غليان

غليان فوزية خليفي.. الجزائر بعد أن تركتك لتنام، في ذلك الوقت من " الابتهال"، لم أنم فعلا أنا.. كانت الحمى منك قد اجتاحتني حتى النخاع !

غليان

غليان

فوزية خليفي.. الجزائر

 

 

 

بعد أن تركتك لتنام، في ذلك الوقت من " الابتهال"، لم أنم فعلا أنا..
كانت الحمى منك قد اجتاحتني حتى النخاع !
وفضلت ان أعدّ لنفسي أيضا كوبا من " الجينجر بالليمون"؛ لكنك لحقت بي ..أحببت دائما لحاقك بي إلى المطبخ، مع أني رجوتك مرارا، " كاذبة" ألا تفعل..! 
فالأكل، بعد دخولك خلفي، ينتهي به المطاف..مالحا جدا، وحارا جدا..وأحيانا بطعم اللبن !!!
كنتَ ماتزال محموما، لكنك عاشق مذهل، حتى في المرض! 
لم أعد حينها أدري عن تلك النار..أهي تتوقد تحت إناء الماء، أم في مغارات روحي العميقة !
عرق..وآهات..وحدود تتماهى، وجمرات تُصَيِّرُها حروف إسمينا، يصهرها الهمس.
..من قال إن الرغبة أنثى..كان يقصدني أنا..
من  يعرف كيف  يصبح الألم حلوا، حين يكون منك أنت !! 
والجسد معصرة من ألم..ترشح بأجود زيوت الدنيا، 
تحيلك الحمى..حبيبا، برتبة الالتهاب، لا شفاء له، ..غير ما يتفجر من مشرب العشق فيك..
كنتُ قد علمت، منذ علمَ كل أناسٍ مشربهم ، أنك منتهى الإرواء.
وان تلك الصرخات التي تكتم نفسها ..وتلك الدموع التي لم أجد لها إسما..!!
(فقط أدركت أني قد أبكي عشقا، أيضا..!)
وكل تلك الهضاب والوديان والسهول والجبال والمنحدرات التي (هصرتها) يداك، لم تعرف معنى الحياة، إلا معك..
غلى الماء كثيرا، حتى اقترب الإناء أن يحترق، وغلت دماؤنا حتى، كان لا بد لها أن تسكن..فأشهدَ، بعد استكان الثورة، بحبٍ.. عينيك المتعبتين، تنغلقان بتؤدة، وأنفاسك تهدأ على صدري..
ليس غير قبلة أخيرة على عنق النهد، تشكر الله، أننا معا.
وصدى آخر ما ارتكبه صوتك الغالي..مما يشبه الهسيس و الحمحمة المنهكة، يتردد في المكان..
يرافق ارتداداتك بعد النشوة،  المبهرة تلك،
 كيف لم يضعوا عِلما خاصا لارتدادات نشوتك ؟؟!!
..وبعض الألم بعنقك..ما يجعل  ثغرك يفتر عن تلك الابتسامة الغالية دوما :
- لماذا تقحمين رقبتي، في كل معركة  بيننا، يا حبيبتي الشرسة؟!!!