مسامرات حظر التجوال

مسامرات حظر التجوال مهداة للصديق/الصادق عبد الله و البروفيسور السناري النوبيون عثمان أحمد حسن في اواخر القرن التاسع عشر كانت تركيا تبسط سيطرتها على السودان، وبحق الشفعة على غرب ووسط يوغندا الى رواندا الحالية قبل أن يتمدد فيها سلطان البلجيك من الكونغو

مسامرات حظر التجوال

مسامرات حظر التجوال
مهداة للصديق/الصادق عبد الله و البروفيسور السناري

النوبيون

عثمان أحمد حسن

 


في اواخر القرن التاسع عشر كانت تركيا تبسط سيطرتها على السودان، وبحق الشفعة على غرب ووسط يوغندا الى رواندا الحالية قبل أن يتمدد فيها سلطان البلجيك من الكونغو، وقد كان للاتراك حامية في غرب ووسط يوغندا يذكر الناس من قياداتها امين باشا حاكم مديرية خط الاستواء، ويوجد في مدينة ماسيندي في وسط يوغندا حجر شهير يعرف بحجر امين باشا ويزعمون ان امين باشا كان يجلس فوقه ليراقب حدود مديريته من غارات الاعداء، تكونت الحامية من الضباط الأتراك و المصريين و السودانيين وكان كل جنودها من السودانيين.

 

مقر وعنوان جمعية النوبيين السودانيين في يوغندا

 


يبدو ان الجنود قد انجزو واجباتهم القتالية وبقي لديهم فائض من الوقت و الطاقة استنفذوه في الزواج، الجنود السودانيون بمختلف قبائلهم من الجنوب و الوسط و الغرب و الشمال و الشرق و المصريون و الاتراك تزاوجوا مع كل مكونات المجتمع اليوغندي فنتج منهم خلاسيون، ولما كانت القومية السودانية لم تتبلور بعد فقد نسبوهم للنوبة، ارض الذهب، اسم السودان القديم نقلوهم الى منطقة تبعد 40 كيلومترا شمال العاصمة كمبالا تسمي بومبو، مات من مات من الجنود و الضباط و عادت بقية الحامية للسودان و قد خلفت ذرية بوادٍ ذي زرع نضر بهيج، مع وجود عدد كبير منهم فيما يسمى غرب النيل حيث يشكلون اغلبية. الجيل الحالي منهم هو الجيل الرابع و الخامس مع وجود شيوخ من الجيل الثالث، اندمجوا تماما في المجتمع اليوغندي و يتحدثون لغات و لهجات القبائل التي يتخللونها، ولكنهم يحتفظون بنسخة من اللغة العربية لو سمعها أهل الضاد لأيقنوا ان لغتهم سكرى أو بها مس من العته والجنون.

 

مسجد بومبو ٤٠ كلم شمال العاصمة اليوغندية كمبالا


يمتاز النوبيون بدماثة الخلق و العمل الجاد المثابر في الزراعة ورعي الاغنام واسسوا منظمة تجمع شملهم اسمها النوبيون السودانيون في يوغندا، ما زالت اسماؤهم ذات نكهة سودانية مع بضع اسماء ذات نكهة مصرية تركية مثل فؤاد وادهم.
وولاؤهم بحكم وجودهم داخل مملكة بوغندا لملكها رونالد موتتيبي ابن الملك (الكباكا) موتيسا الذي بادلهم وفاءا بوفاء فعين بعضهم ضمن طاقم حكمه الاستشاري.

 

لوحة تحمل أسماء النوبيين المؤسسين لمجتمع النوبيين في يوغندا


وبحكم جينات الوراثة فقد كانوا يشكلون طبقة متميزة في الجيش اليوغندي عند الاستقلال و منهم اول قائد للجيش المستقل الجنرال عيدي امين دادا الذي قاد انقلابا في العام 1971 و استمر يحكم حتى قضت عليه جيوش تمرد زاحفة من الجوار، وقد اتسم حكمه بتمكين النوبي و السودانيين من مفاصل الدولة فتمردت عليه الاطراف الأخرى فانهار حكمه وذهب يقضي بقية عمره في جدة. في موسم الحج 1995م التقيت رجلا يتحدث مع مرافقيه بلغة تشبه عربي جوبا، ظننته من سلاطين بحر الغزال او شمال اعالي النيل و لكن شيئا غامضا جعلني احدق في وجهه مليا، بادرني بالتحية فاقتربت منه، فجأة تعرفت عليه و ذكرته بموقف مر به في احد اسواق ام درمان ابان مشاركته في قمة الرؤساء الأفارقة في 1978م وهو رئيس لبلاده، تذكر الموقف ودعاني لمقر اقامته، شربنا شايا وحدثني عن اصوله التي تعود لوسط السودان. انه الراحل عيدي امين دادا.
يعتز النوبيون اليوغنديون بأصولهم السودانية، حين يوقنون أنك من السودان يعرفون انفسهم بإضافة اسم احدى القبائل السودانية مما اختزنت ذاكرتهم الجماعية فيقول الواحد منهم نوبي تقلاوي، نوبي رزيقات، نوبي جعليين وهكذا، في إحدى زيارات رئيس الجمهورية ليوغندا نظمنا لهم معه عشاءا ببيت السفير فحادثوه بعاطفة وشوق و امال عراض ان يمد لهم يد العون في مجال التعليم الذي انتبهو لأهميته في مجتمع يتصارع فيه الناس علي رقعة صغيرة من الأرض إن اطعمتهم اليوم قد يصيبها البخل غدا

 

قيادات النوبيين في يوغندا


عندما انتهت فترة عملي زاروني في بيتي مودعين و اهدوني مفرشا من السعف الملون مما يستخدمونه في الأعراس لجلوس العروسين ومعه غطاء للمائدة من السعف الملون طبق كذلك
غادرت و بي من المحبة الشئ الكثير