ملحمة اعتصام رمضان 2019 بالقيادة العامة السودانية

ملحمة اعتصام رمضان 2019 بالقيادة العامة السودانية
هاجر عادل.

المجتمع السوداني لديه عادات أصيلة  وتقاليد راسخة،  ويتمتع بخاصية  الكرم الذي يتجلي بوضوح خلال شهر رمضان المبارك، فمن عاداته الرمضانية إفتراش السجاد السوداني الشعبي المصنوع من سعف النخل و يسمى ب(البرش) أو حتى السجاد العصري في الطرق والميادين للإفطار الجماعي.. وهذا السجاد يكون مستطيل الشكل بحيث يصطف حوله الناس في صفين متواجهين ثم يبدأ الإفطار بتناول أصناف من الأطعمة والمشروبات السودانية، هذا المشهد رأيناه أيضا في مقر القيادة العامة للقوات المسلحة في العام المنصرم حيث واصل المتظاهرون اعتصامهم أمامها منذ السادس من شهر أبريل واستقبلوا رمضان متفائلون تحت شعار "رمضان أحلى في القيادة " فبرزت جماعات ومنظمات خيرية ساهمت بافطارات جماعية  للمعتصمين وتميزت  بتقديم مأكولات ومشروبات ازدهرت وازدحمت بها ساحات الإعتصام ب..وإحياء لهذه الذكرى العطرة  وتقديرا لمجهوداتهم تلك فإننا  نذكر بعضهم كامثلة ناصعة لتكافل الشعب السوداني وكرمه ومحبته للحرية.

_ (مركز الهدى للتدريب والمهارات اليدوية )
والذي يقوم عليه مجموعة من السيدات السودانيات الفاضلات حيث أعددن تشكيلة فاخرة من المخبوزات والفطائر وقمن بتوزيعها على مدار الشهر كاملا.
-(أبناء الولاية الشمالية )
قاموا بتوفير عدد كبير من صناديق بلح الشمالية (وهو نوع من انواع التمور) حتى يمد المعتصمين بالطاقة يبدؤون إفطارهم به.
_ (إفطار كنداكات وادي هور)
اللواتي اعددن ألف من (قدح الميارم) الذي يمثل ثقافة أهل مناطق  دارفور. (فالقدح) عبارة عن إناء خشبي يصنع من أنواع معينة من الأشجار ويقدم فيه الطعام، أما (الميارم) هن جمع ل(الميرم) وهي السيدة الأميرة. وكانت الوجبة التى قدمنها
تحتوى  على ( العصيدة ) والتي تتكون من خليط عجين الذره ، والملاحات الدارفوريه (الطبايخ) مثل (ملاح الكول) ويتوسطها فنجان من السمن البلدي، بجانب المشروبات البلدية مثل( الحلو مر) والكركدي والعديد من الأكلات الشعبية .

_(منظمةمجددون)
يعد مطبخهم من المطابخ الرئيسية في ساحات الإعتصام وتخصصوا في تقديم ( فتة الدجاج واللحمة ) إلى جانب البليلة والعدسية.
_( أسر متطوعة )
الفول دائما سيد المائدة السودانية وأساسها إلى جانب الطعمية أو الفلافل، وأصناف متنوعة أخرى كالكبسة السعودية والتي جلبتها  مجموعة من الأسر المتطوعة نساء ورجال وشباب واطفال لمشاركة المعتصمين إفطارهم.
_( مجموعة صيادلة السودان)
قبيلة الصيادلة من طلاب خريجين  لم ينسوا زملائهم الشهداء أبناء مهنتهم فهم شرارة الثورة ولم تشغلهم مهامهم من المشاركة بل نالوا هذا الشرف حيث دعوا إلى مليونية إفطار الصائم وأعدوا أصناف متنوعة من الأطعمة وقدموا الفواكه أيضا.

_(خريجو وطلاب جامعة الرباط الوطنية )
أقاموا إفطارا متنوعا وشاملا صدقه لأرواح الشهداء وبإسم الشهيد الدكتور بابكر عبد الحميد الذي أصيب بـ14 رصاصة أطلقتها مليشيات القتلة. وكانت شهادته بشارة الخلاص.

_(شاي ماعادي )
من منا استطاع نسيان هذه الكلمات "يااخوانا الشاي بي جاي.. شاي ماعادي..شاي كوفتي كمان.. بموية صحة ومعاهو كيكة" هذه الكلمات المبهجة المرتجلة قام بادائها أربعة من شباب الثورة السودانية حيث نادوا الثوار لتناول الشاي والكيك وقد لاقوا إستحسان الجميع بخفة دمهم. إحدى الثائرات المعتصمات قالت "أن كاسات الشاي تلك كانت من أجمل المشروبات الساخنة التي تناولها  المعتصمين في  القيادة لأن الشاي وأمزجة الثوار" لاينفصلان " .