رِيْحَةُ المُوْج والنَّوَارِسْ

رِيْحَةُ المُوْج والنَّوَارِسْ لجامات الخيول العرينيَّة عادل سيد أحمد ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كانت الأسود في العرين وخارجه، قبل وبعد الإنشطارات، ترى في الخيول وصنيعتها البغال الكرنفالية، وبغال ما بعد الكرنفال، كانت تراها لقمةً سائغة،

رِيْحَةُ المُوْج والنَّوَارِسْ

رِيْحَةُ المُوْج والنَّوَارِسْ
لجامات الخيول العرينيَّة

عادل سيد أحمد
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

 

كانت الأسود في العرين وخارجه، قبل وبعد الإنشطارات، ترى في الخيول وصنيعتها البغال الكرنفالية، وبغال ما بعد الكرنفال، كانت تراها لقمةً سائغة، وتابعاً ذليلاً مضمونا، وفصيلاً خانع من فصائل المعارضين، فكانت تلهو بهذا الفصيل بألف طريقة وطريقة، لأنها كانت تعلم، علم اليقين، أن الحصان المجنح في الجيب، طالما دام افتتانه بولوج العرين، وتسلم مقاليد الأمور، رغم عجزه الذي اكدته التجارب العديدة عن ادارة كنتين.
وكانت كراهية الحصان المجنح للفصائل اليسارية في الغابة، أمراً فطرياً، ونشأ معه وترعرع، وقد لاحظه أبوه منذ سنواتٍ عديدة، ونبه علناً بالميل الفطري عند الحصان المجنح لفصيلة الأسود الجرباء، وتماهيه معرؤاها ومشروعاتها ورؤيتها، واتخاذ أفراداً منها خلصاء، حتى بعد علمه بأنها تتمنى، وتتحرَّق شوقاً، لنهش لحمه، والإجهاز على جسده، تحدوها المتعة، والقرم للحس دهنه، وقرمشة عظامه، عظمة، عظمة!
ولكن عندما يغلي الشارع، وتفور براكين الغضب وسط الثوار، يكون للحصان المجنح دورٌ أهم من مجرَّد اعتباره وجبة لذيذة، فتلجمه، وتسوسه الأسود الجرباء، وتدفع به لتخريب الشعارات، ولإبطأ الثوار، ولكسر العزائم، وتثبيط الهِمم، وتنسى مؤقتاً لحمه الشهي، ودهنه المسيل للعاب، وعظامه المقرشة.
ولم يكن هُوَ يخيب ظنها، أبداً.
وبعد أن يهدأ مرجل الثورة، تدفع به، وبفصيله لجلب القوافل، والإشتراك مع البغال في جر حناطير العرين.
وقد أبدى الحصان المُجنح، أكثر من مرة، همَّة عالية، وعزيمةً لا تلين في سحب القوافل، وفي جرِّ الحناطير...
وعندما يسأل عن أسباب هذا التفاني، وذلك الحماس، كان يتشاغل بصبغ ذيله بالمزيد من الحناء، وفي أحيانٍ قليلة، أخرى، كان يرد بكلمات غير مفهومة، ظل المجتمع الغابي يصفها بأنها:
-    (كلام الطير في الباقير)...
وكان في أعماقه يعلم، إن حليفه الأبدي هو الأجرب وتلاميذه، ولكن هذا كان عصياً على الإعلان، لا لأنه سيفقد مكانته فحسب، وإنما لأن إنتماءه الروحي للأسود الجرباء سيدعم شعار ثورة ديسمبر 2018م.:
-    (الحِصَّة وطن!).
بحيث سيلتهم الشعار، فيمن سيلتهم، شخصه، وابنه البغل الكرنفالي المجنح، وخيولٍ أخر،ى سيوفها مع المعارضة وقلبها على العرين!