متر ونصف

متر ونصف اسامة سليمان... امريكا ———— انزلقت الكأس الزجاجية الرقيقة من على حافة المائدة هل بإمكاني اللحاق بها قبل ارتطامها بالأرض؟

متر ونصف

متر ونصف

اسامة سليمان... امريكا


————

 

 

 


انزلقت الكأس الزجاجية الرقيقة  من على حافة المائدة
هل بإمكاني اللحاق بها قبل ارتطامها بالأرض؟  
لا أدري فالمسافة بيني وبينها حوالي المتر ونصف المتر ، ردة الفعل المناسبة كافية لإنقاذها من مصيرها المحتوم إذا قفزتُ ثم جثوت مستنداً على ركبتيّ ماداً كفي في اتجاهها قد أفعل شيئاً .

الأرض الصلبة فيما يبدو لا يعنيها الأمر ، فالارتطام لن يؤلمها ، وهي ليست في شوق للقاء الكأس الرقيقة.

قطع صغيرة ستتناثر هنا وهناك ؛ الأرض ستتأفف قليلاً لكن سيعادُ تنظيفها   وأنا  سيؤلمني صعود الروح الزجاجية الرقيقة لكن المؤكد أن الكأس  في عالمها الآخر لن تعاني المشاعر الحياتية العادية التي طالتنا أنا والأرض.

ركبتاي تؤلمانني إثر ارتطامهما بالأرض الصلبة، يدي ممدودة وأصابعي مفتوحة من أجل توفير مساحة كافية تقي الكأس شر السقوط.
امتعضت الأرض، فسقوط كأس رقيقة على صدرها أهون من ركبتي رجل لكنها كعادتها تمادت في صمتها الأزلي ولم تقل شيئاً.

الكأس في طريقها إلى الخاتمة جاحظة العينين صعدت أنفاسها إلى الأعلى ولا أظنها ستعود سيرتها الأولى ، تمثلت لها حياتها كلها في لحظة دافقة منذ أن كانت رملاً يتقلب في قيظ الصحراء حتى البرودة التي كانت تنعم بها قبيل لحظات  و قطعة الثلج ترتطم بأطرافها في  نشوة .