تحية زروق.. نجمة شباك الزمن الجميل

تحية زروق.. نجمة شباك الزمن الجميل

عامر محمد أحمد

اقتحمت "تحية زروق" بموهبتها الكبيرة مجال التمثيل المسرحي والاذاعي في فترة خصيبة في تاريخ الفنون في السودان, وكانت مثيلاتها قليلات من بنات الأسر الكبيرة اللائي يدخلن هذا المجال في مجتمع محافظ جداً, إلا ان تحية "كسرت" كل القيود على النساء وأقامت لنفسها سرادقاً من المجد الفني, جعلت كل منتقديها يقفون لها اجلالاً لهذه الموهبة الكبيرة والحضور المميز, فهي بحق كانت سيدة المسرح السوداني وكانت لها خصوصية تميزها عن قريناتها بالحيوية واجادة التعبير عن الشخصية وتقمصها وفي التقاط كل شاردة وواردة عن الشخصية التي تؤديها على المسرح. وفي ظل سيطرة مسرح الفاضل سعيد على المشهد, استطاعت "تحية زروق" جذب المشاهد للأعمال المسرحية الاجتماعية ووضع اسمها كنجمة شباك في حالة فريدة من نوعها على مستوى الوطن العربي..

خطوبة سهير

مسرحية "خطوبة سهير" للرائد المسرحي الراحل حمدنا الله عبدالقادر, تعد معلقة اجتماعية لم تكتب شعراً ولكنها كتبت بمداد الصدق عن التغيرات الاجتماعية التي أحاطت بالسودان في بدايات حكم الرئيس النميري, كما تنبأت بمظاهر سالبة كثيرة دخلت على المجتمع واستوطنت وأضحت من الأزمات الاجتماعية, وكانت تحية زروق قد توهجت في هذه المسرحية مع المبدع الكبير "مكي سنادة" والممثلة الكبيرة فتحية محمد احمد. هذه القيمة الرمزية الكبيرة التي جسدتها "تحية زروق" في المسرح السوداني لم تتكرر الى يوم الناس هذا على مستوى انتاج الأفكار وتعميق معرفة الفرد للمجتمع بالتشخيص الجيد والحضور المسرحي ولكن هذه التجربة الكبيرة لفنانة رائدة ساهمت عوامل عديدة سياسية واجتماعية  في توقفها في محطة فترة السبعينيات والتسعينيات وهاجرت "تحية" الى الولايات المتحدة حيث تعيش بعيداً عن المسرح القومي بام درمان الذي احبته واحبها وتبادلا الحب بحضور جمهور لم يتكرر لأي ممثل لا يضحك الناس وانما يزيد من وعيهم بواقعهم..