صهيل الذاكرة
صهيل الذاكرة الفاتح ميكا ___ قالت لي: في مدينة غير المدينة.. وفي زمن غير الزمن.. وفي مكان غير المكان.... قالت....... والعمر كله آنذاك أخضر ومشع.. عافية تتدافر.. وسعادة جانحة....
صهيل الذاكرة
الفاتح ميكا
___
قالت لي: في مدينة غير المدينة.. وفي زمن غير الزمن.. وفي مكان غير المكان....
قالت.......
والعمر كله آنذاك أخضر ومشع.. عافية تتدافر.. وسعادة جانحة....
قالت؛؛ وفي عينيها حزن جليل يتناسل ويصطخب كالرعد في الليالي الموحشة المطيرة! وكانت ضفائرها الطويلة.. مطفاة.. ومهملة خلف ظهرها العاجي..؛ تتوسل الرحمة من مشطها الذي كسرته؛ حنقا؛ وغما؛ وألما..!
وكان لسان حالها يقول؛
لمن بعدك اكون امرأة...!؟
وكل جارحة في جسدي تشتهيك.. وتشتاف إليك على حده....!؟
ولمن اقف في المرايا وامشط شعري...؟
لمن اغني.. وارتدي أجمل الثياب.. واتعطر.....؟
لمن.. لمن.. اتجمل..!!!!
وقالت.....
في صوت خفيض.. كسير.. جريح.. :
هل مازلت تحبني.....؟
وهل انا تلك المرأة التي عسقتها....؟ وكتبت فيها القصائد...!؟
ام إنني سقطت من حياتك المليئة بزخم الأوراق.. والأقلام والكتب وضجيج الإعلام ( الذي أصبحت امقته واحقد عليه).....!
وسمعت صوتها المتخم بالحزن كقصف المدافع...!
فقلت لها وفي القلب لهفة لا تضاهى..؛ :
احبك.. أحبك.. أحبك دونما انتهاء.....
احبك بقوة المطر الاستوائي... أحبك حتى اختلاج العطر في الأعضاء المجيدة..؛؛ حتى الانصهار العظيم.. والبكاء السعيد؛؛ وزحمة الصمت الخجول وهو يتهجى بحياء اشتعال النشوة الممهورة بالفرح وهي تتدفق كنهر من العطر..؛؛؛
احبك حبا اغار فيه من نفسي...!!
احبك خارج إطار اللغة العادية.. وكل الكلام..؛؛؛ وحتى الانتشاء المخول.؛؛
فالحياة من غيرك يا نبض القلب.. صحراء قاحلة.؛؛ بحر بلا شاطئ ولا ماء..؛؛؛
من جمالك تتلون الطبيعة بالسحر والفتنة.. وتورق وتزدهر الحدائق.. ويغمر الجمال والبهاء كل الكائنات والأشياء..؛؛ ومن ضوء عينيك الساحرتين ينظم الشعراء القصائد.. ؛ ومن صوتك تستمد الموسيقى حيوبتها والقها..؛؛
احبك في الصباح والمساء؛؛ في الصيف والشتاء..؛؛ واحملك في احداقي.. أغمض عيني وافتحمها عليك.....
احبك في كل الدروب والموسم..؛؛
في غضبي وجنوني في حزني وفرحي....
احبك في كل الأزمنة..
فالحياة بدونك غير ممكنة..؛؛ احبك لانك إمرأة حقيقية...
لا تنسى..
ولا تتكرر.......!
الفاتح ميكا