دراما- ال YouTube (٢)
دراما- ال YouTube (٢) أبوطالب محمد تناولت سابقا في لمحة سريعة الوجه الدرامي المعاصر الذي أطلقت عليه الدرام- ال /يوتيوبية التي احتلت وسائط التطبيقات وشغلت العباد. ونال التناول قبولا من المهتمين واستخفافا من البعض؛ ومنهم من آثر الصمت ولهم مني جميعا وافر الشكر والتقدير.
دراما- ال YouTube (٢)
أبوطالب محمد
تناولت سابقا في لمحة سريعة الوجه الدرامي المعاصر الذي أطلقت عليه الدرام- ال /يوتيوبية التي احتلت وسائط التطبيقات وشغلت العباد. ونال التناول قبولا من المهتمين واستخفافا من البعض؛ ومنهم من آثر الصمت ولهم مني جميعا وافر الشكر والتقدير. أردت في هذا الجزء أن أشير إلى أنموذج لكل حلقة من الدراما المبثة بمختلف مسميات أشخاصها، وفي هذا الجزء سوف يجيء حديثي عن سلسلة بليل (كرتون سوداني) الأفكار والأصوات أشرف بشير وامتثال في الغالب الأعم تحريك Animations خالد ابوالقاسم و لكني لا استطيع الحديث عن جميع الحلقات بحسبان أن منتوجها وافر ومتنوع المشارع، إنما سوف أشير إلى الطابع الفني العام التي تشتغل عليه.
تأسست هذه الحلقات على طابع بناء التحريك الفني مما أكسبها قبولا واستحسانا لدي التلقي. وسبب أخر جعلها بهذا الشكل هو فترة التباعد الاجتماعي التي نشأت وترعرت فيه ألا وهو الظروف الصحية العامة. هذا من حيث مبررات الطابع الفني والنشأة الفنية. أخطأت الحلقات حسب تقديري في أمرين أساسيين أولها: لم تحدد حلقات (بليل) الفئة المجتمعية المستهدفة هل هي دراما خاصة بالطفل؟ أم دراما خاصة بفئات أخرى؟ إذا افترضنا أنها تهتم بالطفل، هنا أيضا تتعقد طرق المنهج التي سارت عليها باعتبار إن الحلقات تتناول موضوعات في مستواها أعلى من شريحة الأطفال حيث بثت مواضيع عن:(زيادة ارتفاع أسعار الكهرباء، العيش، إيجار المنازل، و الديون... وهلم جرا. هذه الموضوعات ليست للأطفال رغما عن بناء Animations ( الرسومات المتحركة) المستهدف لكافة فئات المجتمع. وصحيح أصبحت تقنية الAnimations عالمية يعتمد عليها في كثير من أنواع الدراما وأفلام الأوسكار وتصلح لكافة فئات المجتمع لأنها سهلة في الإنتاج ولا تستهلك مدة زمنية أطول وتعطي لمحة عن أثر التكنولوجيا على الفنون. ومنتجو بليل لهم حرية الاتباع لأي أسلوب فني ينتهجوه طالما العولمة فتحت منافذ التوظيف بصورة مدهشة . من هنا ينبغي أن تحدد حلقات (بليل) المسار الفني الذي تتوجه به، إذا كان للأطفال ينبغي أن تنوع في أساليب البث الدرامي وتقسمه إلى مواد فنية هادفة تصلح للطفل وتكون مواد لها جذورها بالأصل الثقافي السوداني حتى تمثل حلقة ربط من زاوية البناء الفني بالإنتاج الدرامي الذي بث عبر خشبة المسرح والتلفاز في عقود ماضية. وإذا أرادت حلقات (بليل) من هذا الشكل أن تتوجه لفئة عمرية أخرى ينبغي أيضا أن تجود في مضامين المادة الفنية بذات أسلوب التحريك الفني المتبع مع مراعاة ازالة الألفاظ وتقديم المادة في شكل يحترم الفئات المشاهدة ويرتبط بجذره التاريخي.
أفسح في الختام ملاحظة مستخلصة عن بداية كل حلقة - يقول فيها بيليل: (قبال ما نبدأ الحلقة دي برعاية......... ) ذاكرا الجهات الراعية بمختلف مسمياتها في بداية كل حلقة، وهو إثبات الحق الأدبي . هذه الراعية يمكن أن تساهم وتغير في بناء المسار الفني وتجعله مشخص أدائيا ومستوعبا أوسع قدر من الموضوعات الداعية للتغيير الاجتماعي وليس نقل الواقع بضبانته كما هو في قالب كرتوني وهو خلط استحضرت فيه من يدهن حجر بثمرة التفاح، لا هو تفاح يؤكل ولا هو حجر!.