ثورة الجياع والطريق الي الضياع
ثورة الجياع والطريق الي الضياع رؤية اقتصادية لسياسات رفع الدعم والبنزين مثال د. شوقي عزمي محمود حينما تفشل أي دولة في العالم من السيطرة علي مواردها ، ويتحجر فكرها عن إيجاد البدائل ، وتمد يدها متسولة تستجدي المال والمنح ، وتحتفل بالمساعدات التي تفيد إليها، وتلجأ الي رفع يدها عن قوت شعبها ، وتتركه تحت رحمة تجار الدولار ومنتهجي ومؤلفي أنظمة الفساد فاعلم جيدا ان ثورة الجياع آتية بقوة وعنف ...وهي ثورة لا تبقي ولاتزر ، اضرارها جسيمة وعاقبتها وخيمة .
ثورة الجياع والطريق الي الضياع
رؤية اقتصادية لسياسات رفع الدعم والبنزين مثال
د. شوقي عزمي محمود
حينما تفشل أي دولة في العالم من السيطرة علي مواردها ، ويتحجر فكرها عن إيجاد البدائل ، وتمد يدها متسولة تستجدي المال والمنح ، وتحتفل بالمساعدات التي تفيد إليها، وتلجأ الي رفع يدها عن قوت شعبها ، وتتركه تحت رحمة تجار الدولار ومنتهجي ومؤلفي أنظمة الفساد فاعلم جيدا ان ثورة الجياع آتية بقوة وعنف ...وهي ثورة لا تبقي ولاتزر ، اضرارها جسيمة وعاقبتها وخيمة .
والسؤال هل يشهد السودان ثورة جياع...وهل السياسات الاقتصادية تدعم مثل هذه الثورات التي ان حدثت سوف يفر كل مسؤول عن حكومته وبنيه وصاحبته واهله وشعبه حتي امه وأبيه.
فالدولة تعتمد في تسيير أنشطتها علي ميزانية ....والميزانية تتكون من بندين إحداهما ايرادات والأخر مصروفات والعقل يقول علينا أن نصرف علي قدر ايراداتنا وأن نوفر (التمويل) لمشاريع جديدة تزيد من ايراداتنا.
ولكن كعادة كل الدول المتخلفة اقتصاديا تضع مصروفاتها مقدما وتضخم بنودها وتصرف علي هذه البنود صرف من لا يخاف الفقر، دون النظر الي الإيرادات التي تحت يدها ، ومن ثم تكتشف إنها تعاني عجزا كبيرا في ميزانيتها ، ومن ثم تلجأ الي عمل محاولات لتغطية العجز عبر آليات يبغضها الشعب ويثور من أجلها ...تلجأ الدولة إلى تشغيل سياسات الباشبوزق، فترفع نسب الضرائب وتخفض من قيمة العملة المحلية ، وتزيد من قيمة العملات الاجنبية لترفع من قيمة محصلاتها الجمركية، دون النظر علي الآثار المترتبة علي معاش الناس ، ظنا منها ان منح قطاع من الشعب بضع جنيهات سوف يزيل الألم ، ويلجأ الساسة الي إلغاء الدعم عن أهم سلع تؤثر علي حياة المواطن السوداني البسيط في موارده والذي يعيش غالبيتهم علي الكفاف ويعانون من ويلات الحياة. ...ودائما يظن من لم يعاني قسوة الحياة ان الدعم يذهب الي الأغنياء...فهم يمتلكون السيارات وأن سعر الوقود في الخارج ارخص منه في الداخل...للاسف جانبهم التوفيق في فكرهم....فرفع الدعم يزيد الغني غنا ويحول الفقير الي جائع.. فالغني سوف يضيف تكلفة الوقود الي ما ينتجه ليدفعة المستهلك الفقير عند شراء السلع.
ولنأخذ مثالا عمليا علي ذلك بتطبيق سياسة رفع الدعم عن البنزين:
سعر برميل النفط الخام عالميا ( متوسط) يساوي 50 دولار أمريكي أي ما يعادل حوالي 5000 جنيه للبرميل الخام وذلك بمتوسط سعر الدولار ١٠٠ جنيه وليس السعر الرسمي
علما بأن البرميل الخام ينتج الاتي :_
بنزين ٧٣،٢٥ لتر سعرها مبلغ ٤٥٢ جنيه سوداني
وقود طائرات ١٤،٨٠ لتر قيمتها ٢٠٧٢ جنيه وفقا للتكلفة
زيت وقود تقيل ٦،٣٥ لتر سعرها ٢٢٨٦ جنية سوداني
السولار ٣٨ لتر قيمتها حوالي ٦٦٣ جنيه وفا لسعر التكلفة
مخلفات التقطير ٤،٧ لتر افتراض قيمتها صفر
غاز مسال ٦،٥١ لتر قيمتها حوالي ١٣٥جنيه وفقا لسعر التكلفة
(قد تقل أو تزيد الأسعار )
عليه إجمالي قيمة منتجات برميل النفط الخام ٥،٦٠٨ جنيه سوداني بينما يبلغ قيمة البرميل الخام وفقا للسعر العالمي ووفقا لسعر الدولار في السوق الأسود حوالي ٥،٠٠٠ جنيه.
والسؤال اين الدعم؟
هل الحكومة تربح في البنزين؟
هل يحمل البنزين قيمة برميل النفط فقط وتترك باقي المنتجات
هل صناعة التكرير لدينا متخلفة وتذهب منتجات برميل الخام هباءا؟
ام هل نكلف الإنتاج أكثر من طاقته بتحميله أعباء إدارية وضرائبية...الخ والإجابة عند المخلصين من أبناء الوطن ولنا عودة لسعر القمح في البورصة العالمية