سعاد
سعاد شامة ميرغني اخذت انسق ثيابي الجميله مع فساتيني وارتب احذيتي المتناسقة مع حقائبي اليدوية الأنيقة. هذه اول إجازة لي منذ ان أتيت عروسا لهذه الدولة الخليجية قبل ثلاثة أعوام
سعاد
شامة ميرغني
اخذت انسق ثيابي الجميله مع فساتيني وارتب احذيتي المتناسقة مع حقائبي اليدوية الأنيقة. هذه اول إجازة لي منذ ان أتيت عروسا لهذه الدولة الخليجية قبل ثلاثة أعوام
شعرت بالزهو
سأستمتع بنظرات الدهشة والحسد وهي تشع من أعين صديقاتي اللاتي اطلقن علي لقب (سعاد الكدوية ام سويقات ) سيرين الآن كيف أصبحت من اجمل نساء المغتربين!
صحيح انا لم أستطع مواصلة تعليمي مثلهن،ولم أتزوج من طبيب كما كانت امي تحلم وتشتهي
لكني تزوجت في عمر متأخر برجل مغترب طيب وحنون ،لا أظن أن واحدة من صديقاتي ،حظيت برجل مثله ، يكفي أنه حقق لي حلمي في الاغتراب واقتناء الذهب والمجوهرات، رفعت يدي وتأملت مجموعة الاساور التي اقتنيتها أمس، كم هي جميلة،ألقيت نظرة على شعري المصبوغ حديثا وعززت رأسي تيها واختيالا، سأتخلص من العباءة الكئيبة،والبس ثوبي السوداني الأنيق ،وسيرى الناس كيف انتهى عهد سعاد( الكدوية أم سويقات) سعاد الآن امرأة جديدة لا يستطيع أحد أن يعيرها بساقيها النحيفتين اوبشعرها المجعد (لقد امتلأت ساقاي وصار شعري طويلا ناعما ) محمد وحده (دون شباب عائلتي ) محمد وحده اكتشف جمالي وتزوجني ولم يندم فأنا الآن اجمل من كل صديقاتي .
تبقى لموعد السفر ثلاثة ايام،وانا اتأنق واغسل كريما واضع كريما، اه كم انا فاتنة يا هذه المرآة ...حركة في الباب..مشيت مختالة كعارضات الأزياء....هذا محمد جاء قبل موعد عودته من العمل ،ماذا حدث
خير ان شاءالله....
- الوالدة ياسعاد امي ماتت يا سعاد
ي الله حجة زينب ؟كان محمد يبكي وكنت ابكي واواسيه والداخلي غيظ يتفجر ورحت اقلب مجوهراتي الثمينة وثيابي الغالية المميزة ....الن ترى صديقاتي كل هذا؟يا الله هل هذه وقته أيها الموت؟ ماذا لو تأخرت قليلا؟ ماذا أفعل وحزن محمد يلامس شغاف قلبي ..طرأت لي فكرة و أسرعت بطرحها
-رأيك شنو يا محمد لو ماتعمل عزاء
- كيف يعني
- عشان تكاليف العزاء والإرهاق وكده....وعشان اقدر اتحنن والبس دهبي وثيابي الغالية ...الناس تشوفها ولو مرة واحدة في السودان يا محمد
بدا محمد واجما ثم ردد:-
- اوكي اوكي ما في مشكلة
أسرعت أعانقه فعانقني ببرود ودخل واغلق باب غرفته وتكتمنا على الخبر
جئت بالحنانة فابدعت في رسم الحناء ونقشها وذهبت إلى صالون التجميل وصففت شعري ونزلت في مطار الخرطوم كأني عروس واخذ محمد يرزقني بنظرات غريبة وانا أعيد ضبط مكياجي وترتيب شعري في طريقنا من المطار إلى البيت
عندما صرخت أمام البيت وخرجت الأسرة لأستقبالي اخذت ارفع يدي المملوئتان بالذهب واصفق واعدد مأثر حماتي حجة زينب وأسقط على الأرض كأبرع ممثلة ثم اصطنعت إغماءة فتجمهر الناس حولي وحملت إلى المستشفى وبقيت بها مدةكانت كافية لحضور أكبر عدد من صديقاتي واستمعت بنظرات الدهشة والحسد.
كان هذا في العام الماضي
هذه السنة بينما نحن نستعد للسفر جاء محمد يحمل خبرا وواساني قائلا:-
- معليش يا سعاد السنة الفاتت الوالدة والسنة دي الوالد نعمل زي السنة الفاتت نكتم الخبر وانت عملي حاجاتك كلها كأني ما كلمتك...
فتسوقت وتنقشت وتجملت وركبت الطائرة كأني عروس وفي طريقنا من المطار اتجهت السائق الى بيت أسرتي فسألت محمد:-
- نحن ماشين وين؟
جاءني صوته قاسيا وباردا:-
- ماشين بيتكم يا سعاد المتوفية والدتك ما والدي
صمت برهة لاني لم استوعب الخبر ثم صرخت:-
-ليه عملت كده يا محمد ليه.... دي امي يا محمدعارف يعني شنو امي؟
- ايوه يا سعاد عارف ومجرب من السنة الفاتت