مراكب الغُربة

مراكب الغُربة عادل سيد أحمد كانت (النيمة) هي المعلم الأخير الذي تبقّى له، فقد تغيّرت كل تفاصيل المدينة: المباني، الشوارع والظلال، ورائحة الهواء.

مراكب الغُربة

مراكب الغُربة

عادل سيد أحمد

 

كانت (النيمة) هي المعلم الأخير الذي تبقّى له، فقد تغيّرت كل تفاصيل المدينة: المباني، الشوارع والظلال، ورائحة الهواء.
ظل يركّز عليها في بحثه بلا طائل، وعندما أَضناهُ المسير، وتأخر عليه الوقت... وجفّت الطُّرقات، توجّه إلى الكنتين القابع في ناصية الشارع، والذى كان  صاحبُهُ قد شرع في مراسم الإقفال:
ياخينا!... بتعرف بيت ناس رجب؟ كان جنبُو في نيمة؟
فنظر إليه صاحب الكنتين كمن ينظر إلى السراب، وقال بكلماتٍ مُمزقة:
النيم كلّو قطّعُوهُ السنة الفاتت، فتحُو بدلُو الشوارع الأنت شايفا دي!... وزولك دا أنا ما أظن سمعت بيهو قبل كدة، قلت لي هو إسمو رجب مِنُو؟
فردَّ عليه الغريبُ، بلا رجاء:
جبريل... كان إسمو رجب جِبْريل!