نحو منهجية رؤية لاعادة كتابه التاريخ السوداني.
نحو منهجية رؤية لاعادة كتابه التاريخ السوداني. د. البشير أحمد محي الدين.. مما لاشك فيه ان تاريخنا منذ العام ١٨٢١ م كتب باقلام الاجانب من مؤرخين وموظفي الاستعمار والمفتشين اضافة الي كتابات الاسري في المهديه وصارت كتبهم هي المراجع الاساسية التي تزحم ارفف المكتبات . فمن منا ليس لديه السيف والنار وجغرافية وتاريخ السودان وسجين الخليفة والسودان في عهد ونجت وكتب الرحالة الاجانب ونحوها من المؤلفات ..
نحو منهجية رؤية لاعادة كتابه التاريخ السوداني.
د. البشير أحمد محي الدين..
مما لاشك فيه ان تاريخنا منذ العام ١٨٢١ م كتب باقلام الاجانب من مؤرخين وموظفي الاستعمار والمفتشين اضافة الي كتابات الاسري في المهديه وصارت كتبهم هي المراجع الاساسية التي تزحم ارفف المكتبات .
فمن منا ليس لديه السيف والنار وجغرافية وتاريخ السودان وسجين الخليفة والسودان في عهد ونجت وكتب الرحالة الاجانب ونحوها من المؤلفات ..
ومرد ذلك اننا شعب شفاهي الثقافة لا نميل للكتابه بل للسرد والحكي وظلت الرؤية السودانية في تاريخنا محدودة الكتابات علي الرغم من ان قامات نبارك مسعاهم كتبو مثل عون الشريف قاسم وعبد المحمود ابوشامة ونحوهم من المؤرخين والادباء من السودان.
الا ان هناك مغاطلات تاريخية نشئت نتيجة للتناقض في كثير من الوقائع.. فالمؤرخ هو من ينقل الحدث التاريخي ويحلله لان للتاريخ دورات تتكرر ولان التاريخ نفسه عبارة عن منهج علمي في الدراسات فيجب ان لا يؤخذ بالرؤية السياسية والمناطقيه . بل يجب ان يقدم كما هو مع التحليل والنقد لان النقد التاريخي هو عمليه مراجعة وتفكيك للاحداث لاكتشاف دوافع الحدث..
كما يجب ان اشير الي ان محاكمة الحدث التاريخي يجب ان تكون في عصرها لا بمقاييس اليوم الراهن . لان لكل حدث مسبابته التاريخيه والجغرافيه والعقائدية لذلك يجب توخي الحيطة والتزام الحيدة والعلميه في دراسة الحدث التاريخي.
مع ان تاريخنا فيه اختلاف بين بين المدراس والمذاهب السياسية فنحن ان اتقفنا مع طائفة منه او اختلفنا لا يجب ان نتجاوز تاريخنا لانه حدث في ارضنا ومن اناس يمتون لنا بالصله بذلك انشاء القطيعة مع فكرة او او فترة امر يحتاج الي مراجعة ..
فالتحليل يمكن ان نخضع الظاهرة التاريخية للمحاكمة ةفق منظور الشرع ومنظمومة القيم الانسانية علاوة علي ما يتوافق مع المنطق والوجدان السليم.
في تاريخنا هناك تسميات ولافتات ظللنا نرددها في اعتقادي ومنهجيتي دون وعي فنحن حينما نقف علي فترة الاحتلال الاولي من ١٨٢٠ الي ١٨٨٥م والمسماة في الذاكرة الوطنية بالتركيه نحن نقف علي اكذوبه خاص فيها كثير من المؤرخين لان الاتراك فلعيا او العثمانيين لم يحكموا الا جزيرة سواكن وما كان من نظام هو حكم خديوي عضود وامبراطورية اراد مؤسسها محمد علي باشا لها ان تتبلع الدولة العثمانية نفسها .. فجيوش محمد علي باشا وصلت الي هضبه الاناضةل في في معركة قونية الشهير ولولا التدخل الفرنسي في سوريا وتهديد الاسطول البريطاني للاسكندرية لكان ابراهيم بن محمد علي فتح استنابول نفسها وقضي علي الدولة العثمانية..
فمن هو محمد علي اذا هو من بلاد البلقان عين ضابطا متطوعا في الجيش العثماني وشارك في حرب القرم واتندب للعمل في مصر التي كان عليها خورشيد باشا وكانت الاوضاع فيها تمور وكانت بوادر ثورة يقودها مكرم فانقض علي السلطة اي والب العثمانيين واحدث اول انقلاب عسكري في تاريخ الشرق الاوسط في العام ١٨٠٥م واستطاع انتزاع مصر وقام بنغامرات فضم الحجاز واليونان والشام وهي املاك عثمانية وحاول ان يبني جيشا واقتصادا فاتحة للسودان غازيا ومسقطا دولا مسلمة ( الفونج والفور والمسبعات) باسم الخلافة العثمانية التي تمرد عليها هو نفسه واقتلع من خريطتها بلدان تمثل عمق العثمانين انفسهم.
من اين اتت التركية
لادراك محمد علي باشا بان السودان تحكمة عقيدة للاسلام وكانت الدولة العثمانية هي دار الخلافة اراد ان يكف المقاومة علي ضعف دولة الفونج وانقسامها لممالك ومشيخات متفرقة استجلب محمد علي اربع من علماء المذاهب لاقناع الناس بان الغزو باسم سلطان المسلمين.
ثم ان محمد علي فتح السودان للارساليات والمبشؤين في موجة التنصير الثانيه فكيف لنظام خلافة اسلاميه يفتح الباب امام المبشرين وكان الصراع الديني علي اسده فكيف للعثمانيين الذين حكمو العالم باسم الدين يفتحو للارساليات .فاتقافية فينيا في العام ١٨١٥م كانت تشير الي فتح الامتيازات التجارية دون الدينية ووقعها الباب العالي.
ثم اني اود ان اشير لمرجع هام وهو ( السودان في الوثائق العثماني) الذي يتحدث امارة اطلق عليها اسم اياله الحبش وهي تضم مصوع وسواكن وجدة ولم تشير وقايق العثمانين الي السودان ابدا الا الي فرمان يتيم يتحدث عن تفويص بعد اكثر من خمسه وعشرين سنة من غزو محمد علي باشا للسودان.
كما ان الموظفين الذين استعملهم خديوي مصر كانو انجليز نمساويين وامريكان وايطاليين ويونانيين واغاريق مع قله من السوام والمصريين والارناؤؤط والشركش والجركس ونحوهم الا ان السلطة الحقيقية كانت بيد اوربيين في فترة الحكم الخديوي المصري ..
بالتالي التركيز علي لفظة الاتراك في توصيف النظام في تلك الحقبه كانت شعارات وقد سقطتت بقيام المهديه في عصرها الاول.. كما يجب ان اشير الي ان اللغة والثقافة التركية او العثمانية كانت لغة دولة قوية وحضارة راسخة وكان التمسح بها يدل علي التثاقف والمنعة لان الاتراك العثمانيين غزو اروبا ووقفوا في ابواب فينيا في معركة بواتيه الشهيرة. ولو قدر لهم النصر لكانت اوربا مسلمة .
بالتالي توصيف النظام الذي حكم في الفترة المشار لها لا بالتركية بل بالخديويه وهي امبراطورية توسعية استغلت لافتة العثمانيين زورا وبهتانا .. وفي منهجي السردي للتاريخ في كل كتبي حاولت ولا زلت ادافع عن فكرتي التي اتمني ان اكون قد القيت عليها ضوء وساعود الي مناقشه مفهوم الحكم الثنائي.