خيارات الخضر    

خيارات الخضر    

قصة قصيرة        

صديق الحلو - السودان    

كان الخضر يقول: ان ثورة عاتية كريح عاصفة ستهب علي مقرن النيلين.. تقلع الجاك  وزمرته وترمي بروحية في قاع السجن لتظل هناك قابعة تندب حظها العاثر.. الخضر يحب لون البرتقال والمريخ. ويكره اللون الاخضر، لون الزاحفين للتلاشيء. كان الخضر وسيما تحفه الوجاهه. وتشتهيه كل بنات الحي وصباياها. ولكنه اختار ايناس سمراء تملأ العين والفؤاد والخاطر. 
اختفى الخضر فجأة. لان الجاك حط باله عليه، وجعل عيونه ترصد تحركاته. بعضهم يقول ان سبب اختفاء الخضر انه قال لصديقه علي انني احبك. رفض علي صداقته فرمي نفسه  في النيل. وحده محمد خير يقول ان اقرباء ايناس الفارهة كمهرة وجدوه معها يغني لها اغاني الفنان عبدالعزيز المبارك فسحلوه حتي لاتجلب ايناس لهم العار. 
والخضر كنسمة في ارض الوادي اودت به صراحته الى المجهول .
آخر مرة شوهد الخضر وهو يلبس العراقي الخفيف  والسروال وحذاء مركوب من جلد الاصلة  
كان بحوزته سكين طويلة حادة الحواف يلبسها في ذراعة. امه تقول انه مسالم ولايؤذي احدا. وما حمله للمدية إلا انه في الآونه الاخيرة شعر بالارتياب وعدم الامان  والخوف. 
الجاك لايبالي بقتل معارضيه...والخضر كان مخالف شرس. يؤلف الاشعار المناهضه ويحب الحياة  والنزق. محمد خير يقول ان مثل الخضر لايعيشون كثيرا لانه مليء بالحنان والحب  والشجن. 
اختفي الخضر في ظروف غامضة...ولكن تحققت نبوؤته في ثورة رائعة نالت اعجاب الجميع وتوقيرهم. وتلاشي الجاك في العدم تتبعة روحية  والطغمة النافذة. وحده محمد خير بقي ليحكي هذه الحكاية.