حرب

حرب سونيا الفرجاني.. تونس البعوضة التي تركت تورّما في معصمي تعرف أنّك حزين،

حرب

حرب

سونيا الفرجاني.. تونس

 

 

 

البعوضة التي تركت تورّما في معصمي
تعرف أنّك حزين،
نامت معنا  البارحة،
في نفس الغرفة ،
والليلة أيضا تنام معنا.
لم أبذل جهدا لقتلها،
لابدّ من شاهد ينصفني ،أو يتذكّر معي تفاصيل الحرب.
تسلّلتْ أصوات الموتى إلى سريرنا
كنت حزينا ومنهكا
وكانت يدك الهادئة ،تضغط على كتفي ،وسط الليل.
أحلامك عن الطائرات والقصف
تثقل اللحاف،
خوفك من سقوط الأشجار في سوريا ،
يجعل محصول القمح الأول في حديقتنا مهملا.
سأكلّف جارتنا الطيبة،
بجمعه،
وسأهتمّ معك بجمع الأخبار والشظايا.
تنفسّْتَ بصعوبة البارحة
حين كنتُ أقبّلك ،
بجانب غابة البلوط،
كان الصياد المترف، يعبر بحذر
حين رآنا متعانقين،
فهرب منه الأرنب الجريح،
ودخل خارطة الشرق.
البعوضة المتواجدة في نفس المكان،
لم تعد وحيدة،
باضت في عرقك على طاولة الليل
وتزاوجت مع بيضها
سيلسع البعوض  سوريا
في نومك
لم أستطع أن أقتله،
خفتُ  على الأجساد التي التصق فيها  ليلسعها
خفت من قوتي في رفع يدي وخفضها
خفت عليك أيضا
من فيضان قلبي
ومن أكيال القمح التي صارت أمام الباب جاهزة للطحن.
لاتحمل  الحبوب على ظهرك في الصباح،
قد أقتل البعوض ،وسأحمل معك  الأكياس
سأُبقي على الشاهدة الأولى فقط
سأحنّطها
وسنطحن المحصول بيدينا
أمام جثتها،الملتصقة بالجدار.
الحبوب ، مبعثرة
كالندوب
والقتلى مبعثرون.
أنت حزين،
لان الاشجار سقطت في سوريا.
وأنا حزينة.
لاتنم..
علينا أن نلحق بالأرنب الجريح
وبالسلحفاة الكبيرة
سأفقأ عين الصياد بدمّل معصمي
وسأبيع الأساور
أعدك سأبيعها
لنشتري خارطة واضحة.