قصيدة
قصيدة طقس شخصي عبد المنعم عوض دقيقتان من الانتظار من دقيق الخبز ومن شجار الوقت
قصيدة
طقس شخصي
عبد المنعم عوض
دقيقتان من الانتظار
من دقيق الخبز
ومن شجار الوقت
ومن سكون الشجر
ومن عجين الرماد
المنتظر .
دقيقتان من الانتظار
تمرحان في الهواء الجاف
مثل فراشتين كسولتين
تنامان في سرير النار
تغوصان بين وحل الأسفلت
وهدير الماكينات
وثرثرة البشر
وبقايا الفاكهة الميتة
تسقط فوق المياه الداكنة
المياه الراكضة
لتنام تحت ظل الشجر
وتنتطر .
تضحكان مرة في وجوه الودعاء
ومرة تنتحبان في بيوت العراء
و مرة ترقص تحت سقف الاحياء
فأرتديها للشمس عمامتين من زمان
واخلعهما للقمر قميصين كتانيين من مكان
واتكيء عليهما عكازتين
من طيور الكلام
ومن عذاب السعادة المحتجزة
والفرحة المختنقة
في حنجرة الظلمة
ومحنة الانام .
وحدها حديقة الجبل
تمد الذراعين مغضوبتين
وتشخص العينين معصوبتين
وتبسط الساقين معروقتين
لتسقط الثمار الناضجة من شروخ الأفق
لتطفو في مياه السحب
طفلة تنام في لمعة الشفق.
في غياب الأشياء
اصير مثل طائر محموم
او شاعر مجنون
او نجمة تسعل من برودة الهواء
في مطر السماء
وغبار الغيوم .