أحاديث عن القاص نبيل غالي بقلم | علي مؤمن

أحاديث عن القاص نبيل غالي    بقلم | علي مؤمن

أحاديث عن القاص نبيل غالي

 

بقلم | علي مؤمن

 

مما لاشك فيه أن الأستاذ نبيل غالي يعد هرما ورمزا كبيرا ومبهرا من رموز الثقافة والإبداع في قطرنا ، إذ ظل هذا السادن الثقافي والفكري والإبداعي يرفد -دون كلل- الحركة الثقافية والإبداعية المحلية والقطرية بل والقومية لسنوات تطاولت بدأت منذ أواخر سنوات الستين  من القرن الذي ولى وإلى يوم الناس هذا ، وكان لنبيل وثلة من مجايليه - أدباء وكتاب ومثقفين - شرف تأسيس رابطة سنار الأدبية ذات الصيت الواسع والعريض والتي جاء الإرهاص بها الذي تلاه من ثم تأسيسها ما بين السنوات (١٩٦٨-١٩٦٩) غني عن القول أن من مؤسسي هذا الكيان الأهلي البازخ :-

نبيل غالي ، مبارك الصادق ، صلاح محمد الحسن نجيب عبدالرحمن ، حسن عبدالعزيز ، عبدالرحمن محمد (دقش)، جميل غالي ، مالك الشويه ، عادل الصاوي ، التاج النعيم ، وآخرين

 

تواصل عطاء نبيل وجهده المبذول في غير من - في أجناس الكتابة الثقافية والإبداعية كافة :-

القصة ، النقد ، والمتابعات الثقافية ..الخ إلى العام تسعين وتسعمائة وألف الذي فيه ترجل وتباعد -ربما فريا- عن الكتابة الإبداعية واتجه بكلياته إلى التوثيق الثقافي والإبداعي الذي نزر نفسه إليه تماما ، وعن التوثيق يمكن الزعم أنه يمثل شأن لا يقل أهمية عن ما عداه وقد أصدر في هذا الإطار -التوثيقي - حتى الآن الآتي

١- ببليوغرافيا الرواية السودانية (١٩٤٨-٢٠١٥)

٢-دراسة ببلومترية وثائقية عن إبراهيم إسحق .ومن مشروعات مبدعنا نبيل غالي التي يشتغل عليها في هذه الايام .3/ببليوغرافيا عن القاص والروائي والشاعر محمود محمد مدني 4- ببلوغرافيا عن القاص والروائي عثمان الحوري

 

      في الحراك الثقافي

لعب نبيل غالي رفقة آخرين من رابطة سنار الأدبية إضافة لعدد مقدر ومعتبر من مثقفي ومبدعي تلك المدينة ذات البعد التاريخي دورا كبيرا فيما يتعلق بعملية التنوير وإشاعة المثاقفة والارتفاع بمعدلات الوعي بمجتمعهم المحلي كيف لا وسنار التاريخ بكل ما تشيعه من معان وتوحي به من دلالات جد عميقة قد شغلت مجمل أمتنا وحظيت بكبير اهتمامها وقد عبر عن هذه المعاني أو بعضها شعرا مبدعنا الضخم د.محمد عبدالحي

سنار تسفر في بلاد العرب

جرحا أزرقا قوسا حصانا

أسود الأعراف

فهدا قافزا من عتمة الدم

معدنا في الشمس مئذنة

نجوما من عظام الصخر

رمحا فوق مقبرة

نفيد بأن النفر الذي أشرنا إليهم بعالية وضمنهم مبدعنا نبيل ساهموا عبر رابطة سنار الأدبية هذا الجسم الثقافي الإبداعي الأهلي الذي نشأ في قوة ومنعة في إحياء العديد من الفعاليات الثقافية بالمدينة ( ندوات، محاضرات ،وأمسيات شعرية ) غني عن القول أن هذا النشاط إمتد بل وتمدد لخارج نطاق سنار إلى الأرياف حولها إضافة لبعض المدن انتهاءً بالعاصمة القومية التي احتضنت صفحات صحافتها الأدبية في رحابة إبداعات النبيل الغالي ، ومبارك الصادق ،وودالفكي ، والشويه ..الخ وفي إطار هذه المعاني نفيد بأن نبيل وآخرين من رابطة سنار الأدبية سعوا في جدية إلى الالتقاء بأسرة رابطة الجزيرة للآداب والفنون بود مدني ونتج عن ذلك تبادل الزيارات ومن ثم المشاركة في بعض المناشط الثقافية بالإقليم الأوسط التي كانت بمثابة سانحة طيبة جمعت بين الكيانين في قوة ومنعة بالذات في الجوانب المتعلقة بالنشر .

 

     في النشر

ساهم مبدعنا نبيل غالي مساهمات جديرة ومعتبرة في عملية النشر الاهلي عبر الجهد الذاتي من خلال وعبر الإصدارات المتفرقات لرابطة سنار الأدبية وفي إطار تطوير عملية النشر والارتقاء بها إلى آفاق أرحب جاء تتويج هذه المجهودات متمثلا في إصدار الزرقاء وهي مجلة ثقافية محكمة عنيت تماما بكل الأجناس الثقافية والإبداعية وسعت -الزرقاء- وأحسبها وفقت تماما في أن (تستقطب /تستكتب ) أوانذاك جل الفاعلين في الساحة الثقافية والإبداعية من رهط القصاصين والشعراء والنقاد  بودمدني ، وكسلا ، والخرطوم ، غني عن القول أن الزرقاء وغيرها من الإصدارات السنارية الثقافية الفاعلة والمعتبرة كانت تتم طباعتها ومجمل إخراجها بمجهودات شخصية وذاتية للأستاذ نبيل الذي يعمل على تجميع المواد من الكتاب بعد التنسيق معهم ويلي ذلك الطباعة لى الآلة الكاتبة ويعقب ذلك الدفع بها لماكينة الرونيو ومجمل هذا العمل اليدوي الشاق يقوم به بكلياته ذلك الإنسان الصبور والدؤوب الأستاذ نبيل غالي ، أما في شأن تدبيس مجلة الزرقاء فكان يعهد به الأستاذ نبيل إلى إحدى مطابع سنار القديمة وفيما يتعلق بتصميم الغلاف المصقول والملون فكان يعهد به لشقيقه الفنان التشكيلي جميل غالي ،

أشرف الأستاذ نبيل غالي عبر رابطة سنار الأدبية وبالتضامن مع مكتب الثقافة والإعلام بسنار إضافة لما أوردناه -أشرف- على طباعة وتوزيع بعض الكتب واللافت في هذا الإطار أن ماتم إنجازه من هذه المطبوعات -عبر الرونيو - حظي بتصميم وإخراج جد رائعين - ربما إلى حد الدهشة - إضافة لخلو مكتوبها السطري وتباعده لحد مذهل عن الأخطاء (المطبعية والنحوية ) من جملة هذه الكتب نشير - على سبيل المثال وليس الحصر - إلى الآتي :-

١- مجموعة قصصية لعيسى الحلو

٢- دراسة نقدية لعبداللطيف علي الفكي

٣- مجموعة قصصية مشتركة لمبارك الصادق ، نبيل غالي ، وودالفكي

٤- كتاب في اللغة والمؤانسة لمحمد الحاج محمد صالح

٥- ديوان شعر لشمس الدين حسن خليفة

وكانت هذه الإصدارات وغيرها توزع على الملاحق الثقافية بالصحف السيارة والراوابط الأدبية بالمدن كافة والأندية والأفراد ممن يطلبونها ولمجمل المهتمين بالشأن الثقافي 

       في المسرح

ربما لا يعلم الكثيرون أن لنبيل وشائج أوقل علائق حميمة وذات أبعاد عملية بفن المسرح

إذ لم يتطرق أحد -على حد علمي - لهذا الشأن لدن التطرق بالأماديث عن هذا المبدع ذو الإهتمامات المتعددة وفي هذا الشأن وفيما يتعلق به (نفيد / نشير )إلى أن اهتمام نبيل بالمسرح واسع وعريض مثله مثل اهتمامه بالأجناس الإبداعية الأخرى لذا نرى لابد من أن نتوقف مشيرين ومسلطين الضوء على بعض اسهاماته  في الشأن المسرحي ، وهنا نورد بعض النصوص التي اشتغل عليها كمخرج على النحو التالي :-

١- الخريف لنبيل غالي

٢-  عرس بنت حاج أحمد لمبارك الصادق

٣-  الحمير لتوفيق الحكيم

٤-  الرحلة لمحمد محيي الدين 

٥-  ضوالبيت للطيب صالح

 

الجدير بالذكر أن بعض هذه النصوص قدمت من على ادمسارح بعض الأندية بسنار ، وودالحداد ، ومركز شباب سنار ، إضافة لخشبة مسرح الجزيرة بودمدني .

 

       حديث الختام

 

جهات عدة عنيت تماما بنبيل  واهتمت به من خلال اهتمامها بمنجزه في حقل الأدب والفنون ومن ثم سعت هذه الجهات إلى الاحتفاء عبر الأوسمة والميداليات التي نورد منها -على سبيل المثال- ما يجيء على النحو الاتي ٠

أ- نوط الجدارة للآداب والفنون ١٩٨٠

ب- الوسام الذهبي للنقد والدراسات ١٩٨٤

ج- الميدالية الذهبية للآداب والفنون من ولاية الخرطوم ١٩٩٧

د- درع المنظمة العالمية للملكية الفكرية (وأببو )٢٠٠٨

ه- درع النادي القبطي بالخرطوم ٢٠١٠

- إضافة لما تقدم فقد احتفل به وكرمه نادي القصة بالخرطوم الذي أعد بمناسبة تكريمه إصدارة خاصة كرست للحديث عنه وعن مناقبه وإنجازاته المتفرقات ، في الختام نورد أن ما سطرناه ماهو إلا بضع كلمات مختزلات في حق هرم من أهرامات الثقافة والإبداع في بلادنا متعه المولى بالصحة والعافية مع جزيل التحيات الطيبات