قصة كتاب

قصة كتاب بقلم : زين العابدين الحجّاز صورة الفنان في شبابه (A Portrait of the Artist as a Young Man) تدور القصة حول صبي نشأ في أيرلندا في نهاية القرن التاسع عشر حيث قرر التخلص تدريجياً من كل قيوده الاجتماعية والعائلية والدينية لكي يكرّس حياته للفن و حب الجمال

قصة كتاب

قصة كتاب

بقلم : زين العابدين الحجّاز

صورة الفنان في شبابه  (A Portrait of the Artist as a Young Man)

 

 

 

تدور القصة حول صبي نشأ في أيرلندا في نهاية القرن التاسع عشر حيث قرر التخلص تدريجياً من كل قيوده الاجتماعية والعائلية والدينية لكي يكرّس حياته للفن و حب الجمال .          

 

                                

بدأت أحداث القصة عندما كان (ستيفن دايدالوس) صبيا صغيرا و حينها كان إيمانه الكاثوليكي وجنسيته الأيرلندية يؤثران عليه بشدة . التحق بمدرسة  دينية متشددة  وسكن في داخليتها . في البداية كان يشعر بالوحدة و الغربة و الحنين الى منزله  ولكن مع مرور الوقت استطاع أن يتأقلم مع جو المدرسة وأن يجد مكانه بين التلاميذ الآخرين . كان يستمتع بزياراته إلى منزله أثناء العطلة الصيفية على الرغم من أن التوترات العائلية  قد تصاعدت بعد وفاة الزعيم السياسي الأيرلندي (تشارلز ستيوارت بارنيل) . أصبح ذلك الموضوع الحساس موضوع جدل سياسي مشحون بالغضب أحدث شقاقا  بين أفراد عائلته أثناء تناولهم  لوجبة العشاء في عيد الكريسماس مما ترك (ستيفن) في شكوك حول أي من المؤسسات الاجتماعية يمكن أن يثق فيها . بالعودة إلى المدرسة انتشرت الإشاعات بأن عددا من الصبية الأكبر سنا قد قُبض عليهم وهم يمارسون أفعالا خليعة فيما بينهم فازدادت شدة الانضباط وازداد المدرسون اليسوعيون في استخدام العقوبة البدنية بضرب التلاميذ . في إحدى المرات تم تكبيل (ستيفن) عندما إعتقد أحد مدرسيه بأنه قد كسر نظارته عمدا لتجنب الدراسة . بتشجيع من زملائه تحلى (ستيفن) بالشجاعة وقدم شكوى إلى العميد الأب (كونمي) الذي تفهمه و طلب منه عدم تكرار ذلك الأمر مجددا تاركا (ستيفن) مغمورا بشعور الانتصار . والد (ستيفن) كان في عوز مالي مما أغرق الأسرة في الديون . علم (ستيفن) بأن العائلة لا تستطيع تحمل نفقات دراسته في تلك المدرسة وأنهم سينتقلون بدلا من ذلك إلى مدينة دبلن . هناك التحق (ستيفن)  بمدرسة نهارية مرموقة حيث استطاع أن ينمو و يتفوق ككاتب وكممثل في مسرح الطلاب . تجربته  الجنسية الأولى التي كانت مع عاهرة شابة من دبلن أطلقت في نفسه عاصفة من الذنب والعار بينما كان يحاول التوفيق بين رغباته الجسدية والأخلاق الكاثوليكية الصارمة المحيطة به . لفترة من الوقت تجاهل نشأته الدينية و رمى بنفسه في الفجور من خلال ارتكابه لمجموعة متنوعة من الذنوب . بعدها وفي اعتكاف ديني مدته ثلاثة أيام استمع الى ثلاث خطب  حول الخطيئة و الحساب والجحيم . إهتز الشاب بعمق وقرر في عزم على إعادة تكريس نفسه لحياة التقوى المسيحية . بدأ في حضور القداس كل يوم وأصبح نموذجا للتقوى و الورع  وإنكار الذات . تفانيه الديني قد أصبح واضحا للغاية لدرجة أن مدير مدرسته قد عرض عليه  التفكير في دخول الكهنوت . بعد النظر في ذلك العرض لفترة وجيزة أدرك (ستيفن) بأن تقشف الحياة الكهنوتية لا يتوافق تماما مع حبه للجمال الحسي . في ذلك اليوم علم من أخته بأن العائلة ستغادر مرة أخرى لأسباب مالية . في انتظار أنباء عن قبوله في الجامعة بفارغ الصبر ذهب في نزهة على الشاطئ حيث شاهد  فتاة وهي تسبح في مياه البحر . لقد أعجب بجمالها إعجابا شديدا وأدرك  في لحظة صوفية بأن حب الجمال ورغبته لا ينبغي أن يكونا مصدرا للعار . بعدها قرر أن يعيش حياته على أكمل وجه  وتعهد بعدم التقييد بحدود عائلته وأمته ودينه . انتقل (ستيفن) إلى الجامعة في مدينة  دبلن و ازداد حذرا من الكنيسة والسياسة والأسرة . في خضمّ ازدياد العوز المالي  لأسرته وبّخه والده وحثته والدته على العودة إلى الكنيسة . في الجامعة أقام عددا من علاقات الصداقة القوية مع بعض زملائه . أصبح الآن أكثر جفافا ومفتقرا لروح الدعابة و قدّم لهم  تفسيرا وراء نفوره من الكنيسة ونظريته الجمالية التي طورها فشعروا بأنهم لا يستطيعون قبول أي منهما . في سلسلة من الحوارات معهم عمل على صياغة نظرياته حول الفن . في حين أنه قد اعتمد على أصدقائه كمستمعين له فقد كان مصمما أيضا على خلق وجود له مستقلا و متحررا من آرائهم  و توقعاتهم . خلص (ستيفن) إلى أن أيرلندا مقيدة للغاية ولا  تسمح له بالتعبيرعن نفسه بشكل كامل وأصبح أكثر إصرارا على تحرير نفسه من جميع الضغوط المقيدة . أخيرا قرر مغادرة أيرلندا هربا منها تماما مثل (دايدالوس) الأسطوري المشابه لاسمه كان (ستيفن) يأمل بأن تكون له أجنحة تمكنه من الطيران فوق كل العقبات لتحقيق حياته كفنان . إتّخذ قراره بالإعتكاف في المنفى الذي فرضه على نفسه ولكنه كتب في مذكراته عن علاقته بوطنه : " ... أنني أرحل لكي أقابل للمرة المليون حقيقة التجربة ولكي أصنع في مصهر روحي ذلك الضمير الذي لم يُخلق لبني عرقي " .

 

 

(صورة الفنان في شبابه) رواية للكاتب الأيرلندي (جيمس جويس) تم نشرها لأول مرة عام 1916 في الولايات المتحدة . لقد كتب هذه  الرواية بأسلوب حداثي حول الثورة الفكرية والدينية لشخصيتها الرئيسية (ستيفن دايدالوس) الذي يمثل شخصية الكاتب نفسه إشارة إلى (دايدالوس) المهندس والنحات المذكور في الأساطير الإغريقية . هذه الرواية بالإضافة الى روايته القصيرة (أهل دبلن) قد وضعت (جيمس جويس) في مقدمة كتّاب الأدب الحداثي .