناقش فيها, وكان ماهراً في لعب كرة القدم وصاحب قدم يسارية بارعة, ويرى عمر حميدة "خال الوالدة" رحمه الله أن مصطفى النقر, الأعظم بين أبناء جيله في تاريخ كرة القدم. وتنقا فنان لكنه "ضعيف" دفاعاً, والثعلب أمهر مدافع, لكنه ليس في عظمة طارق أحمد آدم. والمريخ لم ينجب في تاريخه سوى الدكتور كمال عبدالوهاب وسامي عزالدين "رحمهما الله" في مقابل هلالية "عمر" هناك جيوب مقاومة حمراء في "حي القنا" بالديوم الشرقية يقودهم "الطيب ود ابراهيم" والعازف الفنان "محمد الشيخ كاف" والخال علي حسن "الجيو". هذه الثلة  الحمراء والاغلبية  الهلالية؟ يضمهم منتدى يومي مفتوح في دكان "جدي لأمي" المرحوم عبدالكريم محمد عبدالكريم الهلالي ناثر حب الهلال،  بين الأبناء، والأحفاد وهو من أهل الرحابة والحكمة والسماحة والتسامح, اتحادياً ديمقراطياً عن اختيار ومعرفة, وصوفياً "ختمياً" ديدنه الصدق والمحبة والحزم في المواقف التي تحتاجها. يحنو على الصغير ويوقر الكبير. وكانت روحه السمحة تهفو اليها الجموع. في هذا الجو العبق, رأينا وسمعنا المناقشات في السياسة والتاريخ والفن والرياضة وتربينا على روح الوسطية وخير الأمور إلا في حب الهلال. فإن التوسط مرفوض هنا، و كان يقف المرحوم "سرالختم الشيخ"  "خال الوالدة"بقامته المديدة وروحه السمحة الساخرة, مفتتحاً النقاش بدعابة وترى النقاش الراقي الذي لا يفسد للود والوداد والاخوة قضية.
* في انتظار الهزيمة..
كان يوم 9 ديسمبر 1989م يوماً مشهوداً في تاريخ التنافس في السباق  التاريخي بين أهل القمة الهلال والمريخ،  اذ ان المريخ قد وصل الى نهائي كأس الكؤوس الافريقية مع وصول "الانقاذ" بانقلاب عسكري الى الحكم وكلاهما من المكدرات لرواد منتدى الدكان. اذ تتسع هنا الرؤية. وكان الذهاب دوماً الى الاستاد بمعية الخال العزيز هاشم عبدالكريم والذي على يديه دخلنا الاستاد أول مرة وتعلمنا الاهتمام بما يدور حولنا بالقراءة والاستماع الى الأغاني الجميلة و الملهمات من ملهمة التاج مصطفى وعازف أوتاره الى أغداً القاك لأم كلثوم. وقارئة فنجان العندليب الأسمر "عبدالحليم حافظ" وخلت بذلك الطفولة والصبا والشباب من المكدرات والمهدئات فله التحايا الخال هاشم من القلب بدوام الصحة والعافية "آمين" وهناك الخال صديق عبدالكريم الذي لا يرى في المريخ شيئاً جميلاً وأشاطره ذلك ليس "كرهاً" في المريخ ولكنه محبة في الهلال. مع الهلال لا ينفع الحياد. وكان هناك في "حي القنا" الجار والمحب للمريخ القطب "محمد دفع السيد" والذي تبدأ مناوراته بين بيته وزاوية "حاج ميرغني" منذ وقت مبكر وخصوصاً في مباريات القمة الهلال مع المريخ أو مباريات المريخ الخارجية..
يوم المباراة
لم يكن اليوم عادياً, ذهبنا الى ما ذهبنا اليه, وعدنا, والمباراة "عصراً" "وغير مذاعة أو متلفزة" وأصحاب "المشروع الحضاري" لم تكن ثوريتهم المعلنة تعطيهم الحق في اصطحاب مذيع ولكن وزير الشباب والرياضة إبراهيم نايل ايدام لايكلف الحزينة العامة الثورية شيئا. جارنا (محمد ) يقرأ في جامعة القاهرة ويقيم مع خالته (الزلال) وهو هلالي متعصب جدا. مع مغيب الشمس، خرج محمد إلى الشارع، يحمل علم الهلال، ملوحا به للمارة بشارع اللواء محمد نجيب وكان لهذه الحركة الاكروباتية فعل السحر إذ سرت إلى الناس نتيجة تقول بهزيمة المريخ بهدفين. وكان صاحب مقولة الهزيمة جارنا (محمد ) شكك الخال صديق عبدالكريم في معلومة (الجار محمد ) لكنه بدأ في توزيع مشروب البيبسي والميرندا.. هزم المريخ.. وفجأة سمعنا اصوات ومزامير.. قال الخال صديق : سيرة زواج.
قال محمد دفع السيد:انتصرنا
قال المرحوم عمر حميدة : من ماسمعت وشفت الزول حامل العلم  الازرق، يلوح به ويصرخ.. انين -انين. اي هزيمة المريخ بهدفين عرفت أن المريخ فاز بالكأس  
ذهبوا إلى صاحب معلومة هزيمة المريخ، من اين له بالمعلومة.. قال :رويترز.