قصة كتاب
قصة كتاب بقلم : زين العابدين الحجاز عربي المستقبل (The Arab of the Future) بدأت القصة في فرنسا حيث ولد (رياض ساطوف) عام 1978 . وصف (رياض) نفسه بأنه صبي صغير مثالي له شعر أشقر بلاتيني و عيون جرو مشرقة
قصة كتاب
بقلم : زين العابدين الحجاز
عربي المستقبل (The Arab of the Future)
بدأت القصة في فرنسا حيث ولد (رياض ساطوف) عام 1978 . وصف (رياض) نفسه بأنه صبي صغير مثالي له شعر أشقر بلاتيني و عيون جرو مشرقة . (رياض) هو أول أبناء (كليمنتين) وهي فرنسية محافظة و(عبد الرزاق ساطوف) و هو رجل سني سوري لامع . التقيا عندما أشفقت (كليمنتين) على فشل (عبد الرزاق) في جذب صديقة لها . الموضوع الرئيسي للقصة هو كيف يجب أن ينظر الشاب (رياض) إلى والده كبطل . ومع ذلك تم تصوير (عبد الرزاق) على أنه شخصية معقدة كونه مثقفا وطموحا وأبا محبا لكنه أيضا منافق و جنسي وعنصري وفي نفس الوقت سلطوي تجاه زوجته وأطفاله ولكنه يكاد يكون طفوليا في علاقاته مع والدته وأخيه الأكبر . يبدو أن (عبد الرزاق) متنازع بشكل خاص مع الدين . كان يفضل أن يصف نفسه بأنه عصري علماني يشرب الخمر ويأكل لحم الخنزير ولا يصلي لكنه أيضا يحث ابنه (رياض) على احترام الله وتعلم قراءة القرآن بدافع تأثير أسرته المحافظة ومجتمعه السوري . بفضل تدوين (كليمنتين) لأطروحته وجعلها مفهومة باللغة الفرنسية حصل (عبد الرزاق) على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة السوربون . في عام 1980 انتقلت عائلته إلى ليبيا بعد قبوله في وظيفة أستاذ مشارك . كان يتم دفع مرتبه بالدولار الأمريكي و إرساله إلى حساب مصرفي في جزر القنال . ألغى الرئيس معمر القذافي الملكية الخاصة مما يعني أن جميع المساكن غير المأهولة قد أصبحت عرضة للاستيلاء عليها . هذا قد تسبب في خسارة عائلة ساطوف لمسكنها الأول عندما طالبت به أسرة شرطي . أصبحوا مجبرين على الانتقال إلى مبنى سكني كبير يوصف بأنه مجمع للمغتربين . صادق (رياض) طفلين جارين لهم وهما الفتاة الهندية (أباني) والفتى اليمني (عدنان) . على الرغم من صغر سنه فقد كان (رياض) يراقب دعاية نظام القذافي وندرة الطعام المتكررة والتقنين . ظلت الأسرة في ليبيا لمدة عامين كانت تزورهم خلالها جدته وعمه من سوريا .عندما أعلنت الجماهيرية الشعبية في عهد القذافي قوانين جديدة تطالب الناس من مختلف الطبقات الاجتماعية بتبادل المهن خشي عبد الرزاق من فقدان وظيفته في التدريس وغادرت الأسرة ليبيا في عام 1982 . عادت الأسرة إلى فرنسا لفترة قصيرة . إلتقى (رياض) مع جدّه لأمه المطلق حديثا والذي كان مولعا بالنساء ثم أقاموا مع جدة (رياض) في بريتاني . هناك عرفته جدته عن تاريخ الأسرة وعن تاريخها حيث تعرضت للإيذاء الجسدي . أوضحت له أوجه تشابه بين الريف الفرنسي في الماضي مثل جارتها المسنة التي تعيش في ظروف ريفية للغاية والعالم العربي النامي في العصر الحديث . إلتحق (رياض) بروضة أطفال محلية حيث تمت الإشادة به لرسوماته للرئيس الفرنسي جورج بومبيدو وتمثال لثور . أثناء وجودهم في فرنسا (كليمنتين) أنجبت (يحيى) شقيق (رياض) الأصغر . حصل (عبد الرزاق) على وظيفة تدريس في سوريا وانتقلت العائلة إلى مدينة طير معلا مسقط رأسه قرب حمص . واجه (رياض) تنمرا شديدا حيث اتهمه اثنان من أبناء عمومته بأنه يهودي وعذباه بلا رحمة على ما يبدو بسبب شعره الأشقر ووالدته الأجنبية . يبدو أن عداء أبناء العم له كان بسبب نزاع مالي بين والدهما عمهما (عبد الرزاق) . شهد (رياض) أيضا التفرقة الصارمة بين الجنسين والطوائف والرقابة الإعلامية وإساءة معاملة الحيوانات والفساد وسوء الصرف الصحي والفقر المدقع . تصادق (رياض) مع (وائل) و(محمد) وهما من أبناء عمومة آخرين صارا يعلمانه اللغة العربية السورية . كانا يحاولان حمايته من المتنمرين وهما في نفس العمر تقريبا . لاحظ (رياض) العبادة الشخصية المحيطة بحافظ الأسد الذي يراه أكثر شراً من القذافي في ليبيا . أراد عبد الرزاق أن يلتحق (رياض) بالمدرسة لكن (كليمنتين) خشيت أن يكون صغيرا جدا ثم حظرته تماما بعد أن شاهدت مجموعة من الأولاد وهم يعذبون ويقتلون جروا كرياضة . عادت عائلة ساطوف فجأة إلى بريتاني في فرنسا . تزوجت جدة (رياض) مرة أخرى و زوجها الجديد صار يحب (رياض) . شعر (رياض) بالارتياح وتوقع بقاء العائلة في فرنسا إلى الأبد . سافرت العائلة لاسترداد راتب (عبد الرزاق) الليبي نقدا من حسابه المصرفي الخارجي . شعر (رياض) بالرعب عندما صار يخطط والده الذي أصبح لديه الآن المال لبناء فيلا أحلامه للعودة إلى سوريا مدركا أنه سيتعين عليه الذهاب إلى المدرسة هناك ومواجهة المتنمرين .عادت عائلة ساطوف إلى مدينة طير معلا في سوريا حيث ذهب (رياض) إلى المدرسة المحلية . أحد أبناء عمومة (عبد الرزاق) هو لواء في الجيش السوري قد أخذ عائلة ساطوف لزيارة آثار تدمر . (ليلى) ابنة عم أخرى غير متزوجة لكنها حملت . عندما اكتشف والدها وشقيقها حملها قتلوها حفاظا على شرف العائلة . تم الابلاغ عن الجريمة الى الشرطة وتم سجن القتلة ولكن تم تخفيف عقوبتهم لاحقا وإطلاق سراحهم بعد بضعة أشهر . عمل (عبد الرزاق) أستاذا في سوريا وكان من بين طلابه أحد حراس حافظ الأسد . أصبح (عبد الرزاق) ممزقا بين رغبته في أن يكون رجلا مستنيراً معاصراً وبين ولاءه لزوجته المحافظة . سافرت (كليمنتين) والأطفال إلى بريتاني في فرنسا لكي تلد (فادي) طفلها الثالث . بعد عودتهم إلى سوريا تصالح (عبد الرزاق) مع أسرته ووافق على ختان (رياض) و أعلن بأنه سيبدأ وظيفة جديدة في المملكة العربية السعودية . رفضت (كليمنتين) اصطحابه مع أطفالها إلى المملكة العربية السعودية لذا فقد قررت العيش هي وأطفالها في بريتاني بدون زوجها . في نهاية الفصل الدراسي قام (عبد الرزاق) مفاجئة لهم وأخذهم في إجازة إلى سوريا . في العام التالي أمضت (كليمنتين) والأطفال العام الدراسي مرة أخرى في بريتاني ثم انضموا إلى (عبد الرزاق) في سوريا لقضاء الإجازة . لقد أصبح (عبد الرزاق) أكثر إسلاما و ورعا و رفض بشدة أفكار (كليمنتين) العلمانية . أدت التوترات بينه وبين (كليمنتين) إلى انفصالهما . أخذ (عبد الرزاق) مدخرات الأسرة وطفلهما الأصغر (فادي) إلى سوريا تاركا (كليمنتين) في بريتاني مع طفليهما الأكبر (رياض) و (يحيى) . أثناء سنوات دراسته في سن المراهقة في مدينة رين الفرنسية بدأ (رياض) في القراءة على نطاق أوسع بما في ذلك روايات لوفركرافت و الان كارديك عن الروحية و الكتب الكوميدية باللغة الفرنسية لمؤلفيها موبيوس وفيليب دروليت وانكي بلال . كافحت (كليمنتين) لاستعادة (فادي) لكن السلطات الفرنسية لم تكن قادرة على مساعدتها لأنها لا تزال في عصمة . في النهاية حصلت (كليمنتين) على الطلاق والحضانة القانونية للأطفال على الرغم من أن زوجها قد استأنف القرار . زار (عبد الرزاق) فرنسا واكتشفته والدة (كليمنتين) بالصدفة في مكتبة عامة . وافق على مقابلة (كليمنتين) والأطفال وبعد محاولة إقناعهم بالعودة معه إلى سوريا فقد وافق بدلا من ذلك على إعادة (فادي) اليهم .
(عربي المستقبل) هي رواية مرسومة للكاتب (رياض ساطوف) رسام الكاريكاتير الفرنسي السوري عبارة عن مذكراته التي سرد فيها طفولته و نشأته في فرنسا وليبيا وسوريا في السبعينيات والثمانينيات والتسعينيات من القرن العشرين . حاز المجلد الأول من الرواية على جائزة فوفي دواور لعام 2015 لأفضل رواية مرسومة في مهرجان أنقوليمي للفكاهة العالمية . حصلت رواية (عربي المستقبل) على إشادة من النقاد على نطاق واسع وتعتبر من كلاسيكيات الروايات المرسومة . تمت ترجمتها إلى ست عشرة لغة مما يدل على جاذبيتها الدولية . لاحظ العديد من النقاد بأنه على الرغم من جميع أخطائه ظل والد (رياض ساطوف) شخصية جذابة ومثيرة للاهتمام حيث كتب (آدم شاتز) في صحيفة نيويوركر : " على الرغم من كل تصريحاته الصاخبة ضد اليهود والأفارقة وقبل كل شيء الشيعة ظل (عبد الرزاق) محبوبا بشكل غريب " . لقد استلهم (رياض ساطوف) عنوان الرواية من رؤية والده المثالية لتربيته على أن يكون "عربي المستقبل " . في بداية القصة قال والده : "سأغير كل شيء بين العرب . سأجبرهم على التوقف عن التعصب وتثقيف أنفسهم والدخول إلى العالم الحديث . سأكون رئيسا جيدا " .