الباب الخشبي المطل على النهر..

.........................
الباب الخشبي المطل على النهر..

 الفاتح ميكا
( كتابة)
___

  في أقصى كراهيتي لك اكون في قمة حبي إليك.!!!!!
اكون متفحمة من شدة حبي أيها المغفل الآخر.!!!
لفحت ثوبها على عجل وخرجت كعاصفة مهانه..؛؛ وكان الزمن المرتبك يدير ظهره ثم يغادرني متلعثما وزاحفا من غير أن يحمل ذرة من الغضب الذي يعج بالمكان.. ويحاصرني كالنحل المذعور.......!
_ لم تكن داويه الجمال..............
ولكنها.. رحيق الوسامة  وبعض الكبرياء الشرس؛!
وانوثة لها رنين ومحاطة بالوقار والفتنة العنيدة..!
انوثة شاهقة.............
كقصيدة رائعة كتبها جميع الشعراء الحقيقيون.....!
إنها باختصار.........
خلاصة العسل المحاط بالشوك...!
+++++++++
لحق بآخر النهار وكان النهر يرتشف بدايه المساء الفاترة وهو يتجول بين الأزقة...؛؛،
لا يدري ما يفعل بكل ذلك الغضب الذي طوقته به؛؛ وحين كان في موازاة النهر بدأ الليل يتساقط ويحوم حوله كأنما يريد أن يستر عورة ارتباكه ويخغي حزنه المتدلي من عينيه في بلاهة.!
وكان كحارس غبي أفنى عمره في حراسة بنك فارغ..!!
تعب من السير..
وعندما توقف كان أمام البيت المطل على النهر....!
شعر بالفزع...............
أسند ظهره على جذع شجرة اللبخ المترهلة التي كانت ترمي بثقلها من فوق سور المنزل....
تأمل الباب الخشبي الموصد...؛؛؛ فتسلقته كل المرارة التي كانت تتبعه... وأحس بالمهانة في قلبه..! بعد أن ساقته قدماه إلى منزلها.....!!!
هل يطرق الباب...؟؟؟
ضاقت عيناه بالدموع.................
وتوقفت يده في منتصف المسافة
. .. وكان صوت ثورتها يعلو
 داخله.....!
فاستدار....... واسلم خطواته المرتبكة للشارع من جديد....
++++++++++
وانغتح الباب الخشبي المطل على النهر...........
وانغتح الجرح........
وامتد بطول الشارع الفارغ ينزف بلا توقف.....
وبرز الوجه الذي يقاوم البكاء كوردة تصرخ من العطش وهي على حافة النهر......!
خجل من شحوبها الليل....
وهي ترمي بآخر نظراتها المرتعشة في النهر..... وتوصد الباب الخشبي بوهن وتختفي بالداخل كنجمة محترقة.....! لقد غادرت جميع الأشياء ذاكرتها.........................
وظل وحده يرن كجرس معلق في الفضاء... ولا يتوقف عن الدوي...!!
كان وحده الحضور والغياب...
قبل أن تعرفه كانت بشموخ الجبال..؛؛؛؛ وكانت تظن أن جميع الرجال كاذبون....!
تتحجر صورته في احداقها.........
وتتحسر على ثورتها القبيحة التي فجرتها في وجهة الطيب الخجول الرائع.....!
وبعينين مفتوحتين على أقصى اتساعهما كانت تواجه المها وجها لوجه....
وعندما لف الليل الباب الخشبي المطل على النهر في أحضانه..
كانت دموعها تنحدر على وجهها المتعب...
+++++++++
اما آن لك ياطائر القلق أن تهدأ......؟؟
جعلتني ادور خلفك كمن يحاول أن يقبض على عاصفة...
دمدم البائس المرهق بهذه الكلمات.. وأضاف واقفا في غرفته المبعثرة :
_ الحب الخالص لا يوجد إلا في المخيلة...!
وعندما بدأ في نزع ملابسه..
داهمه الباب الخشبي المطل على النهر.......!
_. لماذا رحلت هي بذلك الغباء المشين.. بعد أن اوسعته تجريحا وطعنا..!
حدق في الليل الذي يتوسد نافذته في استرخاء......
وهو ينظر إلى نفسه في المرايا..
ودب عطرها بسخاء في جميع أرجاء الغرفة....
وامتلا بعطرها حتى ترنح......!
وسقط على سريره... وبدأ ينسج لها الأعذار.. ويبرر ثورتها القاسية ( ونسيانه. إنها امرأة شديدة الغيرة والاشتعال عندما فاجاته يتحدث مع أخرى)...!
+ جذب الغطاء واغمض عينيه؛؛؛؛
ولكنها وصفته بالمغفل الاخرق...!!
فأبتسم ابتسامة اضاءة وجهه كله كله وكان لليل الرابض خلف النافذة نصيب وافر منها..
ثم تدفق الحب من تلك الكلمات القاسية بكثافة