مشاهد غائمة لوطن جميل
مشاهد غائمة لوطن جميل عبد المنعم عوض "١" وبقينا وحدنا نتسامر الأسرار العائلية ، ونجتر حكايات سوء السمعة ، ونمرر أصابعنا فوق الاسماء وسجلات الخيانة الشخصية ، والنياشين التي صدئت في العلب الحديدية .
مشاهد غائمة لوطن جميل
عبد المنعم عوض
"١"
وبقينا وحدنا
نتسامر الأسرار العائلية ، ونجتر حكايات سوء السمعة ، ونمرر أصابعنا فوق الاسماء وسجلات الخيانة الشخصية ، والنياشين التي صدئت في العلب الحديدية .
"٢"
تستمع إلينا أصواتنا ، باصوات غيرنا
تتحدث إلينا ألسنتنا ، بألسنة غيرنا
وتنظر إلينا اعيننا ، بعيون غيرنا
وتلمسنا أيدينا ، بأيد غيرنا ،
دون ان ندرك
" من ورائنا:
أن غضبة الطبيعة الحضارية،
قد أحرقت مخيلتنا الجمالية ! ".
"٣"
حينما تنفعل غطرسة الطقس ، وتفترس أمن الثمار النائمة ،
تختلط النوايا
بظنون البرايا
وتشتعل الحرب الباردة
بين مخزون الاحتمال ، ومؤونة الصبر ، وإنتصار الهزيمة .
"٤"
" تهرع الحشرات الصغيرة الى مخابئها المحببة ، في لحم الفاكهة العطنة ،
فتخفي بالشغب المزاجي المعتدل ، ملامحها الناعمة
وعندما قضت،
تراكمت هياكلها في رفوف الأشجار
وغاصت أعضاؤها بين عفن الوباء و المياه الراكدة والأمطار " .
"٥
كانت الغابة تأمل في الأفق :
" ان تنضج الفاكهة العذبة في وعاء الليل
أو في وعاء النهار
وتسقط طائعة
في مجاري الأنهار
وفوق مفرش الأوراق الجافة
ووسط الأحجار
دون ان يهتريء لحمها
من الهبوط
أو تتهشم عظامها
من السقوط
حتى لا تفنى وحيدةً من بقائها الطويل في الأغصان. "
"٦"
" فتلمس الخليقة الحقيقة / وترى الخليقة الحقيقة / وتسمع الخليقة الحقيقة "
ثم تستيقظ زهور الضمير ،
من غفوتها الطويلة ،
وتشتم عبيرها ،
في المسافات البعيدة ،
ويستعيد البحر وطنه ،
وتستعيد السماء مزرعتها ،
وتستعيد الارض مدنها ...