*تسقط بس.. *الحسين مجلي

*تسقط بس.. *الحسين مجلي

ا *تسقط بس..
*الحسين مجلي
 ظهرت  جملة ونغمة تسقط بس في ظل معطيات صعبة ووسط سخط وغضب على نظام قاهر ومدمر للبنية النفسية للكبار والصغار على حد سواء وتحولت تسقط بس من شعار ثوري الى كلمة وفلسفة عدمية وفي الاعتقاد السائد بين الشباب  بأن كل القيم ، والمعايير والمثل والعادات وكل  الأخلاقية القديمة  لا أساس لها من الصحة ويجب كنسها من عقول وقلوب الناس . ، وهذا النوع من الفلسفة يوضح مفهوم العدمية المطلقة ، و ماقد تجر إليه ومن هذه النقطة تزداد   قيمتها  لدى شريحة مهمة تمثل كل المستقبل ومن الواضح ان ، مما يجعل لهذه الفلسفة  ارتباط بالواقع المعاش وازدياد الفجوة بين أبناء والآباء وجيل واجيال سبقته في العلم  التجربة ولكنه يصر  بشكل كبير على التقوقع داخل مساحة التشاؤم والشك .وهذه الظاهرة العدمية تزداد في كل يوم وبالتالي تزيظ الفجوة واذا كان هناك عدد من الفلاسفة الذين أمنوا بالعدمية بل  وتحدثوا عنها بكل جرأة ووض ح وعن مدى تأثيرها على الهدف الكوني فإن بلادنا خير تمثيل لها هي عبارة .  *تسقط بس* التي اخدت منحنى  سلبي وعدائي لكل قديم ،كون انها لم تجد القيادة التي تكنس آثار الفشل القديم وتطرح رؤية جديدة لسودان يسع الجميع ... الا ان  أثرها على المجتمع  ، والثقافة ، والقيم كان  أثر  سيء بدون شك ، حيث أنها ولدت الكثير من الكآبة ، والشعور بالقلق ، والاحباط والغضب والخوف . والشك والجدال إذ ظهر ذلك جليًا  في الحلقة المفقودة مابين القيادة والجماهير الشبابية  وذلك لعدم مقدرتها في صناعة المشروع الوطني .... فإنفلتت دفة القيادة وانتكست الثورة وذلك نتاج لعدم فهم القيادات للوجدان السوداني الباحث عن العدل في المقام الأول وإعدام كل مظاهر الظلم بإقامة دولة القانون ..هذا الشعب الذي يبحث عن واقع اقتصادي يضمن الرفاهية وبناء الدولة الحديثة في المقام الثاني تماثل التقدم الذي حدث في العالم .... وكون أن الواقع الاقتصادي المتردي دائما مايعلق في  شماعة العوالم الغيبية .. فيظهر المتاجر بأسم الدين ليرمي فشله في الآخرين ونسبة  لإبتعادهم عن طريق الحق متناسين قول الله سبحانه وتعالى كنتم *خير أمة* والخيرية هنا تشمل كل شئ بداية بحسن الخلق الي الوضع الاقتصادي الجيد بروح إيجابية يتملكها اليقين وعدم الشك لتحقيق الهدف الوطني وذلك بإفعال العقل بتدبر  وفق الآية القرآنية الكريمة (إِنَّ فِي’خَلْقِ’السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِلايات لاولي الالباب’....
عليه في ظل هذه الظروف الصعبة والمتشاكسة نتيجة لحالة إقصاء الآخر والمزاودة عليه والشك فيه  مما  أدي بشكل  تلقائي الي عدم وضوح الرؤية وإخفاء  مضامين الرسالة الثورية .... فهذا الشعب لا يهتم لمن يحكمه في هذه المرحلة بقدر حرصه لإيجاد وضع يضمن له العيش الكريم في كافة مناحي الحياة .... وفي ظل هذا الهرج تكون الفلسفة العدمية في جملة  *تسقط بس* (هضلمة) مجروح وسعي للانتقام وتكرار لسيناريو ماقبل خروج الإنجليز في جملة *تحرير لا تعمير* ... والخاسر في هذه العدمية المواطن الذي لا يميز بين حرية الصحافة والحرية  الشخصية .... عليه تبقي الثورة طفل يحبو في ركام خلافات وجدل بلا نهاية .... (عليه وبعد اللفة الطويلة   ) ليكن الحل في صناعة قوالب بمعايير  للوعي علي المدي الطويل ليحصد الجيل القادم وعي مكتمل لوطن يسع الجميع ويحقق روح التلاقي لصناعة مشروع وطني بدستور  يسجل فيه كل أبناء الوطن رغباتهم في البناء والتعمير .....
 
 *الحسين مجلي*