الرواية الرسائلية

الرواية الرسائلية نفيسة زين العابدين - شيكاغو يعد أدب الرسائل من ضروب الأدب الشهيرة في التراث العربي الأدبي.  من تلك المنشورة والتي قرأتها، تحضرني رسائل جبران ومي زيادة، ورسائل الرافعي وتلميذه محمود أبو رية.  ولكن ماذا عن توظيف هذا الأدب ودمجه في كتابة الرواية؟ وأنا أتصفح مجلة " The Writer" لفت نظري مقال عن أدب الرسائل، ولأني من عشاق هذا النوع من الأدب، رأيت أنه يستحق أن أترجمه إلى القارئ العربي، خاصة إن كاتبة المقال جين بيترو تناولت هذا الأدب كنوع من أنواع الرواية.  

الرواية الرسائلية

الرواية الرسائلية


نفيسة زين العابدين - شيكاغو


يعد أدب الرسائل من ضروب الأدب الشهيرة في التراث العربي الأدبي.  من تلك المنشورة والتي قرأتها، تحضرني رسائل جبران ومي زيادة، ورسائل الرافعي وتلميذه محمود أبو رية.  ولكن ماذا عن توظيف هذا الأدب ودمجه في كتابة الرواية؟
وأنا أتصفح مجلة " The Writer" لفت نظري مقال عن أدب الرسائل، ولأني من عشاق هذا النوع من الأدب، رأيت أنه يستحق أن أترجمه إلى القارئ العربي، خاصة إن كاتبة المقال جين بيترو تناولت هذا الأدب كنوع من أنواع الرواية.  
في افتتاحية المقال، تري الكاتبة أن الرواية الرسائلية تكتب في العموم كمجموعة رسائل كاملة بتواريخها وافتتاحياتها، وكل ما يخص بنية أدب الرسائل، ولهذا السبب نجد ان معظم القراء والكتاب يعتقدون أن الرواية الرسائلية هي نوع قديم من الأدب غير مستحدث عفي عليه الزمن. في حين أنه أدب ممتع وملئ بالإبداع ومواضيعه قابلة للتحديث كشأن كل شيء في هذا العالم.
تحدثت الكاتبة عن خصائص الرواية الرسائلية، ومنها أنها تفتقر إلى الحوار بين الشخصيات وتعتني أكثر بوصف الأفكار والمشاعر والأحاسيس. وبدلا عن الصراع الذي يكون في حياة البطل، نجد أن المشاهد قد تُختزل وتُعرض كذكريات.  وكذلك الافتتاحيات في الرواية الرسائلية غالبا ما تكون أقصر عن تلك التي في الرواية التقليدية، الأمر الذي يجعلها مناسبة أكثر للكتابة للأطفال والمراهقين.  
إذا كنت عزيزي الكاتب، من عشاق هذا النوع من الأدب الروائي، تري جين بيترو انه يتوجب عليك أن تختار سببا قويا يدعوك لاختيار هذا النوع من الأدب كي يكون هو موضوع روايتك، والا سيبدو نصك الأدبي مفتعل وغير متناسق.  فلا يمكنك تضمين روايتك نصوصا لرسائل ما كي تظهر فقط شخصياتك كشخصيات متحضرة أو مواكبة، أو لأنك تستسهل ذلك. ففي رأي جين بترو أنه من المهم جدا ككتاب، أن نعتمد المنطق وراء أي قرار نتخذه في كتابة الرواية. 
تري الكاتبة، أن الرواية الرسائلية تكون اختيار أمثل عندما يستخدم الكاتب صوت صيغة المتكلم في روايته، مما يمكنه من الولوج إلى أعماق أفكار ومشاعر الشخصية في العمل الأدبي، كما أنه أيضا يعطي الراوي خيار الاحتفاظ ببعض التفاصيل لوقت آخر. 
عن تحديات كتابة الرواية الرسائلية، تعتقد جين بترو، أنه غالبا ما نجد الحوار في مثل هذا النوع من الكتابة الأدبية يأتي مفتعلا، لأنه في العموم، الرسائل مكتوبة  كانت أو إلكترونية، فانها لا تحوي سردا لحوارات حرفية، ولهذا السبب على كتّاب هذا النوع من الرواية أن يعملوا على أن يكون الحوار سلسا وغير مصطنع أو متكلف. ومن وجهة نظر الكاتبة، أن كثير من الكُتّاب وجدوا في الرسائل النصية حلا للخروج من مأزق الحوار المفتعل، وتري أنه كي يبدو الامر مستساغا، علي الكاتب أن يمزج ما بين الحوار وأفكار ومشاعر الشخصيات في عمله الادبي. 
تختتم جين بترو مقالها بعدة نقاط يجب الانتباه لها، رأيتُ أنها قد تهمك عزيزي القارئ إذا كنت من هواة كتابة هذا النوع من الرواية. من تلك النقاط مثلا، عدد الرواة في نصك الأدبي، هل هو واحد أم عدة رواة، وإلى من يتحدث البطل في عملك الأدبي، كأن مثلا تلميذ في المرحلة المتوسطة قد يختار لغة مختلفة في كتابة رسالة الكترونية لصديقته مقارنة مع رسالة لجدته.  أيضا، الى أي مدي قد يكون بطل نصك الأدبي نزيها وجديرا بالثقة؟  هل يكذب في بعض المواقف ليقي نفسه؟  ولماذا؟