قصة كتاب

قصة كتاب بقلم : زين العابدين الحجّاز رحلة إلى آخر الليل (Journey to the End of the Night) تدور القصة حول حياة و رحلات رجل متشائم وقعت أحداثها خلال عقود بدءا من اندلاع الحرب العالمية الأولى .

قصة كتاب

قصة كتاب

بقلم : زين العابدين الحجّاز

رحلة إلى آخر الليل    (Journey to the End of the Night)

 

 

 

تدور القصة حول حياة و رحلات رجل متشائم وقعت أحداثها خلال عقود  بدءا من اندلاع الحرب العالمية الأولى .

بدأت أحداث القصة عندما كان (فرديناند) طالب طب في باريس . على الرغم من ميوله السياسية  إلا أنه  عندما شاهد عرضا عسكريا قرر الانضمام إلى الجيش الفرنسي . على جبهة القتال شعر (فرديناند)  بوحشية الحرب التي لا معنى لها و سريعا ما شوشت على شعوره بالوطنية . خلال إحدى مهماته التقى مع (روبنسون) وهو جندي وزميل له جبان و خططا لهروب من الجبهة كان فاشلا . أصيب (فرديناند) في المعركة و نتيجة لذلك تم منحه ميدالية وذهب في إجازة إلى باريس لتلقي العلاج الطبي . هناك التقى مع ممرضة أمريكية متطوعة تدعى (لولا) فاقام علاقة غرامية معها . عندما أدركت (لولا) بأن (فرديناند) يحاول تجنب العودة إلى الخدمة في الجيش فإن شغفها به قد تضاءل وتخلت عن علاقتها معه . إن فقدان (لولا) قد عجل بانهيار (فرديناند) العقلي وتم تحويله إلى العديد من مستشفيات الأمراض العقلية . تعافى في النهاية ولكنه أصبح غير لائق للقيام بالواجب كجندي فتم إطلاق سراحه من الجيش . بدأ علاقة أخرى مع راقصة وعازفة كمان تدعى (موسين) لكنها قطعت علاقتها معه بعد بضعة أشهر وسافر (فرديناند) إلى غرب إفريقيا الفرنسية . تولى منصبا لتجارة المطاط في مكان هناك والذي اتضح بأنه مجرد  كوخ . هناك حل محل تاجر غامض أدرك لاحقًا بأنه رفيقه القديم (روبنسون) . أصيب (فرديناند) بالحمى و وأصبح يهذي مما جعله يشعل النار في الكوخ . ترك ذلك المكان وهو لا يزال في خضم الهذيان و ليس معه سوى علبة حساء  وثلاثمائة فرنك أخذها من (روبنسون) ثم انطلق إلى الساحل . سرقت أمواله من قبل زملائه المسافرين و وجد نفسه على الساحل مع كاهن إسباني رتب له لكي يكون مجذفا على متن سفينة في طريقها إلى أمريكا. عند هبوط السفينة في الميناء في مدينة نيويورك تم اعتقال (فرديناند) من قبل سلطات الهجرة و لكنه هرب منهم وعمل في الميناء . تم تكليفه في النهاية بتقديم تقرير إلى مكتب في المدينة مما أتاح له فرصة الفرار. تمكن من العثورعلى (لولا) التي أعطته مائة دولار ثم غادر إلى ديترويت وعمل  في شركة فورد للسيارات . وقع في حب عاهرة تدعى (مولي) والتي عرضت مساعدته على الاستقرار هناك .  التقى مرة أخرى مع (روبنسون) الذي كان يعاني من التحدث باللغة الإنجليزية و غير قادر على الانسجام في أمريكا ويرغب في العودة إلى فرنسا . على الرغم من أن (فرديناند) قد أحب (مولي) إلا أنه كان يرغب في الحرية فقرر مغادرة أمريكا . بالعودة إلى باريس أكمل (فرديناند) دراسة الطب وأصبح طبيبا . صار يمارس مهنة الطب  في ضاحية فقيرة في باريس  مما عرضه للفقر والجانب المظلم والبائس من الإنسانية .  لم يستطع الحصول على  الكثير من المال فقام بإجراء عمليات الإجهاض بشكل رئيسي . أصبح متورطًا مع  عائلة مكونة من رجل وامرأة كانا منهكين ماديا من رعاية قريبتهما وهي امرأة عجوز تعيش في كوخ خلف منزلهما . قاما بتقديم رشوة الى  (فرديناند) لكي يشهد طبيا بأن المرأة العجوز مجنونة لكنه رفض . توجها بدلاً من ذلك إلى (روبنسون) و دفعا اليه مالا لكي يقتلها . وضع (روبنسون) قنبلة بالقرب من كوخها  لكن العملية لم تنجح و أصاب عينيه . إقترحت العائلة التخلص من (روبنسون) والمرأة العجوز في نفس الوقت لكي يمنعاهما من الكشف عن مؤامرتهما للشرطة لكن هرب الإثنان للعمل في معرض للمومياءات. حاولت العائلة رشوة (فرديناند) لإقناع (روبنسون) بالمضي قدما مع خطتهما لكنه طردهما . في صراع مع ممارسته لمهنة الطب انتقل (فرديناند) إلى مونتمارتر وعمل مؤقتا لفترة  في قاعة موسيقى . تم إرساله من قبل أحد معارف تلك العائلة للتحقق من (روبنسون) في مدينة تولوز . وجد أن (روبنسون) قد تعافت عيناه  وأن المرأة العجوز قد أثبتت أنها مناسبة تماما لعملها في معرض المومياءات . كان (روبنسون) مخطوبا لامرأة تدعى (مادلون) التي كانت لديها علاقة قصيرة مع (فرديناند) . ماتت المرأة العجوز وهي تسقط على الدرج فأصبح (روبنسون) متورطا بوضوح في قتلها وهرب (فرديناند) من تولوز. مرة أخرى في باريس  وجد (فرديناند) وظيفة في مستشفى للأمراض النفسية يديرها الدكتور (باريتون) . علمه (فرديناند) اللغة الإنجليزية وأصبح  مهوسا بحكايات إنجلترا لدرجة أنه هرب في رحلة الى هناك تاركا (فرديناند) لكي يدير المستشفى . سرعان ما ظهر (روبنسون) وهو مفلس وهارب من (مادلون) التي هددته بتسليمه إلى السلطات إذا لم يتزوجها . منحه (فرديناند)  وظيفة في المستشفى أثناء اختبائه لكن (مادلون) تمكنت من العثور عليه. بناء على اقتراح من (صوفي) ممرضته المفضلة رتب (فرديناند) نزهة لأربعتهم  على أمل في تهدئة جميع التوترات. عند عودتهم إلى المنزل واصل (روبنسون) رفض الزواج من (مادلون)  فأطلقت النار عليه . مات (روبنسون) تاركا (فرديناند) وهو يتأمل في  مشاكل الحياة وعدم معناها .

 

 

 

(رحلة إلى آخر الليل) هي رواية حداثية وشبه سيرة ذاتية من تأليف الطبيب والكاتب الفرنسي (لويس فرديناند سيلين) تم  نشرها لأول مرة باللغة الفرنسية في عام 1932 . أصبحت الرواية مؤثرة في الأدب الروائي النثر ولكنها  لم تعجب النقاد كغيرها من أمثالها  . في الآونة الأخيرة مع ظهور سمعة الكاتب (سيلين) كمتعاطف مع معاداة السامية ودول المحور أصبحت هذه الرواية أكثر إثارة للجدل .

عن الكاتب :

 

 

 

 ولد (لويس فرديناند سيلين) عام 1894م في مدينة كوريفوا ضاحية باريس. في عام 1912 فيما وصفه بعملية تمرد على والديه انضم (سيلين) إلى الجيش الفرنسي قبل عامين من بداية الحرب العالمية الأولى . يعتبر سلين من أشهر وأكثر كتاب فرنسا في القرن العشرين  . فكره العدمي تميز بنبرنة من السخرية وأخرى من الملحمية في آن واحد . دخل (سيلين) الى الشهرة الأدبية من بابها الواسع بعد نشر روايته الأولى (سفر الى آخر الليل) سنة 1932م حيث إنتقد الكاتب بنمطه الأدبي الفريد رعب الحرب وقسوة الرأسمالية وإلى حد ما الإستعمار . نشره لمقالات معادية للسامية في الثلاثينيات وتعاونه الفكري مع المحتل الألماني و للحكومة الفاشية أثناء الحرب العالمية الثانية ضد الخطر اليهودي على فرنسا جلب له متاعب جمة قضائية ومالية وإدارية بعد الحرب . يعتبر (سيلين) من أكبر روائيي القرن العشرين في الأدب الفرنسي إلى جانب كتاّب "سخافة الإنسانية" مثل (البير كامو) و(جان بول سارتر) و (صمويل بيكيت) . ابتدع (سلين) أسلوبا لغويا خاصا ومتقنا للغاية رغم اعتماده على لغة الشارع الباريسي . في الخمسينيات عاش (سيلين) وحيداً مع زوجته في ضاحية باريس في عزلة عن الدوائر الأدبية الباريسية حتى توفي في العام  1961 م  .