في ذكرى رحيله الأولى

في ذكرى رحيله الأولى. المناضل الراحل علي محمود حسنين: *الفترة الانتقالية يجب أن لاتزيد عن (3)) سنوات. تكريم الميرغني والمهدي تكريم من لا يملك...

في ذكرى رحيله الأولى

في ذكرى رحيله الأولى.
المناضل الراحل علي محمود حسنين
:

 


*الفترة الانتقالية يجب أن لاتزيد عن (3)) سنوات.
تكريم الميرغني والمهدي تكريم من لا يملك...
*لم  أدبر انقلاباً مع مبارك المهدي.. ورد الله كيد "صلاح قوش"
غازي صلاح الدين يمتاز بالوعي والثقافة.. وأراد الخروج من "المركب الغارق"
* تم  تهديدي بالتصفية.. فخرجت.!
المنفى الرؤية فيه أوسع وأشمل
* لا ا عادى الترابي وتعرضت للاعتقال لدفاعى عنه.
الجبهة الوطنية سابقة للجبهة الثورية
 الخرطوم -القاهرة /محمد نجيب محمد علي  - عامر محمد أحمد حسين.
تمر اليوم الذكرى الأولى لرحيل المناضل الأستاذ علي محمود حسنين رئيس الجبهة الوطنية العريضة ونائب رئيس الجزب الاتحادي الديمقراطي الأصل . وقد كان هذا الحوار -الوصية قبل مايزيد عن العامين ونصف العام  لسقوط النظام المباد وقد كان بمثابة برنامج وطني من خبير في السياسة والقانون للفترة الانتقالية، واستشراف لمآلات النظام السابق وسقوطه الذى عمل له الراحل وناضل من اجله وكان له ماتمنى إذ شهد سقوط النظام وعاد إلى الأرض التى أحب وعمل من اجل شعبها ونحن إذ  نعيد إعادة هذا الحوار نسعي ليس من اجل إحياء خلافات أو تقديم صك براءة لأحد أو نعيد فتح  صفحة للخلاف  ولكن من اجل أن تقرأ القوى السياسية والجماهير السودانية وكل أحرار العالم هذه الحوار الذى رحل صاحبه وهو يعمل الليل بالنهار من اجل استقرار السودان وتحقيق أهداف شعبه.

 


المقدمة..
أسبوعان ونحن نبحث عن الأستاذ علي محمود حسنين رئيس الجبهة الوطنية العريضة وما بين حسابه الشخصي وتلفوناته في لندن والقاهرة, ابتدأ مشوار الأسئلة والمحاور التقديم والتأخير, اكتمل الحوار اذ يقول الأستاذ حسنين ان الجبهة الوطنية العريضة سابقة للجبهة الثورية بزعامة مالك عقار والتي تتكون من أربعة حركات مسلحة ثلاثة دارفورية ورابعة الحركة الشعبية قطاع الشمال, والتي بدأت حربها الأخيرة على اثر انتخابات الوالي في جنوب كردفان حيث تم اسقاط مرشح الحركة الشعبية عبدالعزيز الحلو تزويراً, وأوضح حسنين ان جبهته تختلف طبيعتها عن الجبهة الثورية وهي فصيل مسلح والجبهة العريضة قامت على أساسين هما اسقاط النظام وعدم التحاور مع النظام وان الجبهة العريضة ليست رافضة للأحزاب وليست بديلاً عنها..
ورفض حسنين التفاوض مع النظام الحاكم في السودان مشيراً الى ان اسقاط النظام لن يتحقق بالدخول في تفاوض معه, لأن من يتفاوض يسعى للتعايش مع النظام, وأوضح بأن اتفاقية نيفاشا أعطت النظام شرعية وانتزع بموجبها اعترافاً دولياً وأبقت عليه مدة "6" سنوات.. وحول اتهامه بتدبير انقلاب عسكري مع القيادي بحزب الأمة مبارك المهدي واعتقاله, أوضح حسنين بأنه ليس هناك ما يجمعني والأخ مبارك الفاضل في العمل العسكري وقد سبق للنظام اتهام المناضل الأمير نقدالله بمحاولة انقلاب, استأجرت له اجهزة النظام بعض الشهود ولكن رد الله كيدهم وفعل النظام ذلك مع صلاح قوش الذي دبر الكثير من المؤامرات ضد المعارضين فأرتد السهم اليه, وحول التغيير الأخير في كابينة قيادة المؤتمر الوطني أشار رئيس الجبهة الوطنية العريضة الى ان انتفاضة سبتمبر 2013م أخرجت المجموعة السياسية من نظام الانقاذ لتتقدم المجموعة الأمنية والتغيير يمثل تغيير أولويات النظام, ونفى حسنين وجود تبادل للأدوار بين مصالحة النظام ومعاداته بينه وبين مولانا الميرغني رئيس الحزب الاتحادي الاصل وقال بأننا لسنا في تمثيلية ليكون هنالك ممثلون وأدوار لكل ممثل, وان الحديث عن تبادل أدوار لا يليق واتهم حسنين بعض قيادات حزبه بالعمل كمندوبين للمؤتمر الوطني حتى ينعزل الحزب عن ارثه النضالي وقواعده, وكذلك نفى بشدةو وجود عداوة بينه والدكتور جسن الترابي مشيراً الى دفاعه عنه ابان حبسه العام 2002م مع تثبيته لحق المحاسبة لكل من أجرم في حق الشعب..
وأوضح حسنين بأن قبول السيد الميرغني والامام الصادق المهدي لتكريم النظام غير مقبول وما كان عليهما قبوله وان الانقاذ ونظامها لا علاقة لهم بالنضال ولا يسعى لتحقيق الديمقراطية والكرامة والعزة والاستقلال..
(*) ما الفرق بين الجبهة الوطنية العريضة والجبهة الثورية, خصوصاً ان هناك مقولة تذهب الى ان الجبهة الثورية هي الجناح العسكري للجبهة الوطنية؟
(=) الجبهة الوطنية العريضة سابقة للجبهة الثورية في تكوينها الحالي والجبهة الثورية تكونت من أربع حركات مسلحة ثلاث منها نشأت في دارفور والرابعة هي الحركة الشعبية قطاع الشمال..
(*) الحركة الشعبية قطاع الشمال, كانت جزء من سلطة الانقاذ, شاركت في الحكم وبانفصال الجنوب لم يعد لها وجود سياسي؟
(=) الحركة الشعبية قطاع الشمال بدأت حربها الأخيرة على اثر انتخابات الوالي في جنوب كردفان عام 2010م حيث تم اسقاط عبدالعزيز الحلو مرشح الحركة الشعبية تزويراً, وبسبب ذلك نشأ القتال بين قطاع الشمال والحكومة..
(*) ألا ترى بأن الأمر كان مبيتاً وخصوصاً أن مالك عقار الوالي المنتخب في النيل الأزرق دخل حرباً مع الحكومة وهو ايضاً حركة شعبية قطاع الشمال؟
(=) النظام أقال الوالي المنتخب مالك عقار وسعى لاغتياله ودخل النظام في حرب مع قطاع الشمال في كلا الولايتين..
(*) حركات دارفور؟
(=) جبهة دارفور نشطت الحرب بين النظام وحركة العدل والمساواة من جهة وحركة تحرير السودان بقيادة عبدالواحد نور من جهة أخرى, وانشقت حركة تحرير السودان الى جناحين احدهما بقيادة عبدالواحد والآخر بقيادة مني اركو مناوي واصبحت في دارفور ثلاث حركات مسلحة رئيسية خرجت عليها ومنها كثير من الحركات المسلحة الأخرى..
(*) كم عددها في تقديرك هذه الحركات المسلحة؟
(=) تجاوز عددها الثلاثين فصيلاً ولكن ظلت الحركات الثلاث الأساسية هي الأساس في دارفور وهذه الحركات الثلاث الأساسية مع الحركة الشعبية قطاع الشمال هم الذين كونوا الجبهة الثورية في العام 2011م..
(*) لا زال السؤال قائماً ما الفرق؟
(=) الجبهة الوطنية العريضة كانت سابقة للجبهة الثورية حيث تأسست في21  اكتوبر 2010 في مؤتمر تأسيسي عقد في لندن وتختلف طبيعة تكوينها عن الجبهة الثورية وهي فصيل مسلح لاربعة فصائل مسلحة والجبهة العريضة قامت على أساسين هما اسقاط النظام وعدم التحاور مع النظام..
(*) مما تتكون الجبهة العريضة؟
(=) من أفراد الشعب السوداني المعارض ومع كياناته المعارضة فالجبهة غير رافضة للأحزاب السياسية وليست بديلاً عنها..
(*) ما هو وصف الجبهة التي كونها الشعب ولا تتعارض مع كياناته السياسية؟
(=) هي الفريق القومي السوداني الذي يتداعى له الجميع من كل كيان ومن الذين لا ينتمون لأي كيان ومن السودانيين في  دول المهجر والهدف اسقاط النظام..
(*) لماذا لا تفاوضون النظام؟
(=) لن يتحقق اسقاط النظام بالدخول في تفاوض معه لأن من يتفاوض يسعى للتعايش مع النظام وان يكون جزءاً منه وبالتالي فهو لا ينفي عنه شرعية ويأمل فيه خيراً, فتضعف المعارضة ويبقى النظام والنظام في نهاية الأمر لا ينفذ ما اتفق عليه..
(*) ما دليلك على عدم تنفيذ النظام اتفاقياته؟
(=) اتفاق ابوجا مع حركة مناوي واتفاق الشرق واتفاق جيبوتي مع حزب الامة واتفاق القاهرة مع التجمع الوطني الديمقراطي واتفاق الدوحة مع حركة السيسي..!
(*) النظام نفذ نيفاشا بحذافيرها حتى أفضى تنفيذه لها الى انفصال الجنوب؟
(=) اتفاقية نيفاشا بين النظام والحركة الشعبية أعطت النظام شرعية وانتزع اعترافاً دولياً وأبقت عليه مدة "6" سنوات وانتهى أمرها بانفصال الجنوب, والجبهة الوطنية العريضة ترفض مبدئياً واستراتيجياً التفاوض مع النظام, لأن من يريد اسقاط النظام لا يسعى ولا يقبل التحاور معه الا اذا كان التحاور عن تسليم السلطة للمعارضة..!
(*) اذا كنتم ترفضون التحاور وتسعون بأن تصبحوا بديلاً للنظام ماهو برنامجكم الذي يعالج المسألة السودانية برمتها دون تجزئة أو مسكنات؟
(=) برنامجنا الديمقراطي الذي أجازه المؤتمر التأسيسي يتلخص في اعادة هيكلة الدولة السودانية لتحقيق توزيع عادل للسلطة والثروة حتى تبتلع الثورة والتمدد على الدولة..
(*) ما هو شكل الهيكلة؟
(=) نظام من ستة اقاليم هي دارفور وكردفان والاوسط والشرق والخرطوم وفق الحدود التي كانت عام 1956م وقت الاستقلال ولكل اقليم انشاء ما شاء من ولايات أو محافظات او ادارات أهلية دونما تدخل من السلطة الاتحادية ويكتب ذلك في دستور الاقليم الذي يضعه سكان الاقليم..
(*) كيفية اختيار رأس الدولة؟
(=) يكون رئيس الجمهورية منتخباً من كل أبناء الشعب السوداني بدورة انتخابية واحدة مدتها ست سنوات على ان يكون المرشح في الدورة التالية من اقليم آخر وهكذا تتداول الرئاسة بالنسبة للاقاليم ويتم اختيار ستة نواب للرئيس من كل اقليم نائب للرئيس ينتخبه أبناء الاقاليم ويكون الرئيس ونوابه هم رأس الدولة وقيادة السلطة التنفيذية بحيث يكون كل نائب للرئيس رئيساً لقطاع تنفيذي يتكون من وزراء..
(×) من من هم سكان الاقليم.. ألا يؤدي هذا التصنيف الى مزيد من التمزق العرقي والاثني في السودان؟
(=) الاجابة قطعاً بالنفي لأن سكان الاقليم هم الذين يقيمون في الاقليم لمدة عشر سنوات او اكثر وبالتالي أي سوداني يقيم في اقليم عشرة سنوات او اكثر يصبح مواطناً في هذا الاقليم..
(*) ألا تخافون من ظهور تصنيف عرقي على أساس ان هؤلاء هم السكان الاصليين واولئك الوافدون؟
(=) مثلاً سكان العاصمة القومية الذين قدموا من كل أقاليم السودان هم مواطنين في اقليم الخرطوم وكذلك الذين أتوا من الشمالية الى الجزيرة اصبحوا من مواطني الاقليم الاوسط ومن هاجر من أبناء دارفور الى شرق السودان يكونون من أبناء الشرق وبهذه الطريقة فان التفاعل بين أبناء الوطن يساهم في انتفاء الانقسام على أساس اثني..
(×) تعريف الثروة وفق برنامجكم؟
(=) الثروة اما ثروة فوق الأرض او في باطنها ويمكن ان تكون مشاريع قامت او تقوم بها السلطة الاتحادية او السلطة او السلطة الاقليمية فالثروة داخل الارض او فوقها يأخذ كل اقليم 30% منها والباقي للسلطة الاتحادية توزع لباقي الاقاليم التي ليست فيها ثروة ويطبق هذا على مشروع الجزيرة وميناء بورتسودان ومصانع السكر وغيرها. اما المشاريع التي تنشئها الاقاليم من مالها فهي حق اصيل للاقليم..
(*) تتحدثون كثيراً عن مبدأ المحاسبة. هل يشمل ذلك مثلا كل من اشترك في حكومة الانقاذ؟
(=) لابد من محاسبة كل من ارتكب فساداً سياسياً او اقتصادياً او اعلامياً ويعزل سياسياً عن طريق القضاء كل من يدان بتلك الجرائم وقد اعددنا مشروع قانون شامل ينص على استرداد كل الاموال التي نهبت او بددت او هربت..
(*) ماهو القانون الأمثل لقيام احزاب سياسية ديمقراطية تساهم في الاستقرار السياسي والتداول السلمي للسلطة؟
(=) يجب ان تكون القيادة داخل هذه الاحزاب وفق مبدأ القانون لدورتين لا تزيد الواحدة عن اربعة سنوات ولا يجوز مطلقاً توريث القيادة..
(*) ألا تعتقد مثل هذا القانون فيه تقييد لمبدأ ديمقراطي راسخ فانتخاب قادة الاحزاب يختلف عن انتخاب رئيس الجمهورية مثلاً؟
(=) كنا نرجو ان تتطور الاحزاب نفسها ولكن تجارب السودان السياسية المريرة اكدت ان القيادات الحالية للاحزاب غير قادرة بل غير راغبة في التغيير وعند محاصرة قواعدها لها تلون بالشمولية وواقع الحكم الاستبدادي..
(*) ماهو مبدأ فصل السلطات؟
(=) لابد من اعادة بناء السلطة القضائية حتى تكون مستقلة مقتدرة حكماً بين السلطات لا تابعاً لها كما هو الحال الآن والقضاء المستقل المحايد الذي يحمي النظام الديمقراطي..
(*) ما هي المدة الكافية للفترة الانتقالية؟
(=) الفترة الانتقالية يجب ان لا تتجاوز الثلاث سنوات يوضع خلالها دستور دائم للسودان وفق الموجهات التي أشرت اليها وتجري في نهاياتها انتخابات عامة على ان لا يترشح فيها من يتولى الحكم الانتقالي والحكم الانتقالي وفق هذه البرامج لا يكون الا بالتراضي بين الناس..
(*) مواقع الاختلاف مع الجبهة الثورية؟
(=) الجبهة الثورية قد تختلف معنا في بعض هذه الرؤى وقد نتفق فيما هو مختلف عليه على ان يكون الهدف الأساسي والاستراتيجي هو اسقاط النظام..

 


(*) من يحمل السلاح يسعى بالقطع الى اسقاط النظام؟
(=) هذا ليس صحيحاً في كل الحالات لأن من يسعى للحوار لا يريد اسقاط النظام في حالة الاتفاق معه والحركة الشعبية لتحرير السودان الأم قاتلت النظام 16 عاماً وقبله قاتلت النظام المايوي والنظام الديمقراطي ولم تسقط النظام بل اصبحت جزء من النظام لست سنوات كاملة من 2005م حتى 2011م ولم تتخل عن النظام الا بعد ان تخلت عن السودان..
(×) ألا يكفي حمل السلاح؟
(=) حمل السلاح وحده ليس دليلاً على النية والعزيمة على اسقاط النظام فان اعلن من يحمل السلاح الآن انهم لن يتفاوضوا مع النظام ليس تكتيكاً بل كموقف نهائي واستراتيجي فان ذلك قطعاً سيؤدي الى وحدة المعارضة..
(*) الخروج الى المنفى بعد ان كنت عضواً في المجلس الوطني.. لماذا المنفى؟
(=) كنت عضواً في المجلس الوطني لشهور قليلة ممثلاً للتجمع الوطني الديمقراطي مع قليل وقد كان اتفاق التجمع ان نشترك في السلطة التشريعية كمعارضة اكرر كمعارضة لكشف النظام من الداخل وان لا تتم أي مشاركة في السلطة التنفيذية..
(*) ماذا فعلتم للظهور كمعارضة داخل المجلس الوطني؟
(=) قدمت للمجلس الوطني في أول جلسة باسم التجمع خطاباً مكتوباً مصوراً أوضحت فيه اننا معارضة تهدف الى كشف فساد الانقاذ وفق رؤى مفصلة وتأكيداً لهذا كشفت فساد وزارة الداخلية في عمارات "الرباط" ومؤتمر القمة العربية وفي الميزانية وتمكنا من تجميع حتى بعض نواب الحكومة معنا حول فساد وزارة الداخلية التي كان يديرها وزير الدفاع الحالي وقد اغضب ذلك النظام..
(*) ماذا فعل النظام معكم؟
(=) أمر بعدم اعطائي فرصة للتحدث واستقلت من المجلس بعد بلغت الرسالة ولكن زملائي من ممثلي التجمع لم يلحقوا بي وظلوا لسنوات في المجلس دون ان يحققوا شيئاً واستقالتي التي تقدمت بها مشهورة..
(*) لماذا خرجت من السودان؟
(=) تم تهديدي بالتصفية وهذا لن يثنيني عن طريق اخترته ولكن رأيت ان مساحة التحرك اوسع وانا خارج السودان لا سيما في عصر التكنولوجيا حيث اصبحت قريباً الى كل السودانيين والى كل شبر في السودان..
(*) ولكنه المنفى؟
(=) الرؤية في المنفى اشمل واوسع,  ولم يعد المكان الجغرافي هو منطقة الحراك وانما الوجود في منطقة معينة في الوطن قد يحجب الرؤية عن منطقة أخرى..
(*) اتهامك بتدبير انقلاب عسكري مع القيادي بحزب الأمة مبارك الفاضل؟
(=) ليس هناك ما يجمعني والأخ مبارك الفاضل في العمل العسكري ولو كانت هناك محاولة انقلابية لما كانت السلطة اطلقت سراحنا وقد سبق للنظام ان اتهم المناضل الأمير نقدالله بمحاولة انقلاب استأجرت له اجهزة النظام بعض الشهود ولكن رد الله كيدهم وفعل النظام ذلك مع صلاح قوش الذي دبر الكثير من المؤامرات ضد المعارضين فأرتد السهم اليه واعلن انه برئ مما يتهمونه به وهذا هو حال النظام..
(*) انت بعيد عن الحزب الاتحادي الاصل وانت لا زلت نائباً لرئيس الحزب؟
(=) الآن لا يوجد في قيادة الحزب غير الرئيس ونائب الرئيس والأمين العام فقد تم حل المكتب السياسي وعزل نواب الأمين العام اما ما يسمى بالمجلس القيادي فهو غير موجود كمؤسسة وفق مؤتمر المرجعيات العام 2004م..
(*) لماذا الخلاف مع بعض قيادات الحزب الاتحادي وانت نائب للرئيس؟
(=) هنالك العديد من رجال المؤتمر الوطني او مندوبيه يعملون داخل الحزب الاتحادي الديمقراطي وبعضهم يدعي ان له مواقع ويسعون لجر الحزب حتى يكون ذراعاً للمؤتمر الوطني او منفذاً لسياساته حتى ينعزل الحزب عن ارثه النضالي وقواعده الوطنية الوثابة الرافضة للشمولية والداعية لاسقاط النظام..
(*) كيف تنظر الى التغييرات الأخيرة داخل المؤتمر الوطني وخروج اسماء كبيرة من الحزب الحاكم؟
(=) هذه ليست تغييرات لسياسات كلية للنظام ولكنها تجديد للادوات فالنظام بعد ان سدت امامه كافة السبل والحيل رأى ان ما يبتغيه مدة اطول ولا يكون ذلك الا عبر القمع العسكري والأمني فاستعان بعدد ممن تم تدريبهم أمنياً سواء في الدفاع الشعبي او الأمن واوكل اليهم مهام المرحلة القادمة..
(*) ماهي مهام المرحلة القادمة؟
(=) بدأت الملامح بالثورة الشعبية, وقد جرب النظام الثورة في انتفاضة سبتمبر 2013م وانتفاضة يوليو 2012م وادرك ان الحراك الشعبي يتصاعد فلابد من قوة رادعة حاسمة بعد ان افلس الحل السياسي فخرجت مجموعة الدكتور غازي صلاح الدين ومن معه, ثم المجموعة الأخيرة وهي المحسوبة على ما يسمى الاسلامية والتي تمد السياسة بيد وتمد الخنجر باليد الأخرى فرأى النظام انه لابد من يد واحدة تمد الخنجر فكانت هذه التغييرات..
(*) أنت والسيد محمد عثمان الميرغني تتبادلان الأدوار؟
(=) نحن لسنا في تمثيلية ليكون هناك ممثلون وأدوار لكل ممثل, نحن نقود نضالاً حقيقياً ومهره غالي هو الدم والتشريد والأذى والذي يصيب المناضلين ليس اصطناعياً بل هو اذى حقيقي فبالتالي ان الحديث عن ادوار لا يليق..
(*) رؤية مولانا قد تختلف في  الأدوات؟
(=) نحن لدينا رؤى ومواقف لها تبعات،  والسيد محمد عثمان الميرغني له رأي آخر وعلاقته مع  المؤتمر الوطني وفق رؤاه, التى يراها،  وانا ارفض الشمولية  كمبدأ. ..
(*) لا زلت نائباً لرئيس الحزب؟
(=) أنا الآن  استمد شرعيتي من  من الموفق النضالي الممتد لعشرات السنين للحركة الاتحادية من سجون وتشريد ولست حبيساً لموقع نائب الرئيس  ولكنني  جزء من الموقف الشعبي الهادر للشعب السوداني الحر..
(*) حركة سبتمبر 2013م احدثت تغييراً داخل النظام؟
(=) انتفاضة سبتمبر 2013م اخرجت المجموعة السياسية من نظام الانقاذ لتتقدم المجموعة الأمنية وكان التغيير يمثل تغيير اولويات للنظام..
(*) ماذا كشفت حركة سبتمبر للمعارضة؟
(=) انتفاضة سبتمبر جعلتنا نكتشف العلاقة مع قواعدنا وشباب الوطن استعداداً لمعركة نرجو ان تكون فاصلة وحاسمة..
(*) متى معركتم هذه؟
(=) النظام تكسرت انيابه وتمزقت وحدته واصبح كالأسد المريض الهزيل الذي تأبى به حتى الفئران, وشباب الأمة التليدة عانى وتشرد وافقر وامتهن وهو يرى وطنه يضيع ويقسم وسوس الفساد ينخر فيه والمعركة الاخيرة مع النظام قريبة جداً..
(*) قوى الاجماع الوطني في الداخل كيف تنظر اليها كقوى معارضة للنظام؟
(=) قوى الاجماع الوطني ولدت بعد ان مات التجمع الوطني الديمقراطي بسبب تحاوره مع النظام وكان بديله تجمع جوبا في سبتمبر 2009م والذي حضرته ممثلاً للحزب الاتحادي واتفقنا على عدم الدخول في أي انتخابات ما لم تتحقق شروط عديدة لمدة زمنية لا تتجاوز 30/11/2009م فلم يتحقق منها شيء..
(*) ماذا فعلتم كتجمع لجوبا؟
(=) قمنا بمسيرات ومظاهرات شاركت فيها القوى السياسية ومن بينها الحركة الشعبية ولكن النظام انفرد بالحركة الشعبية واعطاها ما تريد وهو الاستفتاء على الجنوب واستفتاء ابيي مقابل حضورها في المجلس الوطني لاجازة قانون الأمن الوطني وقانون الصحافة وقد كان فأنهارت قوى جوبا وجاءت الانتخابات في 2010م فدخلت كل القوى السياسية بها في مخالفة لما اتفقنا عليه في جوبا..
(*) تفكك تجمع جوبا؟
(=) اصدرت شخصياً 15 بياناً محذراً من نتائج الانتخابات وانها محصورة بالتزوير فأنسحب الحزب الشيوعي وقبل ايام من التصويت انسحب حزب الامة وواصلت بقية القوى السياسية الانتخابات ومع النتائج اعلنت القوى السياسية المشاركة رفضها للنتائج ودمغتها بالتزوير ولكن سرعان ما اذاب ثلج الرفض تحت بهج المنافع فجلسوا مع السلطة التي جاءت بالتزوير واعترفوا بها بل ان بعضهم اصبح جزءاً منها.. فيا سبحان الله..!
(*) ماذا عن قوى الاجماع الحالية؟
(=) أدعوها للالتفاف لاسقاط النظام وعدم التحاور معه والاتفاق على البديل الديمقراطي والجلوس للالتفاق على خطط الحراك النضالي اليومي والالتفات للدرس والعبرة التي يمكن ان تستخلصها من انتفاضة سبتمبر..

 


.
(*) القتال الدائر بالجنوب في هذه الدولة الوليدة ماهي اسبابه في اعتقادك في دولة خرجت من الوطن الأم السودان؟
(=) ما يحدث في الجنوب فتنة, والجنوب يتكون من نحو 60 قبيلة على رأسها القبائل ذات الأنياب والنفوذ كالدينكا والنوير والشلك ولم يتطور البعد الوطني بعد, وهذا الذي يحدث الآن يقودني الى الصراع الذي دار بين ابيل الير وجوزيف لاقو وكانا يقودان اتفاقية اديس ابابا 1972م وأدى لتجمع القبائل من غير الدينكا خلف جوزيف لاقو ففاز جوزيف وهذا ما دفع دكتاتور مايو النميري الى الغاء اتفاقية اديس ابابا وتقسيم الجنوب الى ثلاثة اقاليم اعالي النيل للنوير والشلك وبحر الغزال للدينكا وبقية المناطق لباقي القبائل..
(*) ماذا كانت المحصلة؟
(=) هذا التقسيم هو الذي دفع العقيد جون قرنق كي يتمرد وينشيء الحركة الشعبية لتحرير السودان في مايو 1983م..
(*) والصراع الحالي؟
(=) الجنوب منطقة قابلة للاشتعال وقابلة وقادرة على ان تستجلب حكماً ديمقراطياً تعددياً بعيداً عن الصراع القبلي حتى يتطور وينمو الاحساس الوطني ولكن الخلاف على السلطة مسنوداً بالبعد القبلي يجعل الصراع قاتلاً..
(*) التدخلات الخارجية في الصراع؟
(=) أي تدخل في هذا الصراع لن يكون لصالح  طرف بل سيؤدي لهلاك الجميع وليس من الجيد الوقوف مع طرف ضد الآخر وان كان لابد من حراك فيجب ان يكون حراك مصالحة واطفاء للحرائق وانني اعرف المتقاتلين واقدرهما واطمع في حكمتهما في هذا الموقف الخطير الذي يمر به الجنوب..
(*) المنفى محطات قديمة متجددة؟
(=) احدى محطات المعارضة, السعودية ومصر وليبيا وانتهى الأمر في لندن, ولندن منطقة حرة لا تتدخل في نشاط مالم تؤثر سلباً في الأمن الداخلي وباقي الدول محطات تتلاقى في المواقع اما مصر قد كانت المحطة الاساسية في نضال التجمع الوطني الديمقراطي حتى انتحار التجمع عام 2006م وبعدها اصبحت مكاناً للقاء لا للانطلاق ومعها كانت اسمرا..
(*) محطات المعارضة الآن؟
(=) المعارضة الآن لا تحتاج الى محطة انطلاق فكل احتياجها لمحطة لقاء للتفاكر والتشاور لأن الانطلاق الحقيقي لا يكون الا على ارض الوطن..
(*) ما الفرق بين الجبهة الوطنية والجبهة الوطنية العريضة؟
(=) الجبهة الوطنية الأولى تكونت عام 1959م بين الحزب الوطني الاتحادي بقيادة الازهري وحزب الامة بقيادة الامام الصديق المهدي ووساطة مع اتحاد طلاب جامعة الخرطوم والذي تشرفت برئاسته وقتها, وكانت مكونة من احزاب يمثلها قادتها..
(*) الجبهة الوطنية الثانية؟
(=) تكونت من احزاب هي الاتحادي الديمقراطي بقيادة الشريف حسين الهندي وحزب الامة وجبهة الميثاق الاسلامي كان يمثلها قادة الاحزاب عبرمندوبيها وانتهت تلك الجبهة عام 1977 عندما تصالح حزب الامة وجبهة الميثاق الاسلامي مع النظام المايوي واصبحا جزء من النظام المايوي وبقى الشريف حسين الهندي يقاتل وحده حتى استشهد عام 1982م وكان التجمع الوطني عقب الانقلاب الحالي 1989م قد تكون من احزاب تمثل كل السودان ولكن لاختلاف قادة الاحزاب انهار هذا التجمع عام 2006م لذلك عندما فكرنا في الجبهة الوطنية العريضة استفدنا من الدروس والعبر فكانت الجبهة مكونة من افراد وكيانات في آن واحد يؤمنون جميعاً باسقاط النظام وعدم التحاور معه..
(*) دعوة الزعيم القبلي موسى هلال لكم للمشاركة في حركته الاصلاحية التي  اعلن عنها ما الذي يجمع بينكم وهلال؟
(=) اعرف السيد موسى هلال منذ وقت طويل فقد كنت محامياً لوالده الناظر هلال الجود منذ عام 1963م في كتم وتعرفت على السيد موسى هلال في الاعتقال في عهد الانقاذ العام 1997م وهو واسع الافق وزعيم قبلي له اجتهاداته التي نتق او نختلف معها ولكن ان كان الرأي فيه فهو رقم مهم في دارفور لم اتدخل في صراعاته ولو كنت فاعلاً لما رضيت له ان يكون جزءاً من المؤتمر الوطني..
(*) الآن خرج من المؤتمر الوطني؟
(=) خرج بعد ان ناصر المؤتمر الوطني الوالي محمد عثمان كبر رغم الفساد الذي كشفه موسى هلال وانا آمل ان يكون تحركه ليس لمصلحة دارفور فحسب بل وهو يعلم الكثير عما يدور في
 دارفور.
* تكريم السيد محمد عثمان الميرغني والسيد الصادق المهدي في عيد الاستقلال الاخير والمناسبة وطنية؟
-- ماكان لهم القبول بذلك  وهو تكريم من لايملك هذا الحق. والإنقاذ ضد الديمقراطية والحرية.  .
(*) حركة غازي صلاح الدين "الاصلاح الآن"؟
(=) الدكتور غازي صلاح الدين كان جزءاً من النظام منذ قيامه وحتى انتفاضة سبتمبر وبالتالي فهو حتى خروجه جزء من النظام ولكنه يمتاز على غيره بالوعي والثقافة وان كان هذا لا يعفيه من المسئولية فهو وحده اراد ان يخرج من المركب الغارق فهو من ناحية ينجو بنفسه ومن ناحية اخرى يضعف النظام وكلا الأمرين محمدة..
(*) العداوة مع زعيم المؤتمر الشعبي الدكتور حسن الترابي؟
(-) أنا ليس لي عداوة شخصية مع أحد ولكن لي خلاف في المواقف والرؤى مع كثيرين   وعندما اعتقل دكتور حسن عام 2002م قمت بتكليف منه واسرته وحزبه بالدفاع عنه حتى اطلق سراحه وتعرضت في ذلك للاذى والاعتقال وانا دعوت المعارضة ان يكون المؤتمر الشعبي جزءاً منها دون اسقاط مبدأ المحاسبة حتى اسقاط النظام ونحن ملتزمون بالعدالة على كل من يثبت انه اجرم في حق وطنه..