تفاصيل..يوم في زمن الكورونا

تفاصيل..يوم في زمن الكورونا

فاطمة محجوب كرار

غايتو الله لا قدر الكرونا دى حتعدمنا نفاخ النار...والله يستر ....امس وفى انتظار معاملة بنكية متعثرة ...خرجت للشارع وجلست على بعد عدة امتار من بائعة شاى ،وبالطبع التف حولها عدد قدرته بحوالى العشرين شخص، ولما كناجميعنا ننتظر نفس المعاملة ،فقد كان العدد فى تزايد مضطرد .....كانت طلبات الشاى والقهوة مدورة والنقاش والونسة كذلك وليس هناك اى مسافة تذكر بين الناس،طلب احدهم ماء فناوله آخر جكا بلاستيكيا به ماء فشرب منه مباشرة ولم ينتظر الكوب ووضع الجك جانبا وجاء آخرون وشربوا منه بنفس الطريقة ....بعدها احضروا الفطور وتحلقوا حوله وكانوا يعزمون المشاة العابرين بطريقتنا السودانية فى الكرم ....قربت ابكى ....الله يحفظكم غايتو ....بعدها اذن للصلاة من مسجد قريب فتدافعوا نحو مكان الوضوء وتفتفو و(تنخموا)ما شاء لهم وانقشطوا بداخل المسجد القريب واكيد ساووا صفوفهم ....يعنى ما فرقت....
المصافحة والمقالدة كانت عادية وحتى بين البعض من لابسى الكمامات .....وما عايزة اظلم ست الشاى لكنها كانت تمصمص الكبابى كما فى الحالة العادية شوية ماء بجردل به رغوة صابون وآخر به ماءعادى ولم اشاهدها تغير الماء طيلة ساعتين من الزمان هما وقت الانتظار.
حاجة مؤسفة جدا ....
شئ آخر محير.... هل الاصابة بالكرونا عيب أم حرام ؟!فاغلب من اصيبوا ومن يخالطونهم من ذويهم يتعاملون مع المرض وكانه (حمل سفاح) ....والا ما معنى الاخفاء والدس والشراد الذى يمارس من بعض المرضى وذويهم والمؤسف جدا ان بعضهم متعلمين تعليم عال .. يمارسون حياتهم وسط الناس بطريقة عادية وذلك يعنى المزيد من الانتشار.....هناك ازمة وعى واضحة وضوح الشمس رغم الجهود المقدرة من كل وسائل الاعلام للتوعية .......بالطريقة دى كلنا حنلحق الصح .
اخيرا وليس آخرا ماذاعن المشردين والمعاقين الذين نشاهدهم دائما من الذين لا مأوى لهم  سوى الشارع ....ومع الحظر واغلاق الاسواق والمطاعم التى كانو يتقوتون بعض ما تلفظه هل سيتركون هكذا فى مهب الريح يتقاذفهم الجوع والوباء ...هل سنجدهم لا قدر الله مجندلين فى الشوارع ذات صباح؟!
هل وضعتهم حكومتنا فى اجندتها؟! ولأنهم مسئوليتنا جميعا فأننى اوصيكم ونفسى بان نتفقدهم ...أوصى كل شخص بالقرب منه احد هؤلاء أن يتفقده ويعطيه ما يقيم اوده خاصة من يسكنون بالقرب من الاسواق ....فى اى ملف او مكان كنت تشاهدهم فيه اذهب فى فترة السماح واعطهم طعاما ورمضان قادم بخيره .... وليحفظ الله الجميع.